بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضل الله على خلقه
التجارة الرابحة مع الله,
بيننا وبين الله تجارة، والتجارة مع الله ما فيها خسارة، وأرباحها مضاعفة(هل أدلكم على تجارة
تنجيكم من عذاب أليم) وهذه المضاعفات إلى عشرة، إلى مائة، إلى سبعمائة، إلى أكثر من ذلك، والله يضاعف لمن
يشاء، أعمال قليلة من جهة الجهد والوقت، والأجر عظيم، وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن صلى الفجر وقعد
وقام ليدخل بيته فوجد جويرية رضي الله عنها من بعد الفجر جالسة كما هي، سألها(ما زلت على الحال التي فارقتك
عليها) قالت,نعم، قال(لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم( سبحان الله وبحمده عدد خلقه
ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته)الدنيا لأربعة, عبد رزقه الله مالاّ وعلماّ فهو يصل فيه رحمه، ويعرف حق الله,
والآخر رزقه الله علماّ، ولم يرزقه مالاّ لكنه قال,لو أن لي مال فلان لعملت بعمله فهما في الأجر سواء، عجيب هذا ما
عنده مال، وما الذي فعله, نية حسنة، وقال بلسانه, لو أن لي مال فلان لعملت بعمله، بنيت المساجد,وجعلت للأسر
والعوائل الرواتب الشهرية، ونحو ذلك من الأعمال الصالحة، قال(فهما في الأجر سواء)رواه ابن ماجه،ما الذي رفعه هذه
الرفعة، وهذا الأجر,حسن نيته(الحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماء والأرض)رواه
مسلم,كم تأخذ من الجهد,والوقت, الحمد لله حمداّ كثيراّ طيباّ مباركاّ فيه ,يتنافس عليها بضع وثلاثين ملكاّ يبتدرونها أيهم
يكتبها أولا، عبد قالها مرة مؤتجراّ مخلصاذ يبتغي وجه الله، ما هذا الكرم ما هذا الشرف، الله عز وجل يرسل ملائكته من
أجلنا، لتكتب أعمالنا، وترفع أقوالنا(إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه)ماذا يأخذ من الوقت والجهد أن يقول
الإنسان بعد الوضوء,أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، تفتح أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل،
الجنة التي عرضها السماوات والأرض،ما أكرمه ما أوهبه، ما أبره، سبحانه,عندما يقول نبينا صلى الله عليه وسلم(من
وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم ذنبه)رواه البخاري,وصيام يوم واحد، يوم عاشوراء يكفر سنة، ويوم
عرفة يكفر سنتين،إذا كان هذا في صيام النافلة عاشوراء وعرفة، يا ترى رمضان الواجب الفرض كم يكفر,وبالوضوء
تخرج الخطايا حتى تخرج آخر خطيئة مع آخر قطرة ماء، لمن نوى واحتسب، وأتقن الوضوء، وكذلك نجد أنه إذا قعد
بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس، وبعدها صلى ركعتين، أجر عمرة تامة تامة تامة,رواه الترمذي,وعندما تذهب إلى
الحرم لتصلي فريضة واحدة, يكتب الله لك بها مائة ألف صلاة ,من الصلاة في المساجد الأخرى،وفي المسجد النبوي
ألف صلاة، وصلاة ركعتين في مسجد قباء تعدل عمرة،وتشد الرحال إلى المسجد الحرام, والمسجد النبوي, والمسجد
الأقصى،أسس وقواعد التجارة مع الله,أولا, لا أجر بلا توحيد، فإذا كان العبد موحدا لله نال الأجور العظيمة, فإذا
كان أساسك قوياّ كان البنيان عالياّ مرتفعاّ، ولذلك مهما عمل الكافر والمشرك من الأعمال الخيرية ليس له مقابل عليها في
الآخرة يأخذه في الدنيا،من أولاد، صحة، منصب، شهرة، مال،لأن سلعة الله غالية، والجنة لا يعطيها لكافر ولا
مشرك،يوم القيامة مهما كان عنده من أعمال خيرية( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا)(والذين كفروا
أعمالهم كسراب بقيعة)ثانيا,لا أجر بلا عمل، فالذين لا يعملون بماذا سيؤجرون، والأعمال منها أعمال قلب ومنها
أعمال جوارح،لأن أعمال القلب فيها أجور عظيمة، الخشية، والإخلاص، والحياء من الله، والتوكل عليه، والخوف منه،
ورجاء ثوابه،إنه لا بد من الإخلاص في العمل، ولو حصل رياء أو سمعة ذهب العمل،فلا بد من الحذر من محبطات
الأعمال, كالمن، والعجب، والرياء،والمسلم يؤجر على الفعل والترك، حتى من كف شره عن الناس له أجر،تعدد الأعمال
وتعدد الأجور,من أنواع الأجور,تريد مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم والقرب منه فالذي يكفل يتيماّ ويعول أرملة يكون
بالقرب من النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة،أنت تكون في الطريق في السيارة يعاكسك شخص(من كظم غيظا ولو شاء
أن ينفذه أنفذه,يخيره الله من الحور العين يوم القيامة ما شاء)رواه الترمذي,تكظم غيظا عن خادم، عن سائق، عن مخطئ،
عن إنسان تجاوز عليك، تريد رفع المنزلة تواضع لله، تريد طول العمر وسعة الرزق صل رحمك، تريد أن تكون في
حراسة الله صل الفجر، تريد أن تصلي عليك الملائكة صل على النبي صلى الله عليه وسلم،تريد قصراّ في الجنة اقرأ قل
هو الله أحد,سورة الإخلاص, عشر مرات يبنى لك قصر في الجنة،كل شيء بمقابل، ما في أشياء تضيع عند الله( فمن
يعمل مثقال ذرة خيرا يره,ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )احمد ربك أنه جعلك من هذه الأمة، ولم تكن في أمم سابقة،
شرف وفخر أن نكون من أمة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ,
اللهم اغفر لنا الذنوب والسيئات، وكفر عنا الزلات، وضاعف لنا الحسنات، وأن تجعل أعمالنا خالصة لوجهك يا رب العالمين.