شبكة منتديات هواره منتدي هواره
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكة منتديات هواره منتدي هواره

نبدأ من الصفر حتي نصل إلي المليون
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولاتصل بنا
لمشاهدة  اسهل  طريقه  للربح  من الانترنت  اضغط هنا

 

 الاسلامي ليجد مايروي به ظمأه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin



المهنه : جامعي
المزاج : كووك
رقم العضويه : 1
الجنس : ذكر بلدي : مصر
عدد المساهمات : 9442
نقاط : 26681
تاريخ الميلاد : 01/01/1991
تاريخ التسجيل : 14/04/2011
العمر : 33
الموقع المفضل : منتدي

الاسلامي ليجد مايروي به ظمأه Empty
مُساهمةموضوع: الاسلامي ليجد مايروي به ظمأه   الاسلامي ليجد مايروي به ظمأه I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 25, 2013 11:56 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي رسول الله
اخوتي الكرام
فهذه تحية الاسلام وهي السلام والامن والطمأنينة ....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
هناك تساؤل بين انصاف المثقفين واعداء الاسلام وممن يتصيد بين ثنايا التاريخ
الاسلامي ليجد مايروي به ظمأه من فتنه وتقليل من شأن الاسلام ونبيهم..
وهذه التساؤلات كان قد دحضها علمائنا الافاضل منذ زمن ...ودحضتها حقيقة ثابته نراها كل يوم بام اعيننا من انتشار الاسلام حتي كاد يعم الكرة الارضية...
ولكن اعادة صياغتها وتوضيحها بين الفينة والاخري مهم جداً ..
حتي لأجيالنا الجديدة ليعرفوا ماهو ديننا وماهي معتقداتنا
في نبينا صلي الله عليه وسلم ...فلنبدأ ونقول :
ماهي الضرورة التي جعلت النبي صلي الله عليه وسلم
يخوض المعارك والغزوات ......؟
الم يكن من الظروري ان يتدخل الله سبحانه وتعالي ويمنع الرافضون للدين وللرسالة لتنتشر بسهوله ويسر ولا يوجد في طريق نشرها أي معترض او كاره لها ...؟
ام هناك حكمة يعلمها الله سبحانه وتعالي في ترك الأمر يجري بهذه الطريقة
في تعرض النبي صلي الله عليه وسلم لكل هذه المشاق والتعب والاهانات التي تلقاها من كفار قريش .....؟
ويتركه يصارع تلك القوة الغاشمة ...
ببشريته ...حتي ادموا وجهه بعد تلطيخه بالقاذورات ....
وهو احب مخلوقاته اليه .....؟
ام هناك حكمة ربانية تسير الدعوة والرسالة ....؟
وأيضاً هل سحب السلاح ومقاتلتهم لنشر الدين بالسيف والاكراه....؟
ام للدفاع عن النفس ورد المظالم .وتحصين الدين وتقويته...؟
أم للمغانم الدنيوية فقط ....؟
وهل انتشر الاسلام والسيف علي رقبة من اسلم .....؟
ام هناك قوة خفية تسللت للقلوب قبل العقول واستجابت لصرخة
لا اله الا الله محمد رسول الله .....؟
فلنحاول اخوتي الكرام ان نفهم بعقولنا البسيطة هذه التساؤلات
في هذا الموضوع المهم والدسم .....
فهناك مدخل مهم ...وتأتي اهميته في فهم وتأكيد
ان لكل شيء حكمة وغاية ....وتبرير لفعل أي شيء ....
فأنا هنا في هذا الموضوع لا اشك ابداً في حكمة الله في خلقه ......
، ولا في صنعته ولا في امدادنا بالاسباب والمسببات ...لتسير عليه مخلوقاته سوي المادية التي لا روح فيها او التي لها روح ...وكيفية تأقلمها مع مرادها هي ومراد الله فيها...
ومعرفة ما اراده الله ....وما نريده نحن كبشر ...
وهل يتنافي مراد الله مع مانريده نحن ....؟
ام هناك تنسيق رباني عظيم بين ما يريده الله وما نتمناه نحن في انجاح مراد الله في الارض ...؟
ولتوضيح هذه المسألة ...
