فلسفة التربية الرياضية
ما هي الفلسفة ؟
1- مقدمه
الفلسفة هي الحقل الذي يحاول مساعدة الإنسان لمعرفة قيمة وإثباتها وتحديد أهدافه وكذلك علاقته بالكون والحياة 0
والفلسفة
تحاول مساعدة الفرد علي تقييم نفسه وعالمه بإعطائه الأساس العام لكي يبحث
في مشاكل حياته ومماته الحسنه منها والرديئة وكذلك الحرية والكبت وأيضا
الجمال والقبح 0
والتقارير المجمعة للتعريفات التي تحمل حب الحكمة
والعلم يعطي أثراً علي الحقيقة والأسس العامة لها التي تؤثر علي سلوك
الإنسان وطبيعته ، فالفلسفة كما يراها العلماء أساس لمن يرغب فهم العالم ،
هذه الرغبة توضح الأمثلة ويجيب علي الأسئلة والمشاكل التي تحدد علاقة العقل
بالعالم 0
ومنهم من يري المعني الحقيقي للفلسفة ليس في البحث في جوهر
الأشياء حيث لكل علم أو فن فلسفة في أصوله وتتمعن في جوهر وسائر النزاعات
الإنسانية فحسب إنما تسير في هدي فلسفية من الفلسفيات سواء قصدت بذلك أم لم
تقصد 0
وتنبع وظيفة الفلسفة من الثقافة ومردده لأصدائها وتحيزاتها
وصراعاتها ومحاولة الإسهام بشكل فعال في الوصول إلى الانسجام والاتساق
والتوافق بينها فهي تعيد فحص واختبار المؤسسات الاجتماعية وان تحدد المبادئ
والمستويات الأساسية التي يجب أن يقام عليها مجتمعنا في الوقت الحاضر 0
إن
التفلسف التربوي يشق فلسفة من اتصال الفلسفة بالمشكلات الحاضرة ومن نبوعها
من المواقف العلمية لا من تلك الفلسفة التي تعزل نفسها عن الحياة فتفصل
بين مشكلات العالم الواقعي وبرجها العاجي البعيد 0
ففلسفة علم تقصي الحقائق والمبادئ والمشكلات المتعلقة بالوجود في محاولة منه لتفسيرها وتحليلها وتقييمها 0
2- مصادر الفلسفة :
مصادر الفلسفة لأي فرد :
1- الوراثة 0
2- البيئة التي يعيش فيها 0
3- الخبرات التي يمر بها 0
4- ثقافة الفرد
ولذلك
فإن يتعلم ما بعيشه وتشكيل سلوكه بقدر إيمانه بمجموعة من القيم والاتجاهات
ولذلك فكل فرد يمكن أن يتعبر من الجانب الفلسفي بالنسبة لما يقابله من
خبرات في حياته وفي مواقف هذه الحياة المتعددة 0
3- وللفلسفة جوانب إيجابية وسلبية :
أ – الجوانب الإيجابية :
هي
الفلسفة التي تنفع الناس والفرد وتؤدي إلي سعادته ونموه من جميع النواحي ،
وعلي سبيل المثال من النواحي الاجتماعية بتعامله مع الأفراد أقرانه بما
يجب أن يعامل به وأن يتعاون معهم ويساعدهم بقدر ما يستطيع متخلصا من الحقد
والغيره وغير ذلك مما قد يدفعه إلي ظلم الناس أو معاداتهم ، وإذا نمي الفرد
في الجوانب الإيجابية للفلسفة كان نمو المتزن الشامل المتكامل 0
ب – الجوانب السلبية ( لانعزالية )
هي الجوانب التي تضر بالناس والفرد نفسه حيث لا توجه إلي النمو والي خير الإنسانية 0
4- فلسفة التربية الرياضية :
الفلسفة هي حب الحكمة فالطفل يتساءل بصفة مستمرة لماذا أنا هنا ومن أنا وهل الذي أقوم به وأفعله صح أم خطأ 0
كل
إنسان يعتبر إلي حد ما يتفلسف لأن كل إنسان يتساءل والفرق بين الفيلسوف
الحقيقي والفرد العادي هو في الدرجة فقط وليس في النوع فكل فرد يتساءل بصفة
مستمرة يحتاج إلي أن يتخذ قراراً في هذه القرارات اليومية التي تستدعي
تساؤل والتعرف علي الأسباب ، وقد تستدعي التعمق أكثر لإرجاع كل شئ إلي
مصدره ، وقد تستدعي التعمق أكثر والبحث عن المتناقضات أو علاقات جديدة 0
وكل هذه الأعمال تعتبر إلي حد ما أعمال فلسفية ، وممن هنا نبدأ في التساؤل :
- ما هي الفلسفة حقيقية ؟
- ما هي الأسباب التي تدعو إلي التفلسف في ميدان التربية الرياضية ؟
- ما هي الوظائف الأساسية للتفكير الفلسفي ؟
- ما هي اهتمامات الوظائف الفلسفية ؟
- ما هي السمات الأساسية ومواصفات التفكير الفلسفي ؟
5- معني اللفظ الحرفي للفلسفة :
هو البحث عن الحقيقة
فمن البحث : أن هناك شئ ما جديد بأن يبحث عنه معناه ، فإننا لا نبحث عن شئ غير ذات قيمته 0
أما
الحقيقة : لكي نصل إلي الحكمة يحتاج الأمر إلي جهد ويحتاج إلي ما تسميه
