Admin Admin
المهنه : المزاج : رقم العضويه : 1 الجنس : بلدي : مصر عدد المساهمات : 9442 نقاط : 26681 تاريخ الميلاد : 01/01/1991 تاريخ التسجيل : 14/04/2011 العمر : 33 الموقع المفضل : منتدي
| موضوع: من خطبة للشيخ ثامر براك الأحد يونيو 23, 2013 12:41 am | |
| إن الحمد لله نحمده كما أمر ، إقرارًا بربوبيته وإرغامًا لمن جحد به وكفر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريـك لـه ، خلق الكائنات ، ورفع السموات وتعالى ربنا عن الحدود والغايات ، والأركان والأعضاء والأدوات لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات ، ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وصفيه وخليله من جاء بالمعجزات الباهرات القاطعات الساطعات من انشق له القمر وشهد له الحجر والشجر ، والصلاة والسلام على خير الخلق وسيد البشر ، آله وصحبه السادة الغرر . أما بعد عباد الله، أوصي نفسي وأوصيكم بتقوى الله العليّ العظيم . عباد الله : من فقه المقاومة :هل هياسلامية.. أم.. وطنية ؟! تتشكل حركات المقاومة الشعبية في بلادنا الاسلامية تحتعناوين متعددة منها الاسلامي ومنها الوطني، ومع أن هذه الحركات تجمعها الأهدافالكـبيرة والتحديات المشتركة الا أن هناك تساؤلات كثيرة تطرح حول مستقبل العلاقةبين هذه الحركات بل وعن طبيعة العلاقـة بين«الاسلام» و«الوطن» مما يتطلب بدايةتوضيح بعض المفاهيم والمصطلحات: اولا - حينما نتحدث عن المقاومة في بلد اسلامي لا يمكن أن نتخيل وجود حواجز حقيقية بين التيار الاسلامي والتيار الوطني فهم في الغالب مواطنون مسلمون، ومثلما لا يجوز أن نشك في وطنية المسلم لا يجوز أيضا أن نشك في إسلامية المواطن. ثانيا - ينطلق المقاومون الاسلاميون «المجاهدون» من رؤيةخاصة للاسلام باعتباره عقيدة وشريعة ونظام حياة متكامل «اليــوم أكملت لكم دينــكموأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا» «المائدة:3» وحينما يتعرض أي بلد مسلمللعدوان فان الجهاد يكون واجبا إسلاميا مقدسا على جميع المسلمين بالقدر الذييندفع به العدوان، ولا يخفى ما لهذه العقيدة من أثر كبير في دفع المجاهدين للتنافسالحقيقي في ميادين الجهاد والاستشهاد. ثالثا- كما ينطلق الإسلاميون من رؤية خاصة لمفهوم «الوطن»، فالوطن عـندهم ليس تلك الحدود المرسومة من قبل «سايكس-بيكو» وانما الوطنالحقيقي هو الوطن الذي يتسع للأمة الإسلامية جميعها «إن هذه أمتكم أمة واحدة وأناربكم فاعبدون » «الأنبياء:92» وليس الوطن الذي يتعارف عليه الناس اليوم الا جزءا منالوطن الاسلامي الكبير، ويتخوف الاسـلاميون من أن تكسب هذه الحدود«المصطنعة» شرعيةبالتقادم وتصبح بديلا عن مفهوم «الأمة» في الاسلام، وهذا عندهم لا يشكل خرقاعــقيديا فحسب وانما يمثل محــاولة لــتــــفتيت الأمة واضعافها في الوقت الذيتواجه فيه تحالفات وتكتلات عالمية كبيرة، من هنا ندرك طبيعة الحساسية التي يتعاملبها الاسلاميون مع هذه القضية، لا سيما بعد ما تم محاصرة قضية «فلسطين» ومنع الأمةمن القيام بواجبها الاسلامي المقدس، وما يحدث اليوم في العراق يعيد الصورة نفسهاحيث