السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
يامن نسيت مكانك غداّ وعلمت إنك ميت
عافانا الله وإياكم من الأمراض ولكن ,تذكر لو أنك لاقدر الله مبتلى بمرض عجز الأطباء عن إيجاد علاج له,وقد قال
الأطباء ان الامر يستغرق أيام,ثم الوفاة,فماذا أنت فاعل,هل تصر على ماتفعل,لا اظن فيك هذا,بل اظن أنك ستواظب
على الصلوات فى جماعة,وتكثر من النوافل,وتبر والديك,وتصل رحمك,وتغض بصرك,وتنقطع عن رفقاء
السوء, وتحرص على إرضاء ربك,بفعل كل طاعة,واجتناب كل ذنب,وتحرص على إرضاء ربك,وعدم معصيته ,لانك تعلم أن
الأمر قد يستغرق ايام قليله وتلقى ربك ,بل لعلها ساعات,بل دقائق معدودات,فما الفرق بينك, وبين رجل
مريض مبتلى, يأس الأطباء فى علاجه,لاتدرى متى تموت,هل تدرى متى سينتهى أجلك,مثلك مثله تماماّ,بل قد يأتيك الموت قبله,ولعله
يعيش أطول منك عمراّ وهو بذلك المرض,تذكر اخى فالموت يأتى بغته,لا تدرى له وقت أو ميعاد,لم ينبهك ملك
الموت قبلها,ولن يعلمك بميعاد وصوله,أو دخوله عليك,فهل أنت مستعد,كن على إستعداد له فى أى وقت,كل يوم تصبح,ذكر
نفسك دائماّ بالموت,ان هذا اليوم لعله يكون أخر يوم فى حياتك فماذا أنت فاعل فيه,لعل النفس الذى يخرج منك لا
يرجع اليك غيره مرة أخرى,تذكر قوله تعالى(وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ماكنت منه تحيد)الموت أت اّت لا ريب
فيه,فمهما طال الليل فلابد من طلوع الفجر ومهما طال العمر فلابد من دخول القبر,هل ذكرت نفسك عندما هممت
الى فعل ذنب,او دعتك نفسك الى اقتراف ذنب ,فقلت,الله معى,الله ناظرى,الله يرانى,الله مطلع علىّ,كيف تعصى الله فى
أرض الله,وانت تحت سمائه,وعلى ارضه,وانت تتنفس من هوائه,وانت تأكل من رزقه,وكيف تعصيه بالنعم التى أنعم
بها عليك,سبحان الله,صدق الله القائل(إن الإنسان لربه لكنود,وإنه على ذلك لشهيد)تعصى ربك بنعمته عليك,هل بهذا
يكون شكر النعمه,إتق الله يا أمة الله,سبحانك ربى سبحانك,تمهل للعاصى حتى يتوب, تبسط يدك بالليل
ليتوب مسىء النهار,وتبسط يدك بالنهار ليتوب مسىء الليل,عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال,يتنزل
ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول(من يدعوني فاستجيب له,من يسألني
فاعطيه,من يستغفرني فأغفر له)الله يناديك كل ليله فهل تجيب,مازال باب التوبة مفتوح,تب الى ربك قبل أن يغلق باب
التوبة,قبل بلوغ الروح الحلقوم,قبل الغرغرة,وقتها يغلق باب التوبه,وترى مستقرك هل الى جنة عرضها السماوات
والأرض,أم الى نار,أعاذنا الله وإياكم منها,إبدأ من الان,ولا تسوف فى التوبة,ولا تقول سوف اتوب غداّ,إن ضمنت
لنفسك أن تعيش غداّ فتب غداّ,والله لا يعلم احد متى سوف يموت,قال تعالى(وما تدري نفس ماذا تكسب غداّ,وما تدري
نفس بأي أرض تموت)أدركت عندئذ معنى قول حبيبك صلى الله عليه وسلم (أكثروا من ذكر هاذم اللذات)الاّن فلنبدأ,نقلع
عن الذنوب والمعاصى,نندم على ماعملنا من ذنوب,تذكر قول حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم,فى الحديث
الصحيح,عن ابى هريرة رضى الله عنه,أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(إذا توضأ المسلم (أوالمؤمن ) فغسل
وجهه,خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينه مع الماء(أو مع أخر قطر الماء)فإذا غسل يديه خرج من يديه كل
خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء(أو مع أخر قطر الماء)فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء(او
مع أخر قطر الماء)حتى يخرج نقيا من الذنوب,الحديث فى صحيح مسلم,ولا تنسى رد المظالم إلى أهلها إن كانت لديك
اى مظلمه من أحد,نحرص على مقاومة الشيطان, فالشيطان يكون ضعيفاّ قال تعالى(من شر الوسواس الخناس)نحرص
على إرضاء الله تعالى,واجتناب ما يغضبه,ونتذكر صباح كل يوم لعلنا, لن يمسى علينا ذلك اليوم, ونذكر أنفسنا
لعلها تكون أخر ليلة,ولا يصبح علينا ذلك اليوم, تذكر سبب وجودك فى هذه الدنيا ,لماذا خلقك الرحمن,هل لتأكل وتنام
كالأنعام,أنت ماخلقت إلا لتعبده سبحانه,قال الله تعالى(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)إعلم انك ميت لا محالة,
رضيت ام لم ترضى,شئت أم ابيت,إعلم ان هذه الارض قد مشي عليها من هو خير منك,واحب الى الرحمن منك,
النبي صلى الله عليه وسلم,فأين هو الآن,قد وارى جسده الشريف التراب تحت الأرض,بينما انت فوق الارض تحيا
وتتنعم فى نعم الرحمن,تحت الثرى أناس يتمنون مكانك ولو لدقيقة واحدة,يتمنون أن يرجعون الى الدنيا ليقولون لا اله
الا الله,ما أحوجنا إلى هذه الكلمة غداّ, فى قبورنا,تذكر قوله تعالى(وحيل بينهم وبين ما يشتهون)
أتحب ان يحال بينك وبين كلمة لا اله الا الله عند الموت,
ثبتني الله وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا,وفي الاّخره,ووفقني وإياكم لما يحب ويرضى.