بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما في داعي لأن تكون الحياة الخاصة كتاباّ مكشوفاّ للجميع
السعادة الزوجية حلم كل فتاة مخطوبة,وهدف كل زوجة, يستحق أن نبذل فيه قصارى جهدنا,وحتى يؤتى هذا الجهد ثماره
علينا أن نعي ما يحيط به من أخطاء وما يهدده,وأحد أخطر هذه الأخطاء هو,إفشاء الأسرار,فأسرار البيت أمانة يجب عليك
المحافظة عليها,وتفريطك بها يذهب ثقة زوجك بك,فاحذري أن تكون أسرار بيتك موضوعاّ لثرثرتك أو فضفضتك,كما قد يخيل
إليك وتظني أن صديقتك ستحفظ سرك الذي ضاق به صدرك,
فإن حفظك لسر بيتك مطلب شرعي تتعبدين لله به خصوصًا
علاقتك الخاصة بزوجك,كل البيوت لا بد ان تمر بزوبعة من المشكلات الخاصة التي سرعان ما تتلاشى ,ولكن نجد بعض
النساء إذا حلت بهن مشكلة قمن بإذاعتها ونشرها بين الأهل والأصدقاء بحجة المشورة وطلب الرأي أو بحجة الفضفضة عن
النفس,ويقمن أثناء السرد بإخراج ما في جعبتهن من مساوئ الزوج مع إخفاء المحاسن طبعاّ,فترتسم في الأذهان صوره
مشوهه لذلك الزوج المسكين مما يؤدي إلى نفور الأهل والأصدقاء منه وقد تعود المياه إلى مجاريها بين الزوجين وذلك
في الغالب ولكن الصورة السيئة لذلك الزوج تضل تعشش في الأذهان,ولكن كيف تعود تلك المرأة الى ممارسة حياتها
الطبيعية بصدق بعد ما أذاعت كل أسرارها وأصبحت حياتها قصة على كل الشفاه ,إذاّ المرأة العاقلة هي التي تحفظ أسرارها
الزوجية وتقوم بحلها بينها وبين زوجها بعيداَ عن العيون المتطفلة,عن أسماء بنت يزيد ,أنها كانت عند رسول الله صلى
الله عليه وسلم,والرجال والنساء قعود عنده فقال,لعل رجلاً يقول ما يفعله بأهله ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها,فأرم
القوم,أي,سكتوا ولم يجيبوا,فقالت,إي والله يا رسول الله إنهن ليفعلن وإنهم ليفعلون,قال,فلا تفعلوا فإنما مثل ذلك مثل شيطان
لقى شيطانة فغشيها والناس ينظرون,الراوي أسماء بنت يزيد,المحدث الألباني,المصدر صحيح,انظرا إلى هذا التشبيه
العجيب من الرسول صلى الله عليه وسلم,عما فعله مع أهله، وما تفعل مع زوجها من أسرار الفراش لقد شبهها النبي صلى
الله عليه وسلم بأنهما مثل شيطان لقي شيطانة في الطريق فقضى حاجته منها والناس ينظرون,وهذا الحديث في قوله صلى
الله عليه وسلم ( فلا تفعلوا ) النهي, قال الله تعالى(والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون,أولئك في جنات مكرمون)من الأمانة
أن يحفظ المرء كلام من يحدثه حديثاّ,وهو يعتبره من الأسرار، وإن للفراش أسراراّ يجب أن تحاط بسياج من الكتمان والله حيي
ستير يحب الحياء والستر,والخيانة عكس الأمانة ،ضرره أكثر من نفعه,يؤكد علماء النفس,أن ترويح الزوجة عن نفسها
بالفضفضة إلى صديقاتها ونشر أسرار بيتها غالباّ ما يصنع من القلق أكثر مما يجلب من الراحة,صحيح أن الراحة قد
تكون آنية وعاجلة,لكن القلق حتماّ سيظهر بعد أن تنتشر هذه الأسرار وتجني الزوجة الندم والخسران,فلا أحد من الرجال
يستريح لإفشاء أسرار حياته الزوجية,الأسرار أنواع ودرجات,أسرار البيت ليست على درجة واحدة من
الأهمية,فهناك أسرار العلاقة الخاصة بين الزوجين وهذه يجب أن تحتفظ بها الزوجة في بئر عميق داخل نفسها,وكذلك
الزوج,وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من إفشاء هذه الأسرار,وهناك الأسرار المتعلقة بالخلافات بين الزوجين وهذه
تقدر بقدرها والزوجة العاقلة هي التي تحفظ هذه الأسرار ولا تنقل منها إلا ما يعالج المشكلة,ولكن ليس إلى صديقاتها أو
قريباتها بل إلى من تتوسم فيهم الحكمة ليحققوا النصيحة الإلهية(فابعثوا حكماّ من أهله وحكماّ من أهلها إن يريدا إصلاحاّ يوفق
الله بينهما)وهناك الأسرار المتعلقة بخصوصيات البيت,وهذه أيضاّ لا يجوز نشرها حتى لا تصبح الأسرة كتاباّ مكشوفاّ أمام الآخرين.