المهنه : المزاج : رقم العضويه : 1 الجنس : بلدي : مصر عدد المساهمات : 9442 نقاط : 26681 تاريخ الميلاد : 01/01/1991 تاريخ التسجيل : 14/04/2011 العمر : 33 الموقع المفضل : منتدي
موضوع: فن العماره الاسلامي الخميس أبريل 25, 2013 1:54 pm
أسس الفن الأسلامي
من الثابت أن الفن الإسلامي التشكيلي قام على أسس من فنون البلاد التي فتحها المسلمون أو خضعت لهم ذلك أن طبيعة شبة الجزيرة العربية الصحراوي ، وانتقال البدو من مكان إلى آخر سعياً وراء الكلأ والمرعى لم يكن ليساعد على قيام فنون تشكيلية اللهم إلا في أطراف شبة الجزيرة كالمناذرة المتاخمين للدولة الساسانية والغساسنة المجاورين للدولة البيزنطية ، واليمن في الركن الجنوبي لشبة الجزيرة حيث قامت فنون ضارعت فنون معاصريهم من الفرس والرومان على أن الفاتح العربي لم يقبل كل ما وجدوه من تلك الفنون على ما هو عليه بل استبعد منها ما كرهه الدين أو ما لا يوافق مزاجه الخاص ، ثم جمع ما اختاره منها وصهره في بوتقة بعد أن طبعه بطابعه الخاص ألا وهو الكتابة العربية وهكذا نستطيع أن القول أن الفن الإسلامي أخذ قوامه الروحي من وسط شبة الجزيرة العربية ، أما قوامه المادي فقد تم صوغه في أماكن أخرى كان للفن فيها قوة وحياة ولعل أبرز فروع الفن الإسلامي التي تأثرت بالجانب الروحي ، هي العمارة ، التي عني المسلمون الأوائل أن تكون مهمتها الأولى خدمة الدين ، ومن ثم فقد تطورت العمائر الدينية تطوراً سريعاً ساير ركب الحضارة الفتية ، فتعددت أشكالها وأساليبها تبعاً لتعدد وتغير وظائفها وقد بدأت العمارة الإسلامية ببناء المساجد والأربطة فالمدارس والمصليات والخوانق والأسبلة والتكايا وإذا أردنا أن نتتبع تطور العمارة الإسلامية وجدنا المسجد حجر الزاوية فيها .
منهج بناء المساجد ولقد كان أول عمل قام به الرسول صلى الله عليه وسلم عند هجرته إلى المدينة هو بناء مسجد للمسلمين في مــربد التمر الذي بركت فيه ناقته وكان بنــاؤه بدائياً بسيطاً ، وكانت مساحته 70 X 60 ذراعاً وجدرانه من اللبن ، سقف جزء منه بسعف النخيل وترك الجزء الأخر مكشوفاً وجعلت عمد المسجد من جذوع النخل وقد نهج المسلمون هذا المنهج في بناء مسجد البصرة سنة 14هـ ومسجد الكوفة سنة 17 هـ ، كما اتبع عمرو بن العاص هذه السنة في بناء مسجده في مدينة الفسطاط سنة 21 هـ وكانت مساحته وقت إنشاءه 50 X 30 ذراعاً جداره من اللبن وأعمدته من جذوع النخل وتسوده البساطة وكانت مساجد البصرة والكوفة ومصر خالية من المحاريب المجوفة ومن المنابر والمآذن على غرار مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام
وكان المسلمون في العصر الإسلامي الأول يقتصرون على استعمال كلمة المسجد لأماكن العبادة
والمسجد في اللغة هو الموضع الذي يسجد فيه ، فلما اتسعت رقعة الدولة الإسلامية وزاد عدد المسلمين بزيادة من دخل في الإسلام من أهل البلاد التي فتحها المسلمون تعددت المساجد في البلد الواحد ، كما تعددت الألفاظ التي تطلق على أماكن العبادة فاصبح هناك مسجد وجامع والجامع هو نعت للمسجد لأنه مكان اجتماع الناس ويطلق على المسجد الكبير ومن ثم فقد اصبح للفظ الجامع مدلول سياسي في عهد الدولة الأموية ، فقد عرف بالجامع ، المسجد الذي يؤم فيه الخليفة أو من ينوب عنه المسلمين في صلاة الجمعة أي أن لفظ الجامع أصبح يطلق على مسجد الدولة الرئيسي الذي كان يعرف باسم المسجد الجامع
