Admin Admin
المهنه : المزاج : رقم العضويه : 1 الجنس : بلدي : مصر عدد المساهمات : 9442 نقاط : 26681 تاريخ الميلاد : 01/01/1991 تاريخ التسجيل : 14/04/2011 العمر : 33 الموقع المفضل : منتدي
| موضوع: خطبة الجمعه الأربعاء أبريل 24, 2013 1:58 pm | |
| المخدرات والمسكرات آفة العصر:الخطبة الاولى:[/center] إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم ما بعد:
ولما للمسكرات والمخدرات من سيئات كثيرة، وأضرار خطيرة، وشرور مستطيرة على الأفراد والمجتمعات، على الدين والصحة والعقل والمال والسلوك، جاء تحريمها في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم: أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة:90]. وروى الإمام أحمد و أبو داود عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: {نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر }.
فهي -يا عباد الله- أم الخبائث، ورأس الشرور، وكبيرة من كبائر الذنوب، متعاطيها معرض نفسه لوعيد الله ولعنته وغضبه، المدمن مفسدٌ لدينه وبدنه، جانٍ على نفسه وأسرته ومجتمعه، عابثٌ بكرامته وجوهر إنسانيته، ساعٍ إلى الإثم والعدوان، صائلٌ متمردٌ على الأخلاق والقيم، وهو عضو مسمومٌ في المجتمع، إذا استفحل أمره وتطاير شرره، أصابه بالخراب والدمار، ومتى غاب عقل المدمن؟ نسي ربه، فترك الصلاة! وقد يقتل! وقد يزني! ويقع على محارمه -والعياذ بالله- بل قد يسب الدين! وجماع القول: المسكرات والمخدرات داء المجتمعات، وسرطان الأمم، فأمرٌ هذه آثاره الخطيرة، وهذا جزاء متعاطيه عند الله، وتلك حاله في الدنيا والآخرة، كيف تطيب نفس عاقلٍ فضلاً عن مسلم بتناوله؟! بل بوجوده في مجتمعات المسلمين؟! انه لعجيب! حال من يسمع هذه الآثار، ويعلم أحوال من يتعاطى المسكرات والمخدرات، وما يقعون فيه من القبائح التي هي مسخ للدين والعقل والصحة، وما صار إلى أهله من أخس حالة، وأقذر صفة، وأفظع مصاب لا يتأهلون لخطاب، ولا يميلون إلى صواب، ولا يهتدون إلا إلى خوارم المروءات، وهوادم الكمالات، وفواحش الخطيئات والضلالات.ثم مع هذه العظائم... وتلك القواصم! يُصر بعض الجهلة على أن يندرج في زمرتهم الخاسرة، وفرقتهم الحائرة، متعامياً عما على وجوههم من الغبرة، وما يعتريها من القترة، ولكن يا سبحان الله! كيف يسعى في جنونٍ من عقل؟! نعوذ بالله من زيغ القلوب.......
لقد أجلب أعداء الإسلام وأشياعهم من ضعاف النفوس ، وعديمي المروءة، ومشيعي الفساد في الأرض، المحاربين لله ورسوله، المؤذين لعباده وأوليائه، بالترويج لآفة المخدرات المدمرة، تلك الجريمة الخطيرة التي تمثل مشكلة العصر الحاضر وكفى؛ لأن من ورائها دعاة الجريمة، والمفسدين في الأرض، الذين أشاعوا هذا الوباء الفتاك، وسقوه أبناء المسلمين بملئ أفواههم.
وقد تفنن أعداء الإسلام بتصدير هذا الوباء إلى مجتمعات المسلمين، فألبسوه شتَّى الألبسة، وسموه الأسماء البراقة، ونوعوه أنواعاً مختلفة جذابة، ومهما كان الأمر! فالطريق والهدف واحد، الكل له آثاره وعواقبه السيئة على الفرد والمجتمعات. وكم كانت المسكرات والمخدرات سبباً لأمراض القلب، وتصلب الشرايين، واعتلال الجهاز الهضمي، والتنفسي والتناسلي، وإتلاف خلايا المخ، وتدمير المراكز العصيبة لدى الإنسان، فيصبح شخصاً معتلاً شبحاً مخيفاً، مرتبك التفكير، قلقاً غير متوازن، وتقل قواه العقلية، فيهذي بما لا يدري، ، ويصاب بالهلوسة والهستيريا، فتسوء علاقته مع أسرته ومجتمعه. الأمر خطير يا عباد الله! ولا يسع مسلماً التغاضي عنه والسكوت عليه، وكيف يسكت المسلمون وهم يُقادون عن طريق هذا الوباء إلى هوة سحيقة لا يعلم مداها إلا الله؟! أخوة الإسلام! وحينما نبحث عن أسباب تفشَّي هذه الجريمة -ولا سيما في صفوف الشباب- نجد أن أولها: ضعف الوازع الديني، وتدني مستوى التربية الإسلامية لدى كثيرٍ من الأجيال. ومنها: ،الفراغ الكبير، والتقليد الأعمى، وجلساء السوء... وغير ذلك كثير، مما يجسد المسئولية -أولاً- وقبل كل شيء على الأسرة، وعلى ولي الأمر فيها، لذلك فإني أذكر الآباء والأمهات بضرورة رعاية الأبناء، وحسن تربيتهم، ومتابعتهم ومراقبة تحركاتهم، وإبعادهم عن قرناء السوء، وشغل أوقات فراغهم بما ينفعهم في أمر دينهم ودنياهم، وأحذرهم من مغبة إهمال ذلك: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً [التحريم:6]. وإنني أناشد كل مسلم! أن يتحمل مسئوليته تجاه دينه ومجتمعه وبلاده، وأن يكون عيناً ساهرة على جلب المصالح لمجتمعه، ودرء المفاسد عن بلاده، وأن يسود بين المسلمين أفراداً وهيئات، شعوباً وحكومات، التعاون للقضاء على هذا الوباء العضال، والتبيلغ عن أهله، وأخص بالذكر: الأعيان، والوجهاء، والدعاة، والعلماء، وحملة القلم، والمعنيين بشئون توجيه الشباب وتربيتهم وتعليمهم، ليُسخروا كل طاقاتهم، ويبذلوا كافة إمكاناتهم؛ لمحاصرة هذا الشبح المخيف، والأخطبوط المرعب. اللهم بارك لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم :
الخطبة الثانية: الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وشرَّفنا باتباع سيد المرسلين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي المتقين، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله الصادق الأمين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد فيا عباد اللهان الذين تورطوا وساروا في طريق الانتحار البطيء، فإننا نناديهم نداء المودة والإشفاق، أن يكفوا عن هذا البلاء، فكفاهم شروراً على أنفسهم، ومجتمعاهم وأسرهم وأولادهم وبلادهم، ومن تاب تاب الله عليه.
ألا وإن من أهم طرق الوقاية والعلاج من داء المخدرات:
تثبيت العقيدة وتقوية الإيمان في القلوب، حتى تشعر بالطمأنينة والأمان، وتحصين الشباب بالتربية الإسلامية القوية في الأسرة والمدرسة والمجتمع، والعناية بالتوعية المكثفة، والتعاون البنَّاء بين أفراد المجتمع وهيئاته.
كذلك لا بد من وضع العقوبات الرادعة لمن يُجلبون الضرر لمجتمعات المسلمين، من المهربين والمروجين بالتشهير بهم، وإظهار سوء صنيعهم، وإقامة حكم الله فيهم. القاها العبد الفقير الى الله /مفتاح على محمد عبد الجليل | |
|