المهنه : المزاج : الجنس : بلدي : مصر محافظة : الدقهلية عدد المساهمات : 3618 نقاط : 8136 تاريخ الميلاد : 02/02/1996 تاريخ التسجيل : 16/05/2012 العمر : 28
النوع الأول : المحبة الدينية ، أي المحبة لأجل الدين والمعتقد ، فمن أحب الصالحين لصلاحهم
وأحب ما هم عليه من التقوى والدين ، رُجِي أن يجمعه الله بهم في جنته ، ومن أحب الكفار لكفرهم
ومعتقدهم ، ووالاهم على ما هم فيه ، كان ذلك أيضا سببا لدخول النار معهم .
قال ابن بطال رحمه الله :
" بيان هذا المعنى أنه لما كان المحب للصالحين إنما أحبهم من أجل طاعتهم لله ، وكانت المحبة عملا
من أعمال القلوب ، واعتقادًا لها ، أثاب الله معتقد ذلك ثواب الصالحين ، إذ النية هي الأصل ، والعمل
تابع لها ، والله يؤتي فضله من يشاء " انتهى باختصار من " شرح صحيح البخاري " لابن بطال (9/333)
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله – في تفسير قوله تعالى : ( وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ) -:
" أي : وإن حرصا عليك أن تتابعهما على دينهما إذا كانا مشركين ، فإياك وإياهما ، لا تطعهما في
ذلك ، فإن مرجعكم إليّ يوم القيامة ، فأجزيك بإحسانك إليهما ، وصبرك على دينك ، وأحشرك
مع الصالحين ، لا في زمرة والديك ، وإن كنت أقرب الناس إليهما في الدنيا ، فإن المرء إنما يحشر
يوم القيامة مع من أحب ، أي : حبا دينيا ؛ ولهذا قال : ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين )
" انتهى من " تفسير القرآن العظيم " (6/265)
ويقول ابن حجر الهيتمي رحمه الله – في حديثه عن كبيرة محبة الظلمة أو الفسقة وبغض الصالحين -
" عد هذين كبيرة هو ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة : ( المرء مع من أحب ) وله وجه ، إذ الفرض أنه
أحب الفاسقين لفسقهم ، وأبغض الصالحين لصلاحهم ، وظاهر أن محبة الفسق كبيرة كفعله ، وكذا بغض
الصالحين ؛ لأن حب أولئك الفاسقين وبغض الصالحين يدل على انفكاك ربقة الإسلام وعلى بغضه ، وبغض
الإسلام كفر ، فما يؤدي إليه ينبغي أن يكون كبيرة "
انتهى باختصار من " الزواجر عن اقتراف الكبائر " (1/184)
النوع الثاني: المحبة الموجبة لتشابه الأعمال والأخلاق ، فمن أحب أحد العلماء الصالحين وتشبه
بما هو عليه من الصلاح والتقوى دخل الجنة بذلك ، ومن أحب الفاسقين أو الكافرين ، وأدت به محبته إلى
التشبه بأحوالهم ومعاصيهم كان معهم في العقاب أيضا .
يقول أبو حامد الغزالي رحمه الله :
" قال الحسن : يا ابن آدم ! لا يغرنك قول من يقول : ( المرء مع من أحب ) فإنك لن تلحق الأبرار إلا
بأعمالهم ، فإن اليهود والنصارى يحبون أنبياءهم وليسوا معهم ، وهذه إشارة إلى أن مجرد ذلك ، من غير
موافقة في بعض الأعمال ، أو كلها : لا ينفع
" انتهى من " إحياء علوم الدين " (2/160)
أما الحب الدنيوي الذي يكون باعثه قرابة أو صداقة أو مصلحة مادية أو زواج أو غير ذلك من أسباب
الدنيا الفانية ، فلا يكون سببا للجمع في المحشر أو المصير ، فالمسلم الذي يحب والدته غير المسلمة
حبا فطريا ، ولا يحشر معها ، وغير المسلم الذي يحب صديقه المسلم مثلا من غير إسلام وإتباع لا يحشر معه ، وهكذا
كل أنواع المحبة الدنيوية لا مدخل لها في معنى هذا الحديث .
ويقول الزرقاني رحمه الله :
" ( المرء مع من أحب ) في الجنة بحسن نيته من غير زيادة عمل ؛ لأنّ محبته لهم لطاعتهم ، والمحبة من
أفعال القلوب ، فأثيب على ما اعتقده ؛ لأن الأصل النية ، والعمل تابع لها ، ولا يلزم من المعية استواء
الدرجات ، بل ترفع الحجب حتى تحصل الرؤية والمشاهدة ، وكلٌّ في درجته .
