الإعجاز العلمي في القرآن والسُنّة
وصف ثقل السحاب
السحب هي عبارة عن تجمع مرئي لجزيئات دقيقة من الماء أو الجليد أو كليهما
معًا يتراوح قطرها ما بين 1 إلى 100 ميكرون، تبدو سابحة في الجو على
ارتفاعات مختلفة كما تبدو بأشكال وأحجام وألوان متباينة، كما تحتوي على
بخار الماء والغبار وكمية هائلة من الهواء الجاف ومواد سائلة أخرى وجزيئات
صلبة منبعثة من الغازات الصناعية.
قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ
رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ
مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ
الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}
الأعراف:.57 لقد جاء ذكر السحاب في مواضع عديدة من القرآن، وجاءت الإشارة
إلى خاصية ثقل السحاب في الآية 57 أعلاه من سورة الأعراف، وذلك في قوله
تعالى: {أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً} وثقالاً هي جمع ثقيلة، فنقول سحابة
ثقيلة وبالجمع سحاب ثِقال، وهذا نص صريح من ربّ العالمين أنّ السحب ثقال أي
شديدة الثقل لِمَا تحمله من ماء، وهذا ما ذهب إليه ابن كثير والطبري ومعظم
علماء التفسير، وهذا أيضًا ما اعتادت أن تقوله العرب. فقوله تعالى:
{أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً} هو وصف لثقل السحب وصفًا حقيقيًا إعجازيًا
قد أدحضّ كل الخرافات والعقائد الخاطئة والّتي قد أعطت تفسيرًا خاطئ للسحب
وخصائصها، فوصفها سبحانه في كتابه منذ مئات السنين وصفًا دقيقًا لم يتمكّن
الإنسان الوصول إلى إدراك ماهيتها إلى بعد 14 قرنًا من وحي الله إلى رسوله
الكريم صلّى الله عليه وسلّم.
والمتدبر في قوله تعالى: {أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً} يجد مجالاً لإعجاز
علمي آخر على غرار خاصية الثقل، فالتاء في قوله {أَقَلَّتْ} تعود على
الرياح، والإقلال بالشيء هو حمله والقيام به، فالعرب تقول: استقلّ البعير
بحمله أي إذا حمله فقام به.