احاول ان ابسط الامر قليلاً كي نصل الي المفهوم الصحيح....
وهو ان الله اراد من خلقنا ان نكون له عُباد طائعين برغبتنا وليس اجباراً ...
فأرسل لنا الرُسل والانبياء والكُتب السماوية ...لنتبين الطريق القويم من الطريق السقيم....وفي نهاية الامر لا يكون الا ما أراده الله لنا ومحبته لخلقه ....
فقد قال تعالي
{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {56} مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ {57} إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ {58}الذاريات 56 - 58
هنا بحكمة الله نصل في النهاية لتوافق كبير وكامل بين مراد الله
ومرادنا نحن...
فمراد الله وغايته من خلقنا هو العبادة والتوحيد له...وعمارة الارض ...
والعمل في الدنيا والتعايش مع رغباتنا المشروطة بموافقة الله عليها
وليست التي نريدها نحن كبشر .....والمتحكمة فيها الاهواء والشهوات
التي لاتهتم الا بما تطلبه نفسه وتبتغيه....
هنا ارسل الله لنا الرُسل والانبياء والكُتب السماوية لتُرشدنا الي الطريق الصحيح المؤدي لمرضاته ....
فيخيرنا في الطريقة المُثلي لتحقيق التوافق بين ما اراده الله لنا ومانريده نحن...وعندما نعجز بقدرتنا كبشر ، في تنفيذ ما اراده الله لنا...
هنا تأتي الحكمة في طلب العون ممن .....؟
من الله سبحانه وتعالي ....وهناك حكمة جليلة في ذلك وهي اننا نكون كما يريد الله لنا ان نكون ملتصقين به منيبين له ...نتوسل اليه ليرحمنا
وليرشدها وليلهمنا الصواب ....
فشرع لنا باب يؤدي لطلب النجدة والمساعدة .....
وهو الدعاء واللجوء اليه سبحانه وتعالي ....
لان بشريتنا وقفت عند حد يتطلب منّا ان نطلب العون من الله...
هكذا تسير الامور التي شرعها الله لنا.....
لانه سبحانه وتعالي يعرف ويعلم تمام العلم اننا نحن كبشر لنا قدرات
وهذه القدرات لاتتنافي مع ما يريده الله سبحانه وتعالي لنا ...
فقال تعالي :
{ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ 286 } البقرة 286
أي بمعني ان الله سبحانه وتعالي لايكلفنا بامر لانستطيعه ...
بشرط ان نعمل بالاسباب ونجتهد ....لا ان نركن للكسل والتواكل
كما قال الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم :
اعقلها وتوكل علي الله .....( حديث )....
وبعدها نترك ما لانستطيعه بقدرتنا كبشر ، للذي خلق النواميس والقوانين والتشريعات والهدف من وجودنا .....
هنا نصل لنقطة مهمة وهي اننا اثبتنا اننا مؤمنين بالله سبحانه وتعالي
في الرجوع اليه عندما تفترق بنا السُبل والطرق والمشارب ...
أخوتي الكرام ..
وعلي هذا الاساس الذي تم ذكره نفهم أن ...الذي حصل للحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ...
انه كان من افضل ومن خيرة ومن انقي واشرف مخلوق بشري علي وجه الارض ...فلوا لم يكن كذلك لما كلفه الله سبحانه وتعالي بمسؤليه الرسالة للبشرية كلها وليس لفئة او جنسية معينة ومحصورة...
وبالتالي تقتضي حكمته تعالي ان يتركه يعمل بفكره البشري الخالص
ويجتهد في أمور الدنيا وبالتحديد في أمور الدعوة ...
فيستقبل الوحي ويسعي لنشره والدعوة له....
حتي الدعوة في بداياتها كانت سراً ...ولم يأمره الله بنشرها علناً ...
الا بعد فترة زمنية ....فتم التنفيذ والبلاغ العلني ....
حتي يُثبت للقريب والبعيد بأن الرسالة أتت لهداية البشرية ، وبالتالي بتحصيل حاصل ...تكون لها تبعات ومشاق .....
