بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف تتعامل مع الناس
امنح الناس قدرهم، الناس كلهم مثلك،حاجاتهم المعنوية في الحصول على التقدير من الآخرين,إن أكبر دافع في النفس البشرية هو أن يكون مهماّ، كثيرون ينفقون الأموال، يتبرعون بها، أو لبناء مشاريع ومستشفيات
ومساجد وربما أكثر، يريدون أن يشير إليهم الناس، أن تخلد ذكراهم، أن يشبعون الرغبة في الحصول على الإعجاب من الآخرين، في إشباع الشعور بأنهم عظماء، مميزون، مختلفون,لكن الحدود التي رسمها النبي صلى الله عليه وسلم
هي احترام الآخرين، وعدم نقدك لهم، بهذا تضمن احترامك، باحترام الآخرين لك، عدم الإهانة أو الذل أو إراقة ماء وجهك أمام الآخرين، أن رجلاّ أسود قليل الشأن في القوم ,كان يذهب للصلاة مع الصحابة، ولما غاب يوما سأل النبي
عنه، تعجب الصحابة من السؤال، هم ظنوا أن لا شأن له ولا وزن بينهم، النبي كان له رأي أخر، هم تعلموا منه صلى الله عليه وسلم، ذكروا له أنه مات، سأل النبي عن قبره، ذهب فصلى عليه واستغفر له, ليس عجيباّ أن يفعل النبي هذا
فقد احترمه ميتاّ، ما بالك بالأحياء,أول القواعد في التعامل مع الآخرين هي أن تحترمهم، تجعل الحدود مرسومة بدقة بينك وبينهم فلا يطغى حداّ على حدود آخرين، كان النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله يحترم الناس، حتى الكفار منهم،
لا يهينهم، ولا يقلل من قدرهم، لا يعيبهم، ولا يشير لمواضع ضعفهم، حتى وإن أساءوا لهم،من قصصه الكريمة صلى الله عليه وسلم التي رواها أنس ابن مالك, إنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم, أدركه اعرابي فأخذ بردائه فجذبه جذبة شديدة
حتى نظرت إلى صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم,وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جذبته، ثم قال له, يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم, فضحك، وأمر له بعطاء, قال
تعالى(وإِنك لَعلى خلق عظيم)احترم الآخرين، لا تؤذي مشاعرهم، ولا تقلل من قدرهم ومنازلهم، وخير الناس أنفعهم للناس, كن للناس أقرب، وبهم أرحم، فلا تنتقدهم، داخل كل منا مخزون من الغضب، من القلق، من تراكمات الزمن
وتلاحق الأحداث، من ضغوط الحياة، هذا المخزون جاهز، وصاحبه مستعد لإطلاقه عند أول شرارة، لا تجعل نفسك عرضة لهذا المخزون، ابتعد عنه، فأنت لن تكسب كثيرا بنقدهم، حتى وان كنت على صواب، وانظر لما فعله النبي
الكريم صلى الله عليه وسلم عندما أتى رجل للمسجد فبال, أراد عمر أن يقتله فما أبشع ما صنع، الرسول كان له رأي أخر تحدث مع الرجل بلطف، اقتنع الرجل، ولم يعادوها، ولم يكره أحدا من الناس، ولم يكرهه الناس، انتهت
المشكلة،حلها الرسول، وفهم الرجل، يمكنك أن تجد حلولاّ من هذا النوع عند كل مرة تتعرض فيها للمشاكل، فلا المشاكل تنتهي ولا نحسن التعامل معها، احترمهم، تعامل معهم بأدب وحب أيضاّ، قد تكسب حب الناس وثقتهم، وقد تنجح في
حياتك وعملك، والأهم أنك ستنال رضا وحب الله والجنة، وهذا هو الأهم,لا قيمة للحكمة والعلم دون عمل،والتودد إلى الناس نصف العقل,لا تكون ضعيفاّ، بل المؤمن القوي خير عند الله وأحب من المؤمن الضعيف، لكن يجب أن تكون
رحيماّ بالآخرين، محترما لهم، متفهما لرغبتهم وحاجتهم في الحصول على الاحترام، هذا مهم لإقامة علاقات مميزة وناجحة على المستوى الشخصي والعملي، هناك اختلافات بين الشخصيات، حتى وأنت تقدم الاحترام، عليك الانتباه
جيداّ إلى من تقدم له الاحترام، فالبعض قد يعتقد انك تحترمه لمنصبه أو ماله أو نسبه، ربما لغرور في نفسه، تلك الشخصيات يجب أن يقدم لها الاحترام أيضاّ, ولكن بشكل يحمل القوة معها، منهم من يصلحه التعامل باحترام على أن
تقدم له مع الاحترام بعضا من القوة، أو القدرة، أو العلم، ومنهم من يحتاج إلى أن يفهم، بعضهم طيب ما في داخله، فقط شعوره بالحاجة إلى العظمة يدفعه إلى استغلال ما لديه من إمكانات لفرض شخصيته على الآخرين بتلك الصورة، هو لا
يفهم أنه يتخطىء حدوده ويأخذ ما ليس له، فيتدخل في حدود الآخرين،إن أنت أفهمته ربما يقتنع، والطريقة في توصيل المعلومة له مهمة، اختر الوسيلة التي تراها مناسبة له، وفكر فيها جيداّ فقد تخطئ الوسيلة فيزيد في قوة وصلابة رأيه
بدلاّ من أن يعدله، وتكسب عدواّ بدلاّ من أن تكسب صديقاّ، وقد تتسبب في سوء فهم بينكما أيضاّ,والشاعر يقول, إن أنت أكرمت الكريم ملكته، وان أنت أكرمت اللئيم تمردا,هو نفسه الكرم، انظر إليه جيداّ حاول التعرف عليه قبل أن تقدم له الاحترام،والرسول صلى الله عليه وسلم يقول( المؤمن كيس فطن)
رد مع اقتباس