تباينت ردود الفعل للقوى السياسية حول الخطاب
الذى ألقاه المشير محمد حسين طنطاوى، حيث اعتبر عدد من القوى أن الخطاب
غير كاف لتلبية مطالب الشعب، فى حين شددت قوى سياسية أخرى على ضرورة
الموافقة على النقاط التى وردت فى الخطاب.
واعتبر الدكتور محمود غزلان عضو مكتب الإرشاد والناطق الإعلامى باسم
جماعة الإخوان المسلمين، أن خطاب المشير محمد حسين طنطاوى ليس كافياً
لامتصاص غضب الشباب فى ميدان التحرير، لأنه أغفل نقاطاً مهمة مثل الاعتذار
للشعب ولشهداء وقتلى أحداث ميدان التحرير، مشيراً إلى أن هذه النقاط كانت
كافية لامتصاص غضب الشعب.
وانتقد غزلان ما وصفه بادعاء طنطاوى
أن المجلس العسكرى أوفى بكل تعهداته، وأضاف: حقيقة الأمر أن المجلس
العسكرى لم يف بأى شىء من تعهداته على الإطلاق، فسبق وأن تعهد بأنه لن
يبقى فى الحكم لمدة تزيد على 6 أشهر، والآن مر نحو 11 شهراً، ولازال
المجلس فى السلطة، وسبق أن وعد المجلس بإلغاء حالة الطوارئ، ومع ذلك
لازالت حالة الطوارئ مفعلة حتى الآن.
وأشار غزلان إلى أن النقطتين
الإيجابيتين فى البيان هما تحديد موعد لإجراء الانتخابات الرئاسية وقبول
استقالة حكومة شرف، لكنهما لن غير كافيتين، نظرا لإغفاله الحديث عن
الشهداء، وأضاف: "الشعب المصرى سيعتبر تجاهل ذكر الشهداء بمثابة تعالى على
الشعب".
ووصف غزلان حديث طنطاوى عن استعداد المجلس الأعلى للقوات
المسلحة لإجراء استفتاء شعبى على بقائه فى السلطة بأنه "كلام فى الهوا"
بحسب تعبيره، نظراً لعدم وجود جهة لديها صلاحيات لإجبار المجلس على إجراء
الاستفتاء، فضلا عن أن هذا ليس مطلوباً خلال الفترة الحالية، وإنما
المطلوب هو الإسراع فى تسليم السلطة.
من جانبه أكد المهندس عاصم
عبد الماجد المتحدث الرسمى للجماعة الإسلامية، أن خطاب المشير طنطاوى
القائد الأعلى للقوات المسلحة وضع ميدان التحرير فى مواجهة الشعب المصرى،
وذلك عندما قال فى خطابه أنه سينزل إلى الإرادة الشعبية، وهذا ما سيحكم فى
الخلاف، مشيراً إلى أنه إذا كان ميدان التحرير ومن يتواجدون فيه يرفضون
الخطاب، وهذا ما يبدوا أنهم رافضون له سيحتم عليهم إيجاد بدائل لمطالبهم
بإسقاط المشير .
وتابع المتحدث باسم الجماعة الإسلامية فى تصريحات
لـ"اليوم السابع" أن التحرير يجب أن يجد بديلا المطالبة بإسقاط المشير،
وخاصة أن الكرة أصبحت فى ملعب الشعب المصرى، وهنا ستحدث المواجهة، ولكن
يجب على المجلس العسكرى أن يقدم اقتراحاً آخر لفض هذا النزاع الذى من
الممكن أن يحدث.
وأكد أبو العلا ماضى رئيس حزب الوسط، أنه كان
ينتظر أن يقدم المشير طنطاوى فى خطابه اعتذاراً واضحًا للشعب المصرى عما
شهده ميدان التحرير من أحداث، ابتداء من يوم السبت الماضى وحتى الآن، حتى
يلطف مما قامت به قوات الأمن من الاعتداء على المتظاهرين ومحاسبة
المسئولين منهم عن استشهاد الثوار، إضافة إلى ما أعلن عنه من قبول استقالة
حكومة عصام شرف وتحديد موعد لإجراء انتخابات رئاسة الجمهورية.
وعن طرح استمرار المجلس العسكرى فى إدارة شئون البلاد لاستفتاء شعبى، أوضح
ماضى أن هذا لم يكن مطلباً لأى من القوى السياسية أو الثورية من الأساس،
مشيراً إلى أن المجلس العسكرى لا يقصد تخوين الأحزاب السياسية والقوى
الوطنية التى تحاور معهم فى بعض القرارات التى اتخذها.
وقال
الدكتور يسرى حماد المتحدث الرسمى باسم حزب النور، إن بيان المشير محمد
حسين طنطاوى اشتمل على عدد من النقاط التى تم الاتفاق عليها مع القوى
السياسية والفريق سامى عنان رئيس الأركان، مؤكداً على أن إجراء الانتخابات
فى موعدها هو الحل الوحيد للأزمة الحالية.
ورفض حماد، إعلان
المشير بقبول استقال حكومة عصام شرف وتشكيل حكومة جديدة فى أقرب وقت،
قائلاً:" تشكيل حكومة جديدة فى الوقت الحالى لا داعى له والمفروض أن يشكل
البرلمان القادم الحكومة خاصة أنه لم يتبق على الانتخابات سوى أيام
قليلة"، مؤكداً أن الحكومة الجديدة ستفقد رصيدها قبل أن تحلف اليمين.
وأضاف المتحدث الرسمى باسم حزب النور، أن المجلس العسكرى لم يحقق 25% من
مطالب الثورة، والتف حول بقية المطالب التى رفعها الشعب المصرى خلال
الثورة، مشدداً على وجود عدد من القوى التى تستفيد من الأحداث التى تقع فى
التحرير وهدفها تأجيل الانتخابات البرلمانية بعد أن شعرت أن رصيدها فى
الشارع ضعيف.
وأكد محمود مهران رئيس حزب مصر الثورة، أنه مؤيد
للاستفتاء حول بقاء المجلس العسكرى، موضحاً أنه الحل الأمثل لامتصاص حالة
الاحتقان الموجودة بمصر وخاصة بميدان التحرير.
وأضاف أن البيان
أهم ما جاء به قبول استقالة حكومة الدكتور عصام شرف، قائلا" "لم نشعر
بحكومة شرف طوال الفترة الماضية، وبالتالى كان لابد من قبول الاستقالة
لأنه لم يقدم جديداً منذ توليه السلطة ويكفيه نزول الفلول للانتخابات
المقبلة أمام الثوار .
من جانبها أكدت الدكتورة هويدا مصطفى
أستاذة بكلية الإعلام جامعة القاهرة والخبيرة بمركز الأهرام للدراسات
الإستراتيجية، أن بيان المشير جاء متوازناً، وكان الواضح منه هو امتصاص
غضب الشارع المصرى، خاصة بعد الأحداث الأخيرة التى شهدها الميدان، موضحة
أن به العديد من الإيجابيات أولها قبول استقالة حكومة شرف، وإزالة الشكوك
الخاصة بتسليم السلطة وطرح المجلس بأنه تحت تصرف الشعب.
وأعربت
"هويدا" عن قلقها دخول البلد فى استفتاء حول المجلس العسكرى، موضحة أن
الفترة التى ستأتى بعد الاستفتاء غير واضحة المعالم وبالتالى لا يمكن قبول
استفتاء مثل ذلك وهو فى الوقت نفسه يتولى زمام البلد.
قال
الدكتور صلاح حسب الله وكيل مؤسسى حزب المواطن المصرى، إن من يعترض على
القرارات التى أعلنها المشير محمد حسين طنطاوى القائد الأعلى للقوات
المسلحة، يسير فى طريق إسقاط مصر، لأن خطاب المشير تعهد فى الخطاب والتزم
بميعاد تسليم السلطة.
وأضاف "حسب الله" فى تصريحات لـ"اليوم
السابع"، أن أى عاقل لابد وأن يوافق على ما جاء به اجتماع المجلس العسكرى
مع القوى السياسية من قبول لاستقالة الحكومة والتعهد بإجراء الانتخابات
البرلمانية فى موعدها، وتابع: "من يرفض رهان رحيل المجلس العسكرى
بالاستفتاء الشعبى، فعليه أن ينشئ جمهورية التحرير العربية، ويختاروا فيه
رئيساً للبلاد، لأن مصر أكبر من ميدان التحرير
.