"جئتكم من عند خير الناس"

بسم الله الرحمن الرحيم

" جئتكم من عند خير الناس "...

كلمة قالها أعرابي من البادية في حق النبي الأمي الصادق الأمين عليه الصلاة والسلام ...

" جئتكم من عند خير الناس "...

شهادة حق من رجل مُشرك جاء ليقتل الحبيب صلى الله عليه وسلم وقد أخذ السيف بيده وهم بما

لا يقدر عليه إنس ولا جان " والله يعصمك من الناس " .

" جئتكم من عند خير الناس "...

كلمة قالها رجل أمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة ورغم ذلك بقيت كلمته مُدونة في كُتب التاريخ وكُتب

السير ...

" جئتكم من عند خير الناس "...

كلمة قالها من لم يسمع عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا شرا ومن امتلأ قلبه غيضا وحنقا على

الحبيب صلى الله عليه وسلم ، ولكنه في لحظة واحدة انقلب رأسا على عقب ...

" جئتكم من عند خير الناس "...

كلمة قالها إنسان لم يصحب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يُعاشره ولم يُتاجر معه أو يسافر معه

أو حتى لم يخالط النبي صلى الله عليه وسلم ...

" جئتكم من عند خير الناس "...

قالها رجل لم يقرأ عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ولم يتصفح كُتب الشمائل ولم يدخل

مسجدا ولم يسمع خطبة ولم يُشاهد قناة تتحدث عن الحبيب صلى الله عليه وسلم ..

عَنْ جَابِرٍ‏ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ :" كُنَّا مَعَ
النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-بذاتِ الرِّقَاعِ، فإذا أتينا
على

شجرةٍ ظَلِيْلَةٍ تركناها للنَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فنزل رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، فتفرَّقَ

النَّاسُ في العَضَاةِ، يَستظلُّون بالشَّجرِ، ونَزَلَ رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- تحتَ شجرةٍ، فعلَّق

بها سيفَهُ‏. ‏قال جابرٌ‏:‏ فنمنا نومةً، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ المشركينَ‏: فاخترطَ سيفَ رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ

وسَلَّمَ-، فَقَالَ‏:‏ أتخافني‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏لا‏)‏، قال‏:‏ فمن يمنعك مني‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏الله‏)‏‏.‏ قال جابر‏:‏ فإذا رَسُولُ اللهِ-

صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- يدعونا، فجئنا، فإذا عنده أعرابي جالس‏. ‏فَقَالَ رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ

وسَلَّمَ-:‏ (‏إن هذا اخترط سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صَلْتًا‏.‏ فقال لي‏:‏ من يمنعك مني‏؟‏

قلت‏:‏ الله، فها هو ذا جالس‏)‏، ثم لم يعاتبه رَسُول اللهِ–صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-‏" .

وفي رواية أبي عوانة: "فسقط السيف من يده ، فأخذه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: من

يمنعك مني؟ قال: كن خير آخذ، قال: تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قال الأعرابي: أعاهدك

على ألا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فخلى سبيله، فجاء إلى قومه، فقال: جئتكم من عند

خير الناس "

فهو صلى الله عليه وسلم خير الناس وأفضل الناس وسيد الناس وإمام الأنبياء والمرسلين وسيد

الكونين والثقلين وحبيب الرحمان عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام ...

فليتأمل اللبيب العاقل الأريب في هذا الحديث ليجد :

ــ الصحابة يتركون الشجرة للنبي صلى الله عليه وسلم حُبا له صلى الله عليه وسلم وتكريما

وتشريفا لمقامه عليه الصلاة والسلام .

ــ النبي صلى الله عليه وسم لا يخاف من أحد ولا يخشى إلا الله تعالى .

ــ النبي صلى الله عليه وسلم كان له يقين تام لا يتزحزح على أن الله تعالى يمنعه ويعصمه من

الناس .

ــ حلم النبي صلى الله عليه وسلم وصفحه عن الرجل رغم أنه جاء ليقتله .

ــ حرص النبي صلى الله عليه وسلم على دعوة الرجل الى الله تعالى .

كل هذا جعل الرجل المشرك يقول :" أعاهدك على ألا أقاتلك ، ولا أكون مع قوم يقاتلونك ... جئتكم

من عند خير الناس "...


اللهم صل وسلم وبارك على الحبيب وعلى آله وصحبه والحمد لله رب العالمين