وقال السخاوي : قال بعض العلماء : ومعنى الحديث أنه إذا أحبَّهم عمل بمثل أعمالهم ، قال الحسن البصري :
من أحبَّ قومًا اتبع آثارهم ، واعلم أنك لن تلحق بالأخيار حتى تتبع آثارهم ، فتأخذ بهديهم ، وتقتدي
بسنتهم ، وتصبح وتمسي على مناهجهم ، حرصًا أن تكون منهم
" انتهى من " شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية " (5/304)
********
وهل يمكن القول : إن من أحب لاعبا أو ممثلا - مثل ما يحدث لدى الشباب الآن - يحشر معه استنادا للحديث ؟
ومع ذلك ننبه الشباب إلى أن التعلق باللاعبين والممثلين – بأخبارهم وأحوالهم وأيامهم - إنما هو
من الأوهام والخيالات التي لا تجر إليهم إلا كل فساد وشر ، وهي الباب للتخلق بأخلاقهم ، والعمل
بمثل أعمالهم ؛ فإن بين الظاهر والباطن ارتباطا لا يجهله أحد ، والمشاكلة في الظاهر توجب المحبة
في الباطن ، وهكذا العكس بالعكس .
أما الحب النافع فهو حب الصالحين والناجحين والمبدعين فيما يعود بالنفع على الأمة والبشرية جميعا ، حبا
يدفع نحو التقدم والنجاح في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وهذا الحديث حق فإن كون المحب مع المحبوب أمر فطري لا يكون غير ذلك وكونه معه هو على محبته
إياه فإن كانت المحبة متوسطة أو قريبا من ذلك كان معه بحسب ذلك وإن كانت المحبة كاملة كان معه
كذلك والمحبة الكاملة تجب معها الموافقة للمحبوب في محابه إذا كان المحب قادرا عليها ، فحيث تخلفت
الموافقة مع القدرة ، يكون قد نقص من المحبة بقدر ذلك وإن كانت موجودة ، وحب الشيء وإرادته
يستلزم بغض ضده وكراهته مع العلم بالتضاد.."
انتهى من " مجموع الفتاوى " (10/752) .
والله أعلم .
العربيه مرشح لفريق الابداع
المهنه : المزاج : الجنس : بلدي : مصر محافظة : eeeeeee عدد المساهمات : 2040 نقاط : 2058 تاريخ الميلاد : 26/01/1991 تاريخ التسجيل : 28/09/2012 العمر : 33
موضوع: رد: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ الجمعة سبتمبر 28, 2012 11:48 am
موضوع مفيد
شاب مؤمن مرشح لفريق الابداع
المهنه : المزاج : الجنس : بلدي : مصر محافظة : الجيزه عدد المساهمات : 1571 نقاط : 1645 تاريخ الميلاد : 03/03/1993 تاريخ التسجيل : 02/10/2012 العمر : 31
المهنه : المزاج : الجنس : بلدي : مصر محافظة : القاهرة عدد المساهمات : 498 نقاط : 494 تاريخ الميلاد : 18/02/1990 تاريخ التسجيل : 05/10/2012 العمر : 34
موضوع: رد: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ الجمعة أكتوبر 05, 2012 1:36 pm
سلمت يداك لمـآاطرحتِ دمتي مبدعة متـآالقه في سمـآاء هذا ـآالصرح ـآالشامخ تقبلي مروري ـآالمتواضع
الكبير أوي مرشح لفريق الابداع
المهنه : المزاج : الجنس : بلدي : مصر محافظة : london عدد المساهمات : 2583 نقاط : 2601 تاريخ الميلاد : 27/10/1995 تاريخ التسجيل : 08/10/2012 العمر : 29
موضوع: رد: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ الجمعة أكتوبر 12, 2012 1:48 am
جزاك الله خيراااااااااا
mr Eg مرشح لفريق الابداع
المهنه : المزاج : الجنس : بلدي : عربي وكفي محافظة : وحدة العرب عدد المساهمات : 3364 نقاط : 3428 تاريخ الميلاد : 08/09/1990 تاريخ التسجيل : 17/10/2012 العمر : 34
المهنه : المزاج : الجنس : بلدي : المغرب محافظة : الشرقية عدد المساهمات : 1000 نقاط : 1000 تاريخ الميلاد : 16/02/1991 تاريخ التسجيل : 22/10/2012 العمر : 33
أتمنــــى لكـ من القلب .. إبداعـــاً يصل بكـ إلى النجـــوم ..
سطرت لنا أجمل معانى الحب
بتلك الردود الشيقة التي تأخذنا
إلى أعماق البحار دون خوف
بل بلذة غريبة ورائعة
دمت لنا ودام قلمك
noha mohamed مرشح لفريق الابداع
المهنه : المزاج : الجنس : بلدي : مصر محافظة : القاهره عدد المساهمات : 1787 نقاط : 1791 تاريخ الميلاد : 04/04/1995 تاريخ التسجيل : 29/01/2013 العمر : 29