حتي نعرف نحن بعد اربعة عشر قرن ونيف ....ماقيمتها وما مكانتها وما الجهد التي تم بذله لإيصالها لنا جاهزة كاملة..............
من ضمن هذه الاجتهادات والتفاعل البشري للحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم انه كان يجنح للسلم في مواطن كثيرة ، ولا يتسرع في الحكم او التصرف في امر تكون نتيجته وقتيه فقط ....
فكان يترك الامور البسيطة ويؤجلها طمعاً في اسلام من اعترض في بادي الامر علي الدين الجديد ، بل ذهب ابعد من ذلك في انه كان يدعوا الله سبحانه وتعالي لهداية قومه ، لا ان يهلكهم ....
لانه ببساطة يعلم تمام العلم ان الرسالة الجديدة فيها الخير كله وطالما ان فيها الخير كله ، فلا يريد ان يحرم احد من هذا الخير...
حتي اعدائه من كفار قريش .....
فعندما وصل للمدينة مهاجراً مسالماً ....
بعد ان طٌرد من بلاده ومسقط رأسه ، وبعد أن تم حصاره و نبذه
لم يأمر بالقتال والانتقام ممن فعلوا به ذلك .....من تلقاء نفسه ....
لأنه لو تصرف هذه التصرف وأمر بقتال واغتيال الكفار أثناء وجوده بمكة ....لتصرف تصرف بشري صرف ....
ولا يلومه احد ...علي اعتبار انه يدافع عن نفسه....
ومع ذلك لم يفعل ذلك وجعل الرسالة بالحسنى والدعوة للدين الجديد
بالكلمة الصادقة والتعامل الحسن والرأفة حتي بأعدائه....
وهنا تأتي حكمة الله سبحانه وتعالي ...في تبيان ان النبي صلي الله عليه وسلم لم يأتي قتالاً او سفاكاً للدماء لنشر ما يدعوا اليه...
حتي يكسب قلوب من عادوه وفعلوا به الفعال....
والسيرة النبوية أخبرتنا انه في أحلك الظروف التي مر بها من عذاب
وإهانات وصد وكره وحصار....لم يتفوه بكلمة تسيء لأخلاقه موجهه لكفار قريش.....مما أدي بفطاحل قريش...أن توقفوا ملياً عند هذه الأخلاق والأدب النبوي ويقولون له في موقف :
ما علمنا منك يا محمد انك كنت جهول ......
هنا يقولون ذلك له ويعترفون بأخلاقه.....ومن ناحية اخري لايعترفون بسؤء أخلاقهم وتحديهم له وسبهم وشتمهم له ....
وبتصرفهم واعترافهم بانه غير جهول ...علموا في قرارة انفسهم بانه يملك اخلاق نبي وادب رباني قل مثيله ....
ولكن عنادهم وصلفهم وغرورهم وحميتهم الجاهلية ...
حالت دون الاعتراف الكامل والواضح والالتحاق بركب الدين الجديد ...
فكيف يزكونه علي اخلاقه النبوية ...
وينسون انفسهم بتصرفاتهم الغير اخلاقية تجاهه .....
هنا تاتي حكمة اخري من الله سبحانه وتعالي في عدم نصرته مادياً أي بمعني انهاء وقتل وتشريد كل من اعترض طريقة في بدايات الدعوة ......وتركهم يهينونه ويسبونه ويشتمونه ...
وكان ذلك بيسر وسهولة ...حتي يتم تمهيد الطريق امامه لنشر الدين بكل أمان وطمأنينة ....ولكن الله سبحانه وتعالي احكم الحاكمين.....
اراد من ذلك تبيان أن قطاف الثمار عندما تأتي بمشقة أفضل من أن تأتي ميسرة سهلة ....
وايضاً لتمحيص قلوب المؤمنين واختبار صبرهم وتثبيت لأسس الدين الجديد في قلوبهم ...وتنقيتها بالابتلاءات ...لأن هناك ما ينتظرهم من تبعات لنشر الدين
فيجب صقلهم وإعدادهم لمهام عظيمة....
وكذلك ليبين لهم أن نبيه ورسوله واشرف مخلوق عنده....
