غزوة "أحد" :
وقعت
أحداث هذه الغزوة في شهر شوال من العام الثالث للهجرة عند جبل "أحد"
الواقع شمالي "المدينة" ، وكانت "قريش" قد جندت ثلاثة آلاف من رجالها
وحلفائها للانتقام من المسلمين، والثأر لهزيمتها الساحقة في "بدر"، وعندما
وصلت أخبار هذا الاستعداد للنبي – صلى الله عليه وسلم - أعد جيشه لمواجهة
هذا التحدي، وخرج من "المدينة"؛ نزولا على رغبة الأغلبية من أصحابه الذين
رأوا الخروج ومواجهة المشركين خارج "المدينة" ، وكان النبي – صلى الله عليه
وسلم- يميل إلى التحصن بالمدينة ومحاربة "قريش" حين يأتون إليها ، لكنه
التزم برأي الأغلبية وخرج بجيشه إلى ساحة "أحد"، وجعل ظهر جيشه إلى الجبل
والأعداء أمامه ، وأمر خمسين رجلاً ممن يحسنون الرمي بالنبل بالصعود إلى
قمة عالية خلف ظهر جيش المسلمين، وأوصاهم بألا يتركوا مواقعهم، سواء انتصر
المسلمون أو انهزموا .
ودارت المعركة وحقق المسلمون النصر في
البداية وظنوا أن المعركة قد انتهت فانشغلوا بجمع الغنائم التي خلفها
المشركون المنهزمون ، وفى الوقت نفسه خالف الرماة الذين فوق الجبل أمر
النبي-صلى الله عليه و سلم- فتركوا مواقعهم ونزلوا؛ ليكون لهم نصيب في جمع
الغنائم .
ولما رأى المشركون ذلك تقدم "خالد بن الوليد"– قبل إسلامه-
وجاء من الخلف، وانقض على المسلمين مستغلاً ترك الرماة مواقعهم ، وارتبك
المسلمون من هول المفاجأة ، واضطربت صفوفهم ، وجرح الرسول في المعركة،
وانتهى الأمر بهزيمة المسلمين، وسقوط واحد وسبعين شهيدًا ، وأخذ المسلمون
درسًا غاليًا لمخالفتهم أوامر الرسول – صلى الله عليه وسلم .