بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حسن الظن بالله
عن جابر بن عبد الله,رضي الله تعالى عنه,قال,سمعت رسول الله,صلى الله عليه وسلم,يقول قبل موته( لا يموت أحدكم إلا
وهو يحسن الظن بالله )صحيح أبي داود,وعن أبي هريرة,رضي الله تعالى عنه,قال,قال رسول الله,صلى الله عليه وسلم( إن الله
يقول,أنا عند ظن عبدي بي, وأنا معه إذا )صحيح مسلم,
وعنه رضي الله تعالى عنه قال,قال النبي,صلى الله عليه وسلم
(يقول الله تعالى, أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ
ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته
هرولة )صحيح البخاري,ومعنى حسن الظن بالله عز وجل هو ,إعتماد الإنسان المؤمن على ربه في أموره كلها ، ويقينه
الكامل وثقته التامة بوعد الله ووعيده ، واطمئنانه بما عند الله,يقول أحد الصالحين(استعمل في كل بلية تطرقك حسن الظن
بالله عز وجل,فإن ذلك أقرب للفرج )اعلم,أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك,واصبرعلى ما أصابك
واحذر من الجزع والتسخط ,تأكد أن اختيار الله لك خير من اختيارك لنفسك,مهما,كان حجم البلاء فلله في اقداره حكم
عظيمة( لا تحسبوه شراً لكم )كن,حسن الظن بالله جل وعلا,لا تقل لو ,لأنها تفتح عمل الشيطان, بل قل قدر الله وما شاء فعل،
وارفع يديك إلى ربك القريب المجيب,ومن درر السلف الصالح حول حسن الظن بالله,رأى إبراهيم بن أدهم رجلاً مهموماً فقال
له,أيها الرجل إني أسألك عن ثلاث تجيبني,قال الرجل,نعم,فقال له إبراهيم بن أدهم,أيجري في هذا الكون شيء لا يريده
الله,قال,كلا,قال إبراهيم,أفينقص من رزقك شيء قدره الله لك,قال,لا ,قال إبراهيم,أفينقص من أجلك لحظة كتبها الله لك في
الحياة,قال ,كلا ,فقال له إبراهيم بن أدهم,فعلام الهم إذاً,وكان عبد الله بن مسعود,رضي الله تعالى عنه يقول(والذي لا إله غيره
ما أُعطي عبد مؤمن شيئاً خير من حسن الظن بالله,عز وجل،والذي لا إله غيره لا يحسن عبد بالله,عز وجل,الظن إلا
أعطاه الله,عز وجل,ظنه،ذلك بأن الخير في يده )وعن عمار بن يوسف قال( رأيت حسن بن صالح في منامي فقلت,قد كنت
متمنياً للقائك ،فماذا عندك فتخبرنا به, فقال ,أبشر،فلم أرَ مثل حسن الظن بالله,عز وجل,شيئاً ,على العبد أن يحسن الظن بربه
في جميع الأحوال,فلقد بين جل وعلا أنه عند ظن العبد به ،أي أنه يعامله على حسب ظنه بربه ، ويفعل به ما يتوقعه منه من
خير أو شر,فكلما كان العبد حسن الظن بالله ، حسن الرجاء فيما عنده ، فإن الله لا يخيب أمله ولا يضيع عمله ، فإذا دعا الله عز
وجل,وظن أن الله سيجيب دعاءه ، وإذا أذنب وتاب واستغفر ظن أن الله سيقبل توبته ويقيل عثرته ويغفر ذنبه,وإذا عمل صالحاً
ظن أن الله سيقبل عمله ويجازيه عليه أحسن الجزاء,كل ذلك من إحسان الظن بالله,سبحانه وتعالى,وهكذا يظل العبد متعلقاً بجميل الظن بربه،وحسن الرجاء فيما عنده.