في احدى ليالي يناير الباردة كان الثلج يتساقط و كل الطرق اغلقت بسبب تراكم الثلوج, لم يستطيع أحد ان يخرج من منزله, والكل قابع حول المدافئ ,في هذه الليلة اعود بذاكرتي الى يوم وفاة والدتي ,مر على وفاتها عشر سنوات, رغم الحزن الذي بداخلي , الاّ انني لازلت قادرة على ان اتذكر ماذا جرى لي بعد وفاتها ,كان يجب ان اقوم بخطوة لم اكن أعلم ان كانت خطوة صحيحة سترفعني الى فوق ,ام هي خطوة خاطئة لو لم اقدم عليها كان أفضل لي ,كان لابد ان اكسر حواجز الخوف التي كانت بداخلي ,كان يجