بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حضرت هذا الدرس في محاضرة وحبيت أن أنقله لكم ,
كثير من الناس يغفلون دعاء المصيبة في المال أو النفس أو الاهل,وقد ورد في سورة عظيمة مباركة سورة البقرة(الذين اذا
أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون)ما هو الجزاء يارب,أولئك عليهم,
صلوات من ربهم,ورحمة وأولئك هم
المهتدون,أحد السلف مات ابنه ، فلما جاءوا يعزونه,قال أخذ مني واحد واعطاني ثلاثة ( صلاة علي ، ورحمة ، وهداية )
انظر لفقههم رحمهم الله,لقد جاءت هذه الاية ,بعد قوله تعالى(ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال
والأنفس والثمرات وبشر الصابرين)ثم قال تعالى(الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون)هذه المصائب
تخيل نفسك فيها,جوع ,خوف ,نقص في الاموال والانفس والثمرات ,كلها اجتمعت في امرأة مؤمنة صالحة اتدرون من
هي,انها هاجر أم اسماعيل,عندما أتى بها وولدها إلى مكة وكان وادٍ( غير ذي زرع ) أخوف مكان ,ولا ماء فيه, سوى ما أتت به
في سقائها,فولى إبراهيم عليه السلام وتركهم,يعني صار هناك كما في الآية ( نقص في الأنفس ) وفوق هذا نقص في
( الأموال والثمرات )فالتفتت إليه هاجر،وقالت ,لمن تتركنا يا إبراهيم,فلم يجبها بشيء,فقالت,آلله أمرك بهذا,قال,نعم,فماذا
قالت المؤمنة الصابرة التقية,إذا لا يضيعنا ربنا,الله اكبر وهي التي اجتمعت فيها كل المصائب لم تقل خذنا معك أو وفر لنا
متاع الحياة,بل,لن يضيعنا ربنا,وبصبرها ويقينها واستجابتها لأمر الله عز وجل,وهذا ما نريده من أنفسنا,( استجابة لأوامر
الله,صـبر,واحتساب ,يقين )فماذا كانت النتيجة مع هاجر,أصبح هذا المكان ( مكة ) بعد ان كان اخوف مكان اصبح آمن مكان
في العالم,قال تعالى( أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا )وقال( وآمنهم من خوف)حتى الطيور تأمن فيه ألم تراها في الحرم
تسير بجوارك بينما في اي مكان اخر مجرد ان تشعر بقدوم احد تطير,وأصبح بعد الجوع تأتيه كما قال تعالى ( ثمرات كل
شيء ) ثمرات الصيف والشتاء في كل وقت,بل حتى من عليه فديه فعليه ان يطعم مساكين اهل مكة ولا يجوز له ان يذبحها في
اي مكان اخر,لماذا,لئلا يجوع اهل مكة ببركة هذه المرأة التي استجابت لأمر الله ,هذا غير ماء زمزم الذي هو,طعام طعم
وشفاء سقم,ايضا كان المكان خاليا من البشر لم يكن هناك الا هي وابنها,ماذا اصبح بعد ذلك,قال تعالى( افئدة من الناس تهوي
اليهم ) صار أكثر موقع لا تجد لنفسك فيه مكان من شدة الزحام,لا اله الا الله ,والله أكبر,فلنصبر على المصيبة ونرضى
بقضاء الله ,واذا ضعفنا لنتذكر قصة هاجر عليها السلام فهي أمامك كل يوم في القرآن الكريم, والقرآن كلام حق وقصصه
أحسن القصص,كما قال ربنا جل وعلا ,وفي واقعنا مئات بل ألوف القصص وكل واحد ينال بحسب صبره ورضاه عن الله بما
قضاه عليه,وبحسب استجابته لأوامر الله ,وإنا لله وإنا اليه راجعون,وأنت تردده تشعر بالسكينة والطمأنينة ويزيدك ذلك
الدعاء صبراّ,فمجاز كل عامل بعمله ، فإن صبرنا واحتسبنا وجدنا أجرنا موفوراّ عنده ، وإن جزعنا وسخطنا لم يكن حظنا
الا السخط وفوات الاجر ، فكون العبد لله وراجع اليه من اقوى اسباب الصبر )وجاء مفصلاّ في السنة كما قال صل الله عليه
وسلم(ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول,ما أمره الله,إنا لله وإنا إليه راجعون, اللهم,أجرني مصيبتي وأخلف لي خيرا منها,إلا
أخلف الله له خيرا منها ,قالت ,فلما مات أبو سلمة قلت ,أي المسلمين خير من أبي سلمة,أول بيت هاجر إلى رسول الله صل
الله عليه وسلم,ثم إني قلتها ,فأخلف الله لي رسول الله صل الله عليه وسلم ,قالت ,أرسل إلي رسول الله صل الله عليه وسلم
حاطب بن أبي بلتعة يخطبني له ,فقلت,إن لي بنتا وأنا غيوره,فقال,ما ابنتها فندعو الله أن يغنيها عنها,وأدعو الله أن
يذهب بالغيرة, رواه مسلم,فيا من أصابتك مصيبة فقلت بيقين المؤمن ,إنا لله وإنا إليه راجعون ,اللهم أجرني في مصيبتي
وأخلف لي خيرا منها.