هو ارقي وأزكي وأطهر وأكثر أخلاقا منهم...
واعترافهم بأخلاقه وأدبه وعدم رده عليهم...دليل كامل لهذه الحكمة...
وعندما هاجر وبني الدولة الإسلامية الأولي ...وسن فيها قوانين
تنظيمية كاملة....وثبتت أقدامه وأقدام المسلمين وأصبحوا اقويا ء
بعد أن كانوا مستضعفين ومشردين بين القبائل هاربين بدينهم...
وهنا يقرر التاريخ أن المسلمين قبل الهجرة لم يؤذن لهم بقتال ،...
ولا انتقام ولا تصفية حساب وقتيه ....
وقد ضُرب عمار وبلال وياسر وضُرب محمد وأبو بكر ، ومات ياسر تحت العذاب ، ولم يرفع هؤلاء أيديهم لرد الاعتداء الذي وقع عليهم .......
ولكن المشركين أسرفوا في عداوتهم، ووصلوا إلى حد اتخاذ قرار بقتل الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم... .
ومع ذلك لم يتم الإذن لهم بالدفاع عن أنفسهم...في تلك الفترة....
ولكن أراد الله سبحانه وتعالي أن ينهي هذا الأمر ويجعل الدين له حماية وقوة وله سلاح حتي لا يتم وئده والانتصار عليه....
فأراد بحكمته ان يرجع كل شيء قد سُلب من المظلوم .....
ليكون الأساس لبناء الدولة هي إقامة العدل.....
وإرجاع الحقوق لأهلها...وأيضا لحماية الرسالة الجديدة من المطامع الداخلة عليها من القبائل المجاورة وعلي رأسهم كفار قريش
وكذلك اليهود المستوطنين في المدينة ....
هنا تدخلت الإرادة الإلهية في جعل منهاج جديد وهو الدفاع عن النفس والرسالة وارجاع حق المظلومين من الظالمين ....
فكيف يتم الدفاع عن الحقوق المهضومة ...وهناك من يتكالب علي الرسالة واهلها ونبيها .....؟
هنا ايضاً عرف والنبي الكريم صلي الله عليه وسلم
والصحابة الكرام انه لابد من وجود وسيلة للدفاع وإرجاع الحقوق لأصحابها...
وهو القتال والتصدي لكل من يحاول ان يصل الدين الجديد وأهله بسؤء.....
ولكن هل تم التصرف في هذا القرار ببشرية الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم فقط....؟
ام انتظر الأمر الإلهي لفعل ذلك....؟
فلم يتكلم النبي صلي الله عليه وسلم، في هذا الأمر....ولم يأذن به
ولم يأمر به ...لأنه ليس من اختصاصه كنبي مُرسل من الله سبحانه وتعالي.....فانتظر الأمر الإلهي لفعل ذلك ....
حتي ان الصحابة الكرام ضغطوا عليه منشدين إياه في رد حقوقهم المسلوبة من قريش وكفارها واعتراض قوافلهم....
ولكنه لم يأمرهم ويوافقهم علي ما يريدون .....بل انتظر امر من ارسله...
رحمة للعاملين....
لانه لو تصرف ببشريته دون الرجوع للمُرسل وهو الله سبحانه وتعالي ...
هنا يكون قد فعل معصية كبري في الخروج عن مراد الله والتصرف بمراده هو واصحابه .....
ولكن الله حينما اختاره ...يعلم تمام العلم انه لايتصرف الا بامر من الله
وقد كان له ما اراد ....وتوافقت متطلباته كقائد ونبي ورسول وحامي الرسالة ....بما يريده الله .....
عندها اتي الاذن لهم بالدفاع عن عن حقوقهم وإرجاعها....
حتي ان لزم الأمر بالقتال....
وقد أذن الله لهم بالدفاع بقوله:
{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ {39}الحج
هنا الله سبحانه وتعالي اذن لهم بالقتال وانه سينصرهم....
وفي الآية الاخري التي اتت بعدها مباشرة .....
حدد الله سبحانه وتعالي أسباب هذا الإذن ...