غربله أو عملية انتقاء أو اختيار حتى نصل إلي ما قد يسمي بالحكمة 0
6- أما التساؤلات عن الأسباب التي تدعو إلي التفلسف التربوي أو ضرورة وجود فلسفة للتربية الرياضية :
إن
فلسفة التربية تنبع من الخبرة التربوية أهدافا ونظريات والتربية الرياضية
جزءاً متكاملا من التربية وهي عملية مقصودة وموجهة لأحداث تغيرات في الفرد
متناوله جميع جوانبه البدنية والنفسية والعقلية والاجتماعية و المهارية
والخلقية من خلال ممارسة أنشطة حركية هادفة بغرض تحقيق النمو الشامل المتزن
للفرد وهو ما تسعي إليه التربية علي أساس أن الفرد وحدة متكاملة يترابط
فيها العقل والجسم والروح والخلق لذلك تعد التربية الرياضية إحدى وسائل
التربية في تحقيق غايتها حيث العقل السليم في الجسم السليم 0
وهناك عوامل تدعو إلي التفلسف في ميدان التربية الرياضية وتتمثل في :
أ
– احتياجنا الدائم إلي اتجاهات وعادات سلوكية جديدة تتناسب مع المجتمع
الجديد ، فمن يعيش في ثورة عالمية عامة تشمل محور عديدة سياسياً تكنولوجيا
والتي تصاحبها ثورة ثقافية واقتصادية واجتماعية كل هذا يحتاج منا إلي إمعان
الفكر نظراً لوجود تناقضات بين القيم والحديث ووجود صراعات مما يتطلب أن
ندفع بالأفكار الجديدة مع تقييم الأفكار القديمة والقيم والاتجاهات
والعادات والتقاليد القديمة وإرجاعها إلي أصولها التاريخية والي أصولها
الدينية والاجتماعية ثم بلورتها وتعدها ثم ندفع بالقيم الجديدة التي تتناسب
مع مستلزمات المجتمع الجديد 0
ب- إننا في عصر ملئ بالتغيرات السريعة ،
هذه التغيرات من ملامح حياتنا اليومية ، وإذا حددنا التغيرات التي حدثت في
السنوات الماضية يمكن أن تدرك مدي تأثرها من تغيرات سياسية واجتماعية
واقتصادية أثرت علي المجتمع نادي المصري والعربي والعالمي وما صاحبها من
كثير من التغيرات وكثير من النظريات وكثير من التطورات السياسية 0( حرب
أكتوبر وما ترتب عليها – أحداث سبتمبر وما ترتب عليها – الانتخابات
الرئاسية ) وفي ضوء ذلك لملاحظة هذه التطورات أن ننافس ونراجع اتجاهات
وأهدافنا وقيمنا لتستطيع أن تجدد وطور وتبني المجتمع الجديد 0
جـ - هناك
حاجة إلي دراسة أفكار الناس ومفاهيمهم وتبصرهم بما يدور حولهم من صراعات
اجتماعية وأخلاقية وسياسية واقتصادية وما يجري وراء ذلك وما يدفع ذلك من
قوة وقيم ومن مصالح و إيجاد أساليب فكرية لحسم هذه التطورات 0
وهذا يعني
إننا في التربية الرياضية في حاجة إلي التفلسف وفي حاجة إلي التساؤل هل
برامج كليات التربية الرياضية صالحة لإعداد مدرس التربية الرياضية للمجتمع
الجديد الذي نأمل في بنائه ؟ 00 هل نعد الطالب للحاضر والمستقبل ؟ 0 هل نعد
مدرس التربية الرياضية أم المدرس المدرب بحيث يستطيع أن يقوم بعمليات
التدريس والتدريب معاً ؟ 00 هل هذا النوع من التشعيبات والتخصصات التي تحدث
في اللوائح هو المطلوب لكل البيئات المختلفة أم هناك خصائص تتميز بها كل
كلية وفقا لمتطلبات البيئة والمجتمع ؟
من كل ذلك نري أن هناك حاجة إلي التفلسف في ميدان التربية الرياضية 0
7- معني التفكير الفلسفي وماذا يقصد ؟
التفكير الفلسفي هو جزء من الثقافة وإذا قلنا أن الثقافة هي حياة الفرد اليومية مع جميع أجزاء الثقافة 0
فالتفكير الفلسفي قوي ، ثقافية تتأثر وتؤثر بدرجات متفاوتة في غيرها من القوي الأخرى الاقتصادية – الدينية – السياسية – العلمية 0
والتفكير
الفلسفي يناول ما هو قائم بالتحليل والنقد والتفكير الفلسفي في التربية
الرياضية يتناول علي سبيل المثال لا الحصر ظروف التربية الرياضية ، أفكار
الناس واتجاهاتهم نحو التربية الرياضية في المجتمع مع ربط كل هذا بالجوانب
الاجتماعية والتاريخية 0
من هنا نجد أن عملية التفلسف تتناول الأوضاع
الحالية بالنقد والتحليل من حيث اقترابها أو ابتعادها مع ما يجب أن يكون
ومن هناك نجد أن هذه الفلسفة تلعب دوراً في التطوير والتغير فهي تتأثر
بظروف المجتمع ومن ناحية أخري تؤثر فيه 0