(غزوة مؤته)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
اخوتي بالله كتبت لكم اليوم مختصرعن غزوة مؤته
وقد كان مرجعي في ذلك
محاضره صوتيه لفضيلة الشيخ عائض القرني حفظه الله
طبعا اسلوب الشيخ رائع جدا في سرد احداث هذه المعركه
فعندما تسمع هذه المحاضره تشعر انك تعيش في تلك الاحداث
المباركه لذا انصحكم بسماع تلك المحاضره (غزوة مؤته)
*اليوم نقف مع غزوة مؤته لنرى معلمنا صلى الله عليه وسلم وهو يوجه الجيش ويوجه اصحابه واحبابه
حدثت غزوة مؤته في السنة الثامنه للهجره
وهي اول مواجهه بين العرب المسلمين وبين دولة الروم
شرارة المعركة : ارسل رسول الله صلى الله عليه وسلم
(الحارث بن عمير الازدي)
برساله الى ملك البلقاء
فقتل ملك البلقاء(الحارث بن عمير الازدي)
وكانت رسائل الرسول صلى الله عليه وسلم الى الملوك والزعماء
موضوعها الدعوة الى دين الحق (الاسلام )
فأعلن الرسول صلى الله عليه وسلم النفير العام على الروم
مادام انهم قتلوا رسوله ومزقوا كتابه انتهى الموضوع
جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا مكونا من
ثلاثة الاف مقاتل
ثلاثة الاف رباهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على
الطهر وعلى قراءة القراّن وعلى الصف الاول
ثلاثة الاف كل واحد منهم مصحف يمشي على الارض
ثم عين رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة قاده للجيش
القائد الاول : زيد بن الحارثه
فان قتل
فالقائد الثاني : جعفر بن ابي طالب ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم واخو علي بن ابي طالب
فان قتل
فالقائد الثالث : عبد الله بن رواحه
تحرك الجيش من المدينه الى موقع المعركة في معان في الاردن
وعندما وصل الجيش قريبا من جيش الروم
وصلت المسلمين معلومات تقدر عدد جيش الرروم
ب200000 الف مقاتل
وهذا العدد اكبر من عدد جيش المسلمين باضعاف مضاعفه
وهنا اجتمع القاده الثلاثه
للتشاور مع الجيش
فاقترح عليهم القائد الاول زيد بن الحارثه العوده الى المدينه واخبار الرسول صلى الله عليه وسلم بوضعهم
فقال عبد الله بن رواحه القائد الثالث
للجيش
متى قاتلتم الناس بعده وعدد
اما انا فقد خرجت بعت نفسي الى الله
والله لا اعود لو مابقيت الا وحدي
حتى يقضي الله امرا كان مفعولا
فلا تعودوا بنا
فقال الناس الرأي ما قاله ابن رواحه
فثبتوا
وبدأت المعركه واستلم قيادة جيش المسلمين زيد بن الحارثه
فاستأسد (قاتل بشراسه)
فأنهالت عليه الرماح من الروم استشهد رضي الله عنه
وسقطت الراية من يده
وهنا تقدم جعفر بن ابي طالب واستلم الرياة بيده
وقاتل وفي يده السيف وفي الاخرى الرايه
فالتحم مع الورم حتى قطعوا احدى يديه
وبقي رضي الله عنه ممسكا بالرايه في يده المتبقيه
حتى قطعها الروم
وهنا امسك جعفر بالرايه بعضديه
والدم يتصبب منهما
ولم يزل يتقدم وينشد
يا حبـذا الجنـة واقترابـها
طيبة وبارد شرابها
والروم روم وقد دنا عذابـها
كافـرة بعيدة أنسابـها
عليّ إن لاقيتها ضرابـها
حتى استشهد رضي الله عنه
فنادى الناس يا ابن رواحه يا ابن رواحه
وكان عبد الله بن رواحه في طرف الجيش وكان صائما رضي الله عنه
وكان عبد الله بن رواحه كثير الصوم (تطوعا) يصوم في الحضر والسفر
فلما حان وقت استلامه لقيادة الجيش
افطر خوفا من سقوط الراية من يده
فقال ناولوني شيء
يريد ان يتقوى حتى يضرب في سبيل الله
فأعطاه الناس قطعة من اللحم
فحاول ان يأكلها فما استطاع
ومن يستطيع الاكل في هذه المواقف وزيد يقتل وجعفر تقطع يديه
فقال : أقسمت يا نفس لتنزلن لتنزلن أو لتكرهنه
إن أجلب الناس وشدوا الرنة ما لي أراك تكرهين الجنة
قد طال ما قد كنت مطمئنة هل أنت إلا نطفة في شنة
وتقدم عبد الله بن رواحه وقاد المعركه وقاتل وقتل
رضي الله عنه وارضاه
الان قتل القادة الثلاثة الذين عينهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاجتمع الصحابة يتشاورون لاختيار قائد للجيش
فأختاروا خالد بن الوليد (سيف الله المسلول)
وخالد بن الوليد كان فارسا منذ نعومة اظافره
لم يهزم في الجاهليه ولافي الاسلام
استلم خالد بن الوليد قيادة الجيش
وكان يقول لأصحابه اعطوني السيوف واحموا ظهري
فقاتل بشراسة كبيره حتى انه تكسر في يده
تسعة أسياف من شدة ضربات خالد رضي الله عنه على العدو
فقد قتل خالد بن الوليد في هذه المعركة خمسة ألاف من العدو
بشهادة التاريخ حتى الغربيين
اشد وطيس المعركه وقاتل المسلمون ببساله كبيره
ثم التفت خالد الى المعركه فاذا هي بحر هائج اعداد الروم هائله
صحيح انه قتل منهم الكثير لكن ايضا لا يزال منهم الكثير الكثير
فقرر الاجتماع بجيشه لترتيب انسحاب تكتيكي في اليوم التالي
ما دام انه قتل من الروم هذا العدد الكبير ولقنهم درسا قاسيا
فوضع خطه للانسحاب لان الانسحاب من المعركه بعشوائيه يعرض الجيش للخطر فجعل مقدمة الجيش في المؤخره وجعل الميمنه في الميسره وارسل بعض الفرسان وراء الجبال لايهام العدو انهم جاءوا مددا
من المدينه
وفي صباح اليوم التالي اصتف الجيش الاسلامي امام العدو وخرج الفرسان من وراء الجبال وثار الغبار
وعندما شاهد العدو وجوها جديدة في الجيش الاسلامي
وشاهد الفرسان الذين اثاروا الغبار من وراء الجبال
فحبطت معنوياتهم وارتعبوا وظنوا ان مددا قد جاء للمسلمين من المدينه
وعند بداية تلامس الجيشان
اختار خالد الوقت المناسب للانسحاب بالجيش
وعندما انسحب من ارض المعركة لم يحاول جيش العدو اللحاق
بجيش المسلمين
نظرا للمفاجأه التي شاهدوها (خطة خالد)
وظنوا ان انسحاب المسلمين كان كمينا لهم
وهكذا خرج خالد من ارض المعركه منتصرا
وقد انزل في العدو اشد الضربات