وهو أنهم اُخرجوا من ديارهم بغير حق ....فقال تعالي:
{ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ {40} الحج40
هنا تم تحديد منهاجاً للقتال
والدفاع عن النفس وجعل له شرط مهم
للحصول علي هدف، وليس غاية ومطلب فقط بدون سبب....
فأسبابه واضحة نتائجه وهي صلاح الأمة وعدم تدافع الناس ببعض وانتهاك حرمات بعض في وجود لا اله الا الله محمد رسول الله....
وهنا تدخلت بشريته صلي الله عليه وسلم هو وأصحابه في تدبير وتنفيذ هذا الأمر بالقتال والدفاع عن أنفسهم...
فلنحاول أخوتي الكرام فهم بسيط لمفردات هذه الآية الكريمة لغوياً...
لعلنا نفهم اكثر كيف لم يتم ذكر الرسول صلي الله عليه وسلم بالاسم او الصفة في الاذن بالقتال ....والحكمة من ذلك ......
لندحض فكرة ان الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم اتي قتالاً سفاكاً للدماء
ناشراً الدين بالقوة والعنف .....
فعندما جاء الاذن من الله لهم بالدفاع بقوله :
{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ {39}الحج
ويتضح من الآية للذي يمعن النظر أن الإسلام لا يحب القتال ،....
فالفعل ( أذن ) مبني للمجهول ، وفاعله عندما كان مبنيا للمعلوم هو الله سبحانه وتعالى ، وقد بني الفعل للمجهول .....
أي للذي ظٌلم ...ووقع عليه الظلم ...أي كان.....
وفي حالة المسلمين ...هم مظلومين فمن حقهم الدفاع ورد مظالمهم ...
والحكمة من ذلك ان الله سبحانه وتعالي لم
لم يرد أن يذكر اسمه الكريم متصلا بالإذن بالقتال .....
ثم إن نائب الفاعل محذوف تقديره القتال ) أي أذن لهم القتال،
ولم يذكر نائب الفاعل أيضا لأنه كلمة ( القتال )
وبدل نائب الفاعل ذكر سبب الإذن وهو ....
( بأنهم ظلموا )...
وهذا الأمر فهمه المسلمون والصحابة الكرام تمام الفهم...
وقد دعا هذا بعض المسلمين أن يقولوا عندما نزلت هذه الآية :
إنها لا تكفي لنقاتل المشركين،....
لأن روحها تميل إلى السلم ولو أن ألفاظها تأذن بالقتال ....
ولم يبدأ القتال الحقيقي بين المسلمين وغيرهم إلا بعد أن نزلت آية أخرى :
هي { وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ {190} البقرة
ومع أن الإذن هنا صريح إلا أنه مشروط بحالة الدفاع ، وعدم الاعتداء ،... فالاعتداء يسبب سخط الله .....
وهكذا كان السبب الرئيسي للقتال هو الدفاع عن النفس والعرض والمال .
وليس لنشر الدين ، كما يدعي من لا يفهم الاسلام ولا الرسالة ...
او طمعاً في المال او النفوذ او سلب من لم يمسس الاسلام او الدين اويقف حجر عثرة امام انتشاره واتساعه ....
فانتشار الاسلام لم يكن بحال من الاحوال عن طريق القتل والاكراه ....
لان المنهج القرآني يقول لا اكراه في الدين ...
{ لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {265}البقرة 265
وهنا يبدو موضوع مهم يتصل بالحبشة تلك البلاد التي ليست بعيدة عن الجزيرة العربية والتي للمسلمين بها عهد منذ مطلع الإسلام ،....
حتى أنهم هاجروا إليها قبل هجرتهم للمدينة .....
والسؤال المهم هو أن المسلمين لم يهاجموا الحبشة، لأن الحبشة لم تمسهم بسوء ، ولو كان المقصود نشر الإسلام بالقوة لهاجموها ، فهي أقل قوة من الفرس والروم ......
وما الدليل علي ذلك....؟
وإنما انتشر بالدعوة ، ونضع البراهين الواحد بعد الآخر في سلسة من آيات القرآن ، وهو دستور المسلمين الواجب الاتباع ،...
فقد وضح في عدة آيات أن الدعوة هي الطريق إلى الإسلام ، وأنه لا يجوز إجبار أحد على تغيير دينه ، قال تعالى :
- { لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي } .... .سورة البقرة الآية 256 .
- ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {125}النحل 125
-{وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ {99}...يونس99
- { لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ {6}الكافرون 6
-{ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ {20}آل عمران 20
- {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ {21} لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ {22}الغاشية 21-22
. وأما سلسلة التاريخ فترينا بوضوح أن الإسلام سلك طريقه بالدعوة ، متبعا هذه الآيات البينات ، ومبتعدا كل البعد عن القسوة .
والادلي الاخري الملموسة تقول الاتي:
1- فحينما كان الرسول في مكة ، وحينما بدأ دعوته وحيدا لا سلاح معه ولا مال ، دخلها مجموعة من عظماء الرجال من أمثال ....
أبي بكر وعثمان وسعد بن أبي وقاص وطلحة والزبير
ثم عمر بن الخطاب وحمزة بن عبد المطلب ....
فهل يمكن أن نقول أن هؤلاء دخلوا بالقوة ؟
وأين القوة في ذلك الوقت ؟
2 - واضطهدت قريش المسلمين اضطهادا قاسيا ، وأنزلت بالحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم وأتباعه ألوانا من العذاب ، وفي وسط هذا العناء حينما كان الرسول والمسلمون معه بمكة مغلوبين على أمرهم مستضعفين ،....
كان أهل المدينة يسعون للإسلام فيعتنقونه ويدعون له ذويهم وأهليهم ، فهل يمكن أن نقول أن الإسلام انتشر بالقوة بين سكان المدينة ؟
ولنتصفح اخوتي الكرام كتاب للمؤلف والمؤرخ
توماس أرنولد في كتابه الدعوة إلى الإسلام عن
( حالات التحول إلى الإسلام بين الصليبيين ) ....
حيث قال عن انتشار الاسلام :
3 - جاء الصليبيون إلى الشرق إبان ضعف الخلافة العباسية والخلافة الفاطمية لمحاولة القضاء على الإسلام ، وإذا بالاسلام يجذب جموعا منهم فيدخلون ويحاربون في صفوف المسلمين .
ويقول أرنولد :
لقد اجتذبت الدعوة المحمدية إلى أحضانها من الصليبيين عددا مذكورا حتى في العهد الأول أي في القرن الثاني عشر ، ولم يقتصر ذلك على عامة النصارى بل إن بعض أمرائهم وقادتهم انضموا أيضا إلى المسلمين في ساعات انتصارات المسيحيون .
ويروي توماس أرنولد عن بعض مؤرخي النصارى قوله :
إن ستة من أمراء مملكة القدس استولى عليهم الشيطان ليلة معركة حطين ، فأسلموا وانضموا إلى صفوف الأعداء...( ويقصد بالمسلمين ) ....
دون أن يقهروا من أحد على ذلك ،....
ويعلل توماس أرنولد لانتشار الإسلام بين الصليبيين بقوله :
ويظهر أن أخلاق صلاح الدين وحياته التي انطوت على البطولة ، قد أحدثت في أذهان المسيحيين في عصره تأثيرا سحريا خاصا ،...
حتى أن نفرا من الفرسان المسيحيين قد بلغ من قوة انجذابهم إليه أن هجروا ديانتهم المسيحية وهجروا قومهم وانضموا إلى المسلمين ،
وكذلك كانت الحال عندما طرح ، فارس إنجليزي من فرسان المعبد ، يدعى ..
.( روبرت أوف سانت أليانس ) .....سنة 1185 م النصرانية ،مثلا
واعتنق الإسلام ثم تزوج بإحدى حفيدات صلاح الدين ....
فهل يمكن ان نقول ان الاسلام انتشر بين الصليبيين بقوة السيف ....؟ .
4 – وكذلك ايضاً ماحصل في القرن التاسع الهجري ....