تتميز الفنون الإسلامية بأن هناك وحدة عامة تجمعها بحيث يمكن أن تميز أي قطعة أنتجت في ظل الحضارة الإسلامية في أي قطر من أقطار العالم الإسلامي ، ولعل هذا سر من أسرار تفوق الحضارة الإسلامية وقدرتها الفنية على صبغ المنتجات الفنية في جميع الأقطار بصبغة واحدة
على أن هذه الوحدة لم تمنع من وجود طرز إسلامية تتميز بها الأقطار الإسلامية المختلفة في عصور تطورها الفني ، ويمكننا أن نقول بوجه عام أن الطراز الأموي ساد العالم الإسلامي أولاً متأثراً بالفنون المحلية ، ثم ساد الطراز العباسي منذ قيام الدولة العباسية في عام 750م ، وعندما ضعفت الخلافة العباسية منذ القرن السابع الميلادي سادت طرز أخرى إقليمية فكان هناك الطراز الإسلامي المغربي في شمــال أفريقيا والأندلس وطراز مصري سوري في مصر وسوريا ، وطراز عثماني في تركيا والبلاد التي كانت تتبعها ، ثم طراز هندي في الهند ومن واجبنا أن نكون على معرفة بهذه الطرز الفنية وكيف تميزت بميزات خاصة في إطار الوحدة الفنية الإسلامية الكبرى
الطراز الأموي نشأ الفن الإسلامي في عصر بني أمية ، وكان الطراز الأموي ـ الذي ينسب إليهم ـ أول الطرز أو المدارس في الفن الإسلامي فطبيعة الحياة والظروف التي أحاطت بعصر النبي عليه السلام وعصر الخلفاء الراشدين لم تهيئ للمجتمع الإسلامي حينئذ أن يكون مرتعاً خصباً لفن يترعرع بينهم ويتطبع بطابعهم ، فلما جاءت الفتوحات الإسلامية وامتدت الدولة الإسلامية واتسع نطاقها واختلط العرب بأمم ذات حضارة مزهية أثروا في هذه الأمم كما تأثرت بهم
اتخذ بنو أمية مدينة دمشق عاصمة للعالم الإسلامي ، وكانت السيادة الفنية في عصرهم للبيزنطيين والسوريين وغيرهم من رجال الفن والصناعة الذين أخذ عنهم العرب الفاتحون ، وقام على أكتاف الجميع الطراز الأموي في الفن الإسلامي ، وبذلك فهو طراز انتقال من الفنون المسيحية في الشرق الأدنى إلى الطراز العباسي ، على أن هذا الطراز كان متأثراً إلى حد ما بالأساليب الفنية الساسانية التي كانت مزدهرة في الشرق الأدنى عند ظهور الإسلام وهكذا كانت العناصر الزخرفية لهذا الطراز مزيجاً من جملة عناصر ورثها عن الفنون التي سبقته ، فبينما تظهر فيه الدقة في رسم الزخارف النباتية والحيوانية ، ومحاولة تمثيل الطبيعة وغير ذلك مما امتازت به الفنون البيزنطية ، نجد تأثير الفن الساساني في الأشكال الدائرية الهندسية وبعض الموضوعات الزخرفية الأخرى كرسم الحيوانين المتقابلين أو المتدابرين تفصلهما شجرة الحياة المقدسة أو شجرة الخلد
الطراز المغربي
يبدأ الطراز المغربي الصحيح في الأندلس والمغرب على يد دولةالموحدين ويلاحظ أن الزعامة الثقافية في العالم الإسلامي المغربي كان مركزها في الأندلس في عصر الدولة الأموية الغربية وفي عصر ملوك الطوائف ، ثم انتقلت هذه الزعامة إلى مراكش في نهاية القرن 11م حين استعان مسلموا الأندلس بالمرابطين في شمال أفريقيا لمقاومة تقدم المسيحيين الذين كانوا يستهدفون طرد المسلمين من الأندلس
وبعد أن اضمحلت دولة المرابطين قامت على أنقاضها دولة الموحدين وهي الدولة التي أزدهر في حكمها الطراز المغربي الأصيل ومن أبدع العمائر التي خلفها لنا هذا الطراز قصر الحمراء بغرناطة الذي يعود إلى القرن الرابع عشر الميلادي ويمتاز بجمال مبانيه ورشاقة أعمدته ذات التيجان المزخرفة بالمقرنصات والجدران المغطاة بشبكة من الزخارف الجصية والكتابات الجميلة ومن المنتجات الفنية التي ازدهرت في الطراز المغربي تجليد الكتب وصناعة التحف الجلدية عامة ، يلاحظ أنها تشبه جلود الكتب المصرية في العصر المملوكي ، وزخارفها مضغوطة في الجلد ومكونة من رسوم هندسية وأشكال متعددة الأضلاع بجوار بعضها على رسم صرة أو جامة في الوسط وعلى أرباع في الأركان
أما صناعة الخزف فقد ازدهرت في الطراز المغربي وبخاصة الخزف ذي البريق المعدني في ملقا وغرناطة وبلنسية واستخدمت في زخارفها الحيوانات والطيور والمناطق المختلفة الشكل والرسوم الهندسية والكتابات ، ويعتبر الطراز المغربي أقرب الطرز إلى العصر المملوكي
الطراز التركي سقط السلاجقة في القرن 8 هـ ( 14م ) وآل الحكم في أسيا الصغرى إلى آل عثمان الذين استطاعوا الاستيلاء على القسطنطية سنة 857 هـ ( 1453م ) ولعل خير ما أنتج الترك من أنواع الفنون تظهر واضحة فيما خلفوه من تحف الخزف والقاشاني والسجاد والأقمشة الحريرية والقطنية والمخطوطات
أما الخزف التركي فيمتاز بألوانه الجميلة وما فيه من رسوم الزهور والنباتات وكان يصنع في مدينة بورصا أول مرة في القرن 8 هـ ( 14م ) ثم في كوتاهية في القرن 9 هـ ( 15م ) ثم في مدينة ( أزنيق ) أسنك بآسيا الصغرى في القرنين 10 ـ 11 هـ ( 16 ـ 17م ) أما السجاجيد التركية فهي تعد بحق من أبدع الفنون الشرقية ، ومن أنواعها الطراز الذي ينسب إلى عشاق وفيه تظهر التأثيرات الإيرانية واضحة والطراز المعروف باسم هولباين الذي يمتاز بزخارفه الهندسية البحتة ، وسجاجيد الصلاة الصغيرة النفيسة ويمتاز معظمها برسم محراب في أرض السجادة واشتهر بصناعتها المناطق الجبلية بالأناضول في القرنين 11ـ 12 هـ ( 17 ـ 18 م
أما المخطوطات فقد امتاز الترك بكتابة المصاحف بالخط الجميل ثم تذهيبها وتزيين أغلفتها الجلدية بكافة الزخارف المذهبة المتقنة غير انه لم يكن لتركيا مدرسة خاصة في التصوير إنما كان جل اعتمادهم على مصورين إيرانيين وأوربيين ، ولذا كان التصوير التركي مطبوعاً بطابع إيراني قوي حتى أن أهم ما يميز الصور التركية عن زميلاتها من الإيرانية إنما هو العمائم والملابس التركية والأسلحة ومناظر القتال والحصار
ولا ننسى أن نذكر أنه كان للعثمانيين خطوط جديدة مبتكرة منها الخط الرقعة الذي نكتب به الآن الطراز العباسي
هو الطراز الثاني من الطرز الإسلامية وينسب إلى الدولة العباسية التي قامت في العراق ، فانتقلت السيادة في العالم الإسلامي منذ ذلك الحين إلى العراق ، فكان من الطبيعي أن يتخذ الفن الإسلامي اتجاهاً جديداً ، لأن الأساليب الفنية الإيرانية غلبت عليه الطابع الإيراني على الأدب والحياة الاجتماعية
والواقع أن هذا الطراز ، الذي يعتبر أول مرحلة واضحة في تاريخ الفن الإسلامي أخذ الكثير عن أصوله من الفن الساساني ، كما أن الحفائر التي أجريت بمدينة سامرا ـ التي كانت عاصمة للخلافة بين عامي 222 و 276 هـ ( 836 ـ 889 م ) ـ كان لها كل الفضل في الكشف عن منجزات هذا الطراز الذي بلغ أوج عظمته في القرن الثالث الهجري ( 9 م ) وظهر أثره في الإنتاج الفني في مختلف الأقطار الإسلامية في القرنين الثالث والرابع بعد الهجرة ( 9 ـ 10 هـ ) ولكن سرعان ما تطرق إليه الضعف حين وهن سلطان الحكومة المركزية العباسية وبدأت الأقاليم الإسلامية المختلفة تنسلخ عنها وقامت في أنحاء العالم الإسلامي دولة مستقلة ، فأدى