تتعالى الأصوات المـــشبوهة لطرد كل عربي ومسلم وتشــــويه سمعته وموقفه بينمايتم الترحيب بالأجانب الغزاة !! د- ان الحركات الوطنية المقاومة هي الأخرى لها مبرراتهاالمشروعة في رفع الشعار الوطني لأنه الشعار الوحيد القادر على أن يضم أبناء الوطنعلى اختـــلاف معـــــتقداتهم وتوجهاتهم ، لا سيما أن أغلب بلادنا الاسلامية فيهااثنيات متنوعة دينيا وعرقيا، وهــم في الوقت الذي يتخوفون فيه من تفكيك هذهالاثنيات بضعف الشعور الوطني ويخشون من أن تتحول الشعارات الشمولية الكبيرة الىاستقطابات وولاءات خارجية كما حصل لبعض الفئات العراقية ذات التوجهات الدينية التيداهنت وربما وقفت مع المحتل لتحــقيق مآرب طائفية واقليمية بعيدة كل البعد عن مصلحةالعراق الحقيقية. وبناء على هذا فلا يجوز إطلاق اسم ( العلمانيين ) على الوطنيين والقوميين العرب ؛ لانهم مؤمنون في دواخل انفسهم ، وعلمانيتهم موجهة ضد الطائفية ، وهي نوع من التكتيك المرحلي وصولا الى الهدف الاخير وهو قيام الخلافة ، التي يسمونها : القيادة العربية للامة المسلمة ، وكثير منهم يرون ان العمل باسم اسلامي صريح لن ينجح فلابد من واجهة وطنية قومية ولو الى حين ، وهي الصيغة الذكية التي حكم بها المسلمون ، اهل السنة الآخرين طوال ما يزيد على الثمانين عاما . وأمام هذه النظرات المتقابلة نحاول - وليس بغرض التقريب والتوفيقوان كنا نعتقد مشروعية هذا الغرض - أن نرسم معالم المنهجية الاسلامية كما هي فيالتعامل مع هذه التحديات ومن خلال النقاط الآتية: أ- ان حب الوطن حتى ولو كان بمعناه الجزئي وهو البلدالذي نشأ فيه الانسان لـــيس بدعة في الاسلام، وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلموالمهاجرين من أصحابه التي تثبت حبهم وحنينهم لمكة ووديانها ومرابعها كثيرة جدا،والعلماء استنبطوا منها حكما شرعيـا مهما فقال ابن حجر العسقلاني رحمه الله «وفيالحديث دلالة على مشروعية حب الوطــن والحنين اليه» فتح الباري 3/621 ومثله أيضا فيتحفة الأحوذي 9/283 وقال السهيلي «ومــا ذكر من حنينهم الى مكة ما جبلت عليه النفوسمن حب الوطن والحنين اليه» شرح الزرقاني 4/ 288 فحب الوطن أمر فطري لا يتعارض بحالمع الولاء للاسلام وأجمل ما قرأت في هذا الصدد مقولة السلطان عبد الحميد الثانيرحمه الله «اذا كان النصارى يحبون أوطانهــم فنحن نحب ديننا الذي يأمرنا بحب الوطن» مذكراتي السياسية 1/172. وما أحسن ما قال بعضهم ( بلاد ألفناها على كل حالة ... وقد يؤلف الشيء الذي ليس بالحسن ) ونستعذب الأرض التي لا هوا بها ... ولا ماؤها عذب ولكنها وطن ب- ان الدفاع عن أي وطن من أوطان المسلمين واجب علىأهله أولا ثم على بقيـة المسلمين حتى تتحقق الـكفاية ويدفع العدو، ومعنى هذا أنمـفهوم الوطن الأصغر ضمن الوطن الأكبر مؤصّل في الاسلام وتنبني عليه أحكام شرعـيةتفصيلية كثيرة، جاء فــي المغني لابن قدامة الحنبلي:«ويتعين الجهاد في ثلاثةمواضع.. الثاني: اذا نزل الكفار ببلد تعين على أهله قتالهم ودفعهم» 9/ 197، فابنقدامة هنا يتحدث عن البلد وأهله بالمفــــهوم الأضيق ومثل هذا ماجاء في الفقهالحنفي: «ان كل موضع خيف هـجوم العدو منه فرض على الامام أو على أهل ذلــك الموضعحفظه، وان لم يقدروا فرض على الأقرب الــيهم اعانتهم الى حصول الكفاية بمقاومةالعدو» حاشية ابن عابدين 4/ 124، ومعنى كل هذا أن أهل البلد عليهم مسؤولية خاصةتجاه بلدهم وهذا يمنع من تمييع القــضية الوطنية بالمفاهيم أو الولاءات العامة وهذاما يتخوف منه«الوطنيون»، وبهذا التأصيل يمكن نسبة الــمقاومة الى أهل البلد أنفسهمفنقول «مقاومة فلسطينية» أو «مقاومة عراقية» ومن ثم فهي«وطـنية» وهي في الوقت نفسه «اسلامية ». ج- ان الاسلام أصّل مبكرا مبدأ «المقاومة الوطنية» ودعاالى تحالف أبناء الوطــــن حتى من غير المسلمين للدفاع عن وطنهم فقد جاء في دستورالمدينة الأول«الوثيقــــــــة النبوية » :«ان اليهود - أي من أهل المدينة- ينفقونمع المؤمنين ما داموا محاربين..وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة.. وأن بينهم النصر على من دهم يثرب» وجاء في السيرة النبوية للدكتور الصلابي تعليقــاعلى بنود الوثيقة:«وبهذا نرى أن الاسلام قد اعتبر اهل الكتاب الذين يعيشون فيأرجائه مواطنين وأنهم أمة مع المؤمنين.. فاختلاف الدين ليس سببا للحرمان من مبدأالمواطنة «1/401 فالاسلام هنا لا يتحدث عن عقائد و«آيديولوجيات» وانما عن سياسةدولة تضم المسلمين مع غيرهم فلا بد من توضيح العلاقة بين مكونات هذه الدولة وتحديدمسوؤلياتهم تجاه دولتهم، وهذا ما يبدد مخاوف «الوطنيين» حول موقف الاسلام منالأقليات الدينيـــة وحقهم المشروع في الدفاع عن بلدهم. د- ان رفع شعار «الوطنية» لا يعكر الغاية الأخروية التييسعى لها «المجاهد» وهـــي «الشهادة» بل الربط بينهما مؤصّل شرعا، فقد قال الرسولصلى الله عليه وسلم «من قتل دون ماله فهو شهيد» البخاري 2348 و«من قتل دون أهله فهوشهيد» أحمد وابو داود والبيهقي وغيرهم. وروى البيهقي في السنن الكبرى«من قتل دون ماله مظلومافله الجنة» 8/335 فهذه الأحاديث ونحوها كثير تثبت الشهادة والجنة لمن يقتل دفاعا عنماله وأهله فكيف بالوطن الذي فيه الأرض والعرض والمال ؟! من هذه النقاط نستنتج أن المقاومة المشروعة في الاسلاملها ثلاث صور: الصورة الاولى - مقاومة اسلامية في مشروعيتها، اسلامية في أهدافها،اسلامية في أشخاصها، وهذه لا تكون الا في قيام المسلمين بالدفاع عن دينهم حينمايتعرض للعدوان، ومن المعلوم أن من أهداف العدوان على العراق المعلنة تغيير المناهجالتعليمية والتدخل في شؤون الاسرة و«تجفيف مصادر الارهاب الفكرية» وهذه كلها أهدافتمس دين المسلمين ويكفي تصريح بوش «أنها حرب صليبية» فقتال المسلم لدفع هذا العدوانداخل في هذه الصورة قطعا. الصورة الثانية - مقاومة اسلامية في مشروعيتها، اسلامية في أشخاصها،وطنية في أهدافها، وهذه حينما يستهدف العدو بلدا من بلاد المسلمين طمعا في ثرواتهوخيراته، وهنا يقاوم المسلمون لدفع هــذا العدوان فيكون لهذه المقـــاومة جانبانجانب اسلامي وآخر وطني. الصورة الثالثة - مقاومة اسلامية في مشروعيتها، وطنية في أشخاصهاوأهدافها، وهذه المقاومة هي الحق الذي يمنحه الاسلام لكل مظلوم حتى لو كان غير مسلمفي الدفاع عن أرضه وماله وعرضه. ونخلص من هذا الى أن المقاومة من الممكن أن تكون «اسلامية وطنية» في أكثر من صورة ولأكثر من اعتبار وكلها مشروع. هذا من حيث التأصيلوالاستدلال ، أما اذا تحدثنا بلغة المقاصد والمصالح الشرعــية فيمكن أن نظيف نقاطاجديدة ومنها: أ- ان حب الوطن والدفاع عنه غريزة بشرية قد تكون هيالدافع الأهم للكثير من من شعوب العالم للتضحية والمـــقاومة، ونموذج «المقاومةالفيتنامية» ما زال حاضرا ، وهؤلاء لم يكونوا يقاتلون من أجل الشهادة أو الجنة،وبالتالي فان على المقاومة الاسلامية أن تفكر بالاستفادة من هذه الغريزة الفطريةوبالاساليب المشروعة. ب- ان حذف شعار«الـوطنية» من قبل المـقاومة الشـــرعيةيفسح المجال للعمـــلاء والمأجورين أن يرفعوا هم هذا الشعار ولأهداف رخيصة ومنبينها حصولهم على اعتراف دولي أواقليمي على أنهم هم الممثلون الشرعيون للبلد لأنهمهم الذين يتكلمون باسمه، وأما «المجاهدون » فهؤلاء لهم أهداف بعيدة لا علاقة لهابالبلد، وبكون هذا في الغالب طريق سرقتهم للسلطة وحرمان المقاومة الحقيقية. ج- ان حذف شعار«الوطنية» يخدم الاحتلال في اخراجه منمأزقه القانوني، فالاحتلال فاقد الشرعية في مقابل مقاومة تمتلك كامل الشرعية،والاحتلال لا يمكن ان يتكلم باسم البلد الذي يحتله، لكن اذا تخلت المقاومة عنشعارها الوطني فسيجد الاحتلال نفسه أمام مقاومة هي الأخرى لا تمثل هذا البلد ولاتتكلم باسمه!! ان هذه العوامل مجتمعة تجعل من الضرورة أن ترفع المقاومة شعارالاسلام والوطنية لجمع الكلمة وتوحيد الطاقات ورص الصفوف وسد الثغرات في مواجهةاعتى قوة احتلال في التاريخ مدعومة بتحالفات دولية واقليمية ومحلية . أقول هذا واستغفر الله لي ولكم. الحمد لله ، وصلى الله على محمد ولآله وصحبه وسلم . اما بعد : فالتقوى منسوبة الى قلب الانسان لا الى ظاهره ؛ قال تعالى : فإنها من تقوى القلوب ) فلا يجوز ان يعد انسان نفسه مجاهدا وغيره مقاوما يقاتل قتال عنترة العبسي وغيره ، فليكن المؤمن حذرا وليتق الله ربه ، ولا يشكك في نوايا الآخرين فلا يعلم ما في القلوب الا الله . نفسي لا تقوى على برد ولا على جمر وحـراره فكيف تقوى على نـار وقودها الناس والحجارة اللهم إنا دعوناك فاستجب لنا دعاءنا فاغفر اللهم لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وكفّر عنّا سيئاتنا وتوفنا وأنت راض عنّا برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض يا أكرم الأكرمين. اللهم بحقّ الأنبياء والأولياء وبحق الكتب المنزّلة عطّف قلب محمد علينا وارزقنا رؤيته في هذه الليلة وفي كل ليلة يا أكرم الأكرمين. اللهم من أراد بالمسلمين خيرا فوفقه إلى كل خير ومن أراد بهم شرا فخذه أخذ عزيز مقتدر. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات. عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكّرون. اذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه يزدكم واستغفروه يغفر لكم واتقوه يجعل لكم من أمركم مخرجا. وأقم الصلاة. الموضوع مقتبس من خطبة للشيخ ثامر براك / مفتي مناطق شمال بغداد. | |
|