عندما هجم المغول على العالم الإسلامي ، وكان هجومهم وحشيا قاسيا مدمرا ، سفكوا الدماء فسالت أنهارا ، وحطموا الحضارة الإسلامية ، وهدموا القصور والمساجد ، وأحرقوا الكتب ، وقتلوا العلماء ، وامتدت أيديهم إلى الخليفة فقتلوه وقتلوا معه أهله . ....وأزالوا الخلافة العباسية سنة 656 ه‍ ،....
وأصبحت للمغول اليد العليا ، وهوت أمامهم كل قوى المسلمين ...
في عاصمة الخلافة وما حولها ،.....
فهل انتهت الدعوة الاسلامية ولم يأبه بها احد.في الوقت الذي لم يفلح استعمال السيف ولا القوة في ردع هؤلاء الغزاة عن ارض المسلمين...؟
ومع ذلك سرعان ما جذب الإسلام إليه هؤلاء الفاتحين الغزاة ، وسرعان ما دخله المغول الذين هاجموه وعملوا على تقويضه .
فهل يمكن أن نقول إن الإسلام انتشر بين المغول بالقوة ؟
يقول توماس أرنولد في ذلك :
لا يعرف الإسلام من بين ما نزل به من خطوب وويلات خطبا أعنف قسوة من غزوات المغول ، فلقد انسابت جيوش جنكيزخان ، واكتسحت في طريقها العواصم الإسلامية وقضت على ما كان بها من مدنية وحضارة . . .
على أن الإسلام لم يلبث أن نهض من رقدته وظهر من بين الأطلال ، واستطاع بواسطة دعاته أن يجذب أولئك الفاتحين البرابرة ويحملهم على اعتناقه ....
- وهل كانت غزوات الرسول ذات بال من الناحية الحربية ؟
إن التاريخ يحدثنا أن كثيرا من غزوات الرسول انتصر فيها أعداء المسلمين ، ولكن الإسلام كان ينتشر في حالتي انتصار المسلمين وانهزامهم ....
يحدثنا التاريخ بصراحة ووضوح أن أهم فترة انتشر فيها الإسلام هي فترة السلم الذي تلا صلح الحديبية بين قريش والمسلمين ،....
وكانت فترة السلم سنتين ، ...
ويقول المؤرخون إن من دخل الإسلام في خلال هاتين السنتين أكثر ممن دخلوه في المدة التي تقرب من عشرين عاما منذ بدء الإسلام حتى ذلك الصلح .
وهذا يدلنا على أن انتشار الإسلام تتبع خطي
السلام ولم يتبع خطي الحرب .....
وهناك فكرة مهمة يجدر بنا أن نوضحها تماما ،...
وتلك الفكرة هي أنه لا علاقة بين انتشار الإسلام وبين حروب المسلمين مع الفرس والروم وغيرهم فقد كانت الحروب تشتعل ،....
.وكان المسلمون...
ينتصرون ، ثم تتوقف الحروب وتتوارى السيوف ، وحينئذ يتقدم الدعاة والمعلمون فيشرحون نظم الإسلام ومبادئه وفلسفاته ، وكانت هذه الدعوة السمحة تجذب لها الناس وبخاصة عندما رأت الشعوب المغلوبة الفرق الكبير بين حكم قيصر وطغيانه ،.....
وبين بساطة عمر بن الخطاب وسماحته وتواضعه ، وبالدعوة دخل الناس أفواجا في الدين الجديد ، فمنهم من أسرع في الدخول ومنهم من دخل بعد عام ، أو خمسة أعوام ، أو مائة . . .
إن غالبية أهل الشام ومصر السفلى في القرن التاسع الميلادي كانت لا تزال مسيحية على الرغم من أن الإسلام كان قد مضى عليه
في هذه البقاع أكثر من قرنين . ومن هؤلاء المسيحيين من لم يدخل الإسلام حتى الآن ،...
وتستطيع أن ترى اليوم الآلاف أو الملايين من المسيحين في مصر والجمهورية العراقية وغيرهما من البلاد الإسلامية .
مرة أخرى لا علاقة بين انتشار الإسلام وبين الحروب ...
بل كانت وسيلة الإسلام لهذه البقاع هي الثقافة والفكر والدعوة ، فانتشر الإسلام بين شعوب البربر وبين الزنوج ، وقامت خلف الصحراء دول إسلامية لعبت في التاريخ دورا كبيرا ....