هذا الاستقلال السياسي إلى استقلال فني ، فنمت منذ القرن الخامس الهجري ( 11 م ) طرز فنية مستقلة في شتى أنحاء الدولة الإسلامية ويمتاز الطراز العباسي ، كما تمتاز الأساليب الفنية المأخوذة عنه ومنها الطراز الطولوني في مصر ، بنوع من الخزف له بريق معدني كانت تصنع منه آنية يتخذها الأغنياء عوضاً عن أواني الذهب والفضة التي كان استعمالها مكروهاً في الإسلام لما تدل عليه من البذخ والترف المخالفين لروح الدين الإسلامي هذا فضلاً عن استخدام الجص بكثرة في تهيئة الزخارف حتى أصبح من المواد ذات الصدارة في هذا الطراز الإسلامي والتحف التي تنسب إلى هذا الطراز متأثرة إلى حد ما بالأساليب الفنية الساسانية
وأكثر ما يظهر هذا في التحف المعدنية وفي المنسوجات التي كانت تصنع في العراق وإيران في القرنين الثاني والثالث الهجري ( 8 ، 9 م ) كما أن طريقة حفر الزخارف في الخشب أو الجص اتخذت طابعاً خاصاً كان وقفاً على هذا الطراز دون غيره وهي طريـقة الحفر المائل أو منحرف الجوانب الطراز الهنـــــــــدي يعتبر الطراز الهندي أقرب الطرز إلى الفن الفارسي وقد تبلورت شخصية الطراز الهندي اعتباراً من القرن السادس عشـر وأصبح له طابع مميز وظواهر معمارية خاصة ، أما التصوير فقد امتاز بهدوء الألوان والقرب من الطبيعة ورسم الصور الشخصية ، وتمتاز العمائر الهندية باستخدام العقود الفارسية والمآذن الأسطوانية والقباب البصلية والزخارف الدقيقة
عناصر التصميم الداخلي
إن العناية بدراسة الفراغ الداخلي والأسطح الداخلية بالمباني الدينية وخاصة إيوان القبلة كانت فائقة ، ومن ثم عملت له التكسيات الرخامية والأسقف الخشبية الملونة المزخرفة ، وكان الاهتمام بالغاً بالعناصر الداخلية اللازمة لأداء فرائض الصلاة مثل المحراب والمنبر والدكة وكرسي المصحف ولم تحظ الواجهات الخارجية بالعناية التي أحيطت للحوائط الداخلية كذلك استعمل الخط بأنواعه المختلفة كعنصر زخرفي في حوائط الواجهات الداخلية أو حوائط الايوانات ، أو حول المحاريب كما استعملت الزخارف الهندسية والنباتية معتمدة في تأثيرها على ما تحدثه من تباين بين الضوء والظل
والفن الإسلامى شأنه شأن الفنون الأخرى يتبع منهجاً فكرياً هو الفكر الإسلامى، وهو فكر يراعى التناسق والتكامل والشمول والجمال، وهناك عدة خصائص ومميزات لهذا المنهج الإسلامى فى الفن أهمها : 1. أن الفنان المسلم انطلق أساساً من التوجيه القرآنى، ومن العقيدة الإسلامية. 2. نزع الفن الإسلامى إلى الحد من المظاهر الحيوية وعمل على الإقلال من واقعية الأشكال حتى لا يقع فى المحظور من جهة، وحتى يتيسر له أن يعطى مضموناً لعمله الفنى يبتعد به عن مجرد تجسيد مظاهر الطبيعة، ليقترب من الواقع الأبدى، ويقترب من الجوهر، ولقد تجسد ذلك المعنى جيداً فى الرقش العربى الإسلامى. 3. تميز تصوير الأشخاص بالأسلوب الاصطلاحى نتيجة للبعد عن تمثيل الواقع وتجاوزه عن المفاهيم العضوية التشريحية. فن الرقش الإسلامى : كان الفنان العربى المسلم يسعى عن طريق الرقش إلى تجاوز عالم الشهادة أو المادة للوصول إلى عالم الغيب أو الجوهر، ولقد تمثلت تلك العقيدة فى الرقش العربى الإسلامى ذلك الفن الذى أخذ شكلين أحدهما صورة أفقية تبدو على هيئة تكرار أو تناسخ (وهو ما يسمى بالرقش اللين) والأخرى مركزية تبدو فى هيئة وميض متناوب، وتبدو خاصة فى الأشكال ذات التخطيطات الهندسية (والتى تسمى الخيط) . والمتأمل للرقش عامة يرى أن الفنان المسلم حاول تجسيد عقيدته فى تلك الخطوط التى بدت متجمعة فى مركز واحد أو منطلقة من هذا المركز وإلى ما لا نهاية. ونحن نرى نفس الرؤية متجسدة فى شكل المدينة الإسلامية حيث المسجد فى الوسط محاط بالمنشآت والمنازل، كما نرى ذلك فى صفوف المصلين خلف الإمام، وفى طواف الناس حول الكعبة. فالنقش العربى ليس مجرد زخرفة أو عمل آلى منقول، بل إن له وظيفة رمزية، وقد خضعت كل أشكال الرقش لمبادئ تجريدية هى فى قمة مراتب التعبير الجمالى الإسلامى. والفن العربى كان معتبراً حتى وقت قريب مجرد تزيين لا مضمون فيه، إلا أن ظهور الفن التجريدى حرك الإهتمام بالرقش العربى كفن تجريدى، بل إن كثيراً من النقاد يرون أن الفن الإسلامى أساس للتجريدية الحديثة، ولكنه يتميز بكونه لا ينزع إلى تأكيد العنصر الذاتى الشخصى، ذلك العنصر الذى يفقد أهميته مع الزمن، ويبقى فى النهاية عنصر الفن المحض والذى يمنحه الزمن طاقة جديدة متجددة. ولقد اعتمد الفن الإسلامى عند قيامه على عدة مصادر هى : 1. الفن البيزنطى والساسانى. 2. الفنون المسيحية فى مصر وسوريا والعراق. 3. فنون الإيرانيين وصناعاتهم. 4. فنون قبائل الترك الرحل فى شرق إيران ووسط آسيا. ولقد تمثل الفن الإسلامى فى ميادين كثيرة، ولكن تجسده كان أعظم ما كان فى العمارة وخاصة فى عمارة المساجد، ويرجع ذلك لأهمية المسجد وقدسيته عند المسلمين. ولقد تجسد الفن الإسلامى فى المسجد من زاويتين : 1. طبيعة المنشأ ذاته، بما يحتوى من تصميم وعناصر معمارية مختلفة. 2. احتواء المسجد كمنشأ معمارى على كمية ضخمة من فنون متعددة مثل زخرفة الجدران والمنحوتات الحجرية والخشبية والجصية وغيرها. ولقد تعددت أشكال العناصر المعمارية من مآذن وقباب وعقود وأعمدة ومقرنصات؛ تعدداً لم يسبق له مثيل فى أى فن من الفنون السابقة، ولعل ذلك يرجع إلى تنوع مصادر الفن الإسلامى فى البلاد المختلفة، كما تعددت العناصر الزخرفية الإسلامية، وشملت أشكال النبات، والهندسة، والكتابة، والحيوان، وكانت كل هذه الأشياء مصدر إلهام للفنان المسلم يبتكر وينوع ويطور الأشكال إلى الحد الذى يجعلنا لا نستطيع أن نستدل على أصل هذه العناصر ومصادرها. والفنان المسلم لا يهتم بقواعد المنظور الخطى المتبع فى الغرب بل كان يسعى لتحقيق بُعد روحانى يعتمد على مفهوم الوجود الأزلى ومفهوم فناء الأشياء وعلاقتها بهذا الوجود الأزلى. لم يكن الفنان المسلم يهتم بالمنظور الخطى لأنه يُفقد رؤية تفاصيل الأشياء التى يجب أن يوضحها ويفصلها تماماً مثلما كان يفعل أسلافه القدماء فى مصر وسوريا والعراق، حين كانوا يرصون عناصر اللوحة رصاً فلا تحجب بعضها بعضاً. وفى مصر وُجدتْ حركة فى إتجاه الإستفادة من التراث الإسلامى، ومن أهم الفنانين فى هذه الحركة أحمد مصطفى وأحمد ماهر رائف ومحمود حلمى، ولقد اهتم هؤلاء الفنانون بمحاولة استلهام التراث الإسلامى متمثلاً فى الخط العربى وأشكاله المتنوعة فى عمل لوحات تصويرية معاصرة. على أن الفرق بين هؤلاء الفنانين كان فى تناول الخط، فبينما حاول كل من الفنان أحمد ماهر رائف ومحمود حلمى عمل الصورة اعتماداً على الخط العربى كأساس لفن تشكيلى، حاول الفنان أحمد مصطفى عمل صورة مستفيداً من طواعية الخط العربى ومرونته فى عمل صورة واقعية، أى أن الخط هنا أساس لشكل فنى وليس أساساً لفن تشكيلى.