Admin Admin
المهنه : المزاج : رقم العضويه : 1 الجنس : بلدي : مصر عدد المساهمات : 9442 نقاط : 26681 تاريخ الميلاد : 01/01/1991 تاريخ التسجيل : 14/04/2011 العمر : 33 الموقع المفضل : منتدي
| موضوع: فلسفة كلية التربيه الرياضيه الجمعة ديسمبر 14, 2012 5:27 pm | |
| فلسفة الكلية لقد دخلت التربية الرياضية في حياة الانسان قديماً وحديثاً عند معظم الدول والامم والشعوب بالرغم من اختلاف ثقافاتها، لكونها تلعب دوراً في حياتهم بشكل مباشر او غير مباشر، ولهذا تغيرت اغراض التربية الرياضية فنجدها قديماً عند المجتمعات البدائية وثيقة الارتباط بالدين، والطقوس الدينية، الى درجة انه حتى العاب الكرة البسيطة كانت لها دلالات معينة عند القبيلة التي تلعبها. والعديد من الالعاب كانت محاكاة لبعض الاعمال الحيوية كبذر الحبوب او جمع المحصول، او صورة للاعمال السحرية وتمارس هذه الالعاب لحث المزروعات على النمو او لجعل المحصول وفيراً. ومع ذلك فقد كانت هذه الالعاب تنظم على نطاق محلي ولم يكن لها شأن بتحسين سرعة الانسان وقوته ورفع مستواه بل ان كسب العيش والرغبة في ممارسة حياة افضل كانت احدى الدوافع لممارسة الانشطة الرياضية التي كانت جزءاً من نظام الحياة اليومية للانسان البدائي ، لهذا لم يكن هناك برامج منظمة ولا توجد فترات مخصصة لممارستها، بل كان التركيز يتم في البحث عن الطعام ومواجهة الطبيعة والبيئة من اجل البقاء على قيد الحياة. فالاجسام القوية والاجهزة العضوية السليمة كانت هي القاعدة بين الشعوب البدائية، وكان الانسان يحصل على كفايته من النشاط البدني في محاولته الحصول على طعامه، وفي اقامة مأوى يقيه من الاعداء والحيوانات ومن البيئة المعادية له. وبما ان الانسان بطبيعته يميل الى ممارسة الانشطة الحركية من لعب او عمل سواء اراد ام لم يرد، لهذا نجد ان الدافع النفسي للاشتراك فيها يتصف بالحاجة والضرورة. وان هناك ميولاً معينة في الانسان يرجع اليها السبب في ممارسة الانشطة الرياضية، التي يكون الدافع اليها داخلياً غرضه المتعة والاستجمام. ونلاحظ ان في الحضارة الصينية القديمة هناك بعض الادلة على ممارسة بعض الوان النشاط البدني بالرغم من الاهتمام بالامتياز الذهني نتيجة تأثير تعاليم الديانة الطاوية والبوذية التي تدعو الى حياة تتسم بالدراسة والبحث والهدوء والتأمل . الا ان هناك العاباً شائعة مثل المصارعة والملاكمة وكرة القدم والبولي وشد الحبل والالعاب المائية والطائرة وغيرها كانت تمارس من قبل الصينيين القدماء، اما الرقص او الرماية بالنبال فكانت تمارس من قبل ابناء الاسر الثرية. اما في الهند القديمة فكانت تعاليم بوذا تنادي بالامتناع عن ممارسة الالعاب او التمتع ببعض اللهو والنشاط البدني، الا انها لم تمنع الناس من ممارسة بعض الانشطة الرياضية مثل العاب الرشاقة وسباق العربات وركوب الخيل والمبارزة والمصارعة والملاكمة والرقص واليوغا التي تشتمل على تمرينات للقوام والتنفس المنظم تضم 84 وضعاً مختلفاً. وحدثت نقطة تحول في فلسفة التربية الرياضية خلال الحضارات القديمة لمصر وآشور وبابل وفارس وسوريا وفلسطين حيث لم تقتصر على الامور الدينية والذهنية، بل تحولت الى الاعتقاد في الحياة الكاملة المليئة والتي تحولت فيها انواع الانشطة الرياضية في تحقيق هذا الغرض. ولهذا نظر الناس الى التربية الرياضية بوصفها فرصة لبناء جيش قوي شديد البأس. فضلاً عن ممارسة البعض بانتظام للفروسية والرماية والرياضيات المائية وعدوها على قدم المساواة مع التعليم الذي يتميز باهتمامه بالناحية الذهنية . وكان الاغريق اول من مارس الالعاب الرياضية على نطاق واسع، فقد كانت اللياقة البدنية عندهم وثيقة الصلة بالدين، والالعاب الاولمبية تقام تكريماً للآلهة، والمقاتلون يتدربون على الرياضة البدنية وتمارين الالعاب وكان الاغريق ومن بعدهم الرومان يؤمنون بامكان تطوير كل من العقل والجسم وتنميتهما، بحيث يبلغون مرتبة الكمال الانساني، وهذا ما دفع فلاسفتهم من امثال افلاطون الى الدعوة الى جعل الالعاب الرياضية تقليداً قومياً، بيد ان هذا الاهتمام المنظم بالرياضة وهو مختلف تماماً عن الالعاب المحلية ووسائل التسلية ما لبث ان اضمحل بسقوط الامبراطورية الرومانية اما فلسفة التربية الرياضية حديثاً فلم تبدأ الا في القرن التاسع عشر حين احتلت الرياضة مكاناً مرموقاً. ورغم ان جان جاك روسو (1712- 1778) كان اول كاتب كبير اكد اهمية التمارين الرياضية لبقاء الجسم سليماً الا ان دراسة الالعاب الرياضية دراسة جدية لم تبدأ الا في المانيا في القرن التاسع عشر، حيث انشأ فريد ريش لودفيج جان(Friedrich Ludwig Jahn) . (1778-1852) وهو مدرس الماني درس الالعاب الرياضية وطور فيها الالعاب باستعمال اجهزة وادوات رياضية وفي سنة 1818م، افتتحت في برلين اول مدرسة من هذا الطراز وسرعان ما غدت الحركة واسعة الانتشار، وكانت المدرسة تقوم بأعداد المدربين الذين يسافرون الى البلدان الاخرى لترسيخ الاهتمام بالالعاب الرياضية . وفي نفس الوقت وفي السويد ابتكر طبيب للالعاب الرياضية يدعى بير هنرينك لنج (Per Henrlik Ling). (1776- 1839) طريقة للتمرينات الحرة وذلك لاحراز تناسق بدني ونتائج علاجية وادخل في اكاديميته التدريبات العسكرية ايضاً. وقد ذاع صيته لكون اسلوبه الرياضي مبعثة الخصائص الشفائية الذي اشتهر باسم الالعاب السويدية او التمارين السويدية وقد ادخلت تدريباته التناسقية في العديد من المـــــدارس والمعاهــــــد. وشهد القرن التاسع عشر ايضاً هجرة لبعض الالمان الى الولايات المتحدة الاميركية وانتشار الالعاب الرياضية الالمانية هناك. وقد انشأ الاخوة بيش (Bech) في الولايات الشرقية مدارس للالعاب الرياضية (1825) استخدموا فيها الاجهزة الرياضية وخاصة في هارفود (Harverd) ويرجع اساس الاهتمام الاميركي بالرياضة الى ذلك التاريخ.ويرجع الكثير من تنظيم الالعاب الرياضية في انجلترا في القرن التاسع الى اصلاح المدارس العامة فالطلبة في ذلك العهد كانوا مشاغبين ينزعون الى المشاكسة وكان التعليم سيئاً وذلك الى ان عين الدكتور ارنولد (Dr Arnold) الشهيد في مدرسة رجبي سنة 1827، فأصبحت للرياضة اهمية اكبر في المناهج المدرسية فاستخدمت للتدريب على اساس روح الفريق من احد عشر لاعباً في كرة القدم في ستينيات القرن التاسع عشر. كما انشئ اتحاد كرة القدم في 1863. وفي نهاية القرن التاسع عشر كانت الخطة المناسبة قد نضجت وتهيأت لدمج التدريبات الرياضية بالالعاب وفي سنة 1894 قام عالم فرنسي هو البارون بيبر دي كوبرتان (Pierrede Coubretin).(1863- 1937) بدعوة الشعوب الى اجتماع يعقده بجامعة السوربون (Sorboone) في باريس. وكان هذا العالم مأخوذاً بالمثل العليا للاغريق عن الالعاب الاولمبية يتمنى ان ينشرها في العالم كله باسلوب يتسم بالمنافسة ولكن على اساس السلام . وقد اقيمت اول دورة اولمبية في العصر الحديث في سنة 1896 في اثينا. تنافس فيها 230 رياضي من 13 دولة في 9 العاب واستمرت هذه الدورات بازدياد عدد الدول المشاركة في دورة اثينا الاولمبية عام 2004 ايضاً والتي قاربت (200) دولة وشارك فيها ما يقارب (13000) لاعباً من النساء والرجال يتنافسون في اكثر من 300 مسابقة. وتميزت الالعاب الحديثة بارتباطها الوثيق بالالعاب الرياضية السابقة التي اصبحت تمارس اليوم بطرق علمية واصبح التنافس بين الدول على الحصول على المداليات والفوز بها من سمات الفلسفة الرياضية المعاصرة لمعظم دول العالم. وفي عصر العولمة (Globalization) التي تهدف الى تذويب الهوية الحضارية والثقافية للامم في بنية انسانية اشمل تعتمد على اقصاء وقمع الخصوصي كمحتوى عالمي ارتقائي الى احتواء العالم في مشروع اختراق الاخر وسلبه وتحويله الى وعي زائف لاحداث اختلال في معادلة التوازن وصولاً الى تقنين وتمييع اكثر شمولاً قائم على احداثصدمه من خلال جملة تغيرات، لهذا نجد ان فلسفة التربية الرياضية قد تغيرت بشكل جذري عند معظم الدول والامم والشعوب وذلك باحداث انقلاب بالنظم الفكرية للانسان وشلها للسيطرة على سير حركته وتحولاته. وعلى الرغم من اننا نستطيع من خلال العولمة الحصول على المعلومات وبأرخص الاثمان وعلى التكنولوجيا الحديثة باسعار مغرية ولا يمكن منعها عن الناس، الا اننا نجدها في مجال الرياضة قد تحولت الى تجارة احتراف ومكاسب مادية بعد ان كانت تعتمد الهواية والوطنية، وحتى يمكننا مواجهة العولمة الرياضية التي اغرت الكثير من اللاعبين والمدربين لترك بلدانهم وتحولهم الى محترفين يبيعون انفسهم نتيجة العوز وعدم دعمهم مادياً للبقاء في وطنهم، وجب على الجميع التفكير بفلسفة رياضية جديدة ينطلقون من خلالها الى عولمة رياضية تحميهم من الامور المستوردة التي باتت تشكل عبئاً ثقيلاً على الجميع وبمختلف المستويات الرياضية.وعلى اساس ما تقدم فان المنطلقات الفلسفية للتربية الرياضية قديماً وحديثاً هي تعبير عن خصوصيات الشعوب الممارسة لها، لهذا نجدها مختلفة ما بين دولة واخرى وفق توجهاتها التي بدورها تنعكس على شعوبها. وهذا ما اكده الكاتبان الفيلسوفان ردن ورايان (Redden and Ruyan) على ان الفلسفة توجه الفرد في اكتساب نظرة متماسكة للحياة وقيمها ومعناها واهدافها القريبة والنهائية للسلوك الانساني بوجه عام . | |
|