صلة الرحم تعني : الإحسان إلى الأقربين وإيصال ما أمكن من الخير إليهم ودفع ما أمكن من الشر عنهم.
وقطيعة الرحم تعني : عدم الإحسان إلى الأقارب, وقيل بل هي الإساءة إليهم.
وإن قطع الرحم هي من الكبائر فقد قال صلى الله عليه وسلم : "في الكبائر الشرك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس وقول الزور "صحيح
وقال سبحانه وتعالى : (( فَهَلْ
عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ
وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ
فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)) محمد23
ونبدأ حديثنا ونوضح أهمية صلة الرحم فقد أمرنا الله جل وعلا بوصلها حين قال : (( وَإِذْ
أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى
وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ
وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ
وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ)) البقرة83
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله " متفق عليه
وتختلف
الصلة على قدرة وقرابة الواصل والموصول ونوع الصلة قد يختلف أيضاً
بدرجة قرابة واحتياج الموصول فالأقرب أولى بالوصل ثم الأبعد فالأبعد ،
قال تعالى : (( وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ
وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُوا
الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ
اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) الأنفال75
بركة صلة الرحم:
أ)بركة في العمر والرزق :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من سرهُ أن يبسط له في رزقه ، ويُنسأ له في أثرة فليصل رحمه" رواه البخاري
ب) سبب في دخول الجنة ، قال رجلاً للنبي صلى الله عليه وسلم : أخبرني بعمل يدخلني الجنة . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " تعبد الله،ولا تشرك به شيئاً،وتقيم الصلاة،وتؤتي الزكاة،وتصل الرحم" رواه البخاري
جـ) قبول العمل : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم " حسن
د) أحب الأعمال إلى الله عز وجل أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله: (( أنت الذي تزعم أنك رسول الله ؟ قال:نعم
قال يا رسول الله: أي الأعمال أحب إلى الله ؟ قال الإيمان بالله
قال يا رسول الله ثم مه؟ قال ثم صلة الرحم
قال يا رسول الله ثم مه ؟قال ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
قال يا رسول الله أي الأعمال أبغض إلى الله؟ قال:الإشراك بالله
قال يا رسول الله ثم مه؟ قال ثم قطيعة الرحم
قاليا رسول الله ثم مه؟قال ثم الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف)) صحيح
من هم الرحم الواجب وصلهم:
اختلف أهل العلم على رأيين:
الأول
أن الأرحام تشمل من هم من المحارم كالآباء ومن علاهم (كالجدود وآباءهم )
والإخوة والأخوات ومن دونهم (الأبناء والأحفاد) والأخوال والخالات
والأعمام والعمات دون أبناءهم
والرأي الآخر
هم جميع من سابق بما فيه أبناء الأخوال والخالات والأعمام والعمات مع
التحفظ على علاقات النساء والرجال في هذا الأمر فيجب أن تكون بضوابطه
الشرعية
كيف تتم الصلة:
أ- الزيارة : بأن تذهب إليهم في أماكنهم
ب- الاستضافة : بأن تستضيفهم عندك في مكانك
جـ - تفقدهم والسؤال عنهم والسلام عليهم: تسأل عن أحوالهم سواء سألتهم عن
طريق الهاتف أو بلغت سلامك وسؤالك من ينقله إليهم , أو أرسلت ذلك عن
طريق رسالة.
د- إعطاؤهم من مالك سواء كان هذا الإعطاء صدقة إذا كان الموصول محتاجاً
أو هدية إن لم يكن محتاجاً, وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "
إن الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة " صحيح
هـ - توقير كبيرهم ورحمة ضعيفهم
و- إنزالهم منازلهم التي يستحقونها وإعلاء شأنهم
ز- مشاركتهم في أفراحهم بتهنئتهم ومواساتهم في أحزانهم بتعزيتهم
ح- عيادة مرضاهم - إتباع جنائزهم
ط - إجابة دعوتهم , إذا وجهوا لك الدعوة فلا تتخلف إلا لعذردنيوي أو عذر شرعي
(كالاجتماع على منكر أو مكان به منكرات أو وجود اختلاط )
ك- إصلاح ذات البين بينهم, فإذا علمت بفساد علاقة بعضهم ببعض بادرت بالإصلاح وتقريب وجهات النظر ومحاولة إعادة العلاقة بينهم
ل- الدعاء لهم,وهذا يملكه كل أحد ويحتاجه كل أحد
م- دعوتهم إلى الهدى وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر بالأسلوب المناسب
ومع انتشار وسائل التكنولوجيا الحديثة
لا
يوجد لأحد حجة في انعدام الوصل بين الأرحام مهما ابتعدت المسافات فإن
رسالة من الجوال قد تصل البعيد والانترنت يقطع مئات الأميال من المسافات
في دقائق معدودات ولا عذر لك أمام الله يامن تقطع رحمك