وهل كان انتشار الاسلام بالسيف والقوة في افريقيا ....؟
نستشهد اخوتي الكرام بالمؤرخ الفرنسي والكاتب المسيحي الفرنسي
( هوبير ديشان ) حاكم المستعمرات الفرنسية بإفريقية حتى سنة 1950 وهو يقول :
إن انتشار دعوة الإسلام في أغلب الظروف لم تقم على القسر ، وإنما قامت على الاقناع الذي كان يقوم به دعاة متفرقون لا يملكون حولا ولا طولا إلا إيمانهم العميق بربهم ،....
وكثيرا ما انتشر الإسلام بالتسرب السلمي البطئ من قوم إلى قوم ،
فكان إذا ما اعتنقته الارستقراطية وهي هدف الدعاة الأول تبعتها بقية القبيلة ، وقد يسر انتشار الإسلام أمر آخر هو أنه دين فطرة بطبيعته ، سهل التناول ، لا لبس ولا تعقيد في مبادئه ، ....
سهل التكييف والتطبيق في مختلف الظروف ،...
ووسائل الانتساب إليه أيسر وأيسر ، ....
إذ لا يطلب من الشخص لإعلان إسلامه سوى النطق بالشهادتين فيصبح بذلك في عداد المسلمين ، ...
وقد حبب الإسلام إليهم مظاهره الخلابة كالثوب الفضفاض والمسبحة والكتابة العربية والوقار الديني وشعائر الصلاة ، مما يضفي على المسلم مكانة مرموقة وجاذبية ساحرة ، فالذي يدخل الإسلام ولو في الظاهر ، يشعر بأنه أصبح ذا شخصية محترمة ،....
وأنه ازداد من القوة والحيوية .....
هذا اختصار اخوتي الكرام لتوضيح فكرة ان الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم لم يكن متواكل ...ويركن لطلب المعونة كاملة من الله ، دون ان يعمل ويجتهد ويسعي ببشريته متوكلاً علي الله في الدعوة للدين الجديد...
مستعيناً بوعد الله له بالحفظ والرعاية ...
حتي يصل لمبتغاه الذي اراده الله له....
فالدراسات والابحاث كثيرة في هذا المجال والتي تصب كلها في خانة
ان الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ...كان رحمة للعالمين
وانتشار الاسلام كان تبعاً لمصداقية المُرسل للرسول وللرسالة....
هنا نقول اخوتي الكرام وبكل قوة وإيمان ....
فأين القوة التي نشرته في هذه البلاد الفسيحة
وجذبت له قلوب الملايين ؟ .
فهل كان الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم، يملك القوة الجرارة
لفرض الإسلام علي الدنيا كلها ....؟
فهل كان قتالاً مُحب للقتل وسفك الدماء ....؟
اما كان معتمداً علي الله ومتوكل عليه ويسير علي مراد الله الذي ابتغاه له
فتوافق مراده بمراد الله فنجح وشغل الدنيا .....؟
الاجابة علي هذه الاستفسارات تقول نعم انه كان بالفعل
يملك من القوة والسلاح الفتاك الشيء الكثير...
والذي ان ملكه المسلم دانت له الدنيا وما فيها ......
وهذا السلاح ....هو
شهادة ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله ....
فهل نملك نحن هذه القوة ...ام مجرد لفظة لم تدخل لقلوبنا يوماً ....؟
فديننا صالح بصلاح بقائه الي يوم القيامة ...لان الله ارتضاه لنا
اما قلوبنا فندعوا الله في هذه الايام ان يصلح حالها ....
اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا وحبيبنا المصطفي صلي الله عليه وسلم
بارك الله لي ولكم وجعل مانقوم به خالصاً لوجهه الكريم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الاسلامي ليجد مايروي به ظمأه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فن العماره الاسلامي
» الماوس الاسلامي
» كاكا والدين الاسلامي
» هل تعرف الطعام الاسلامي
» جهاد النساء في الفقه الاسلامي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة منتديات هواره منتدي هواره :: المنتدي الاسلامي :: إســلامــيــات-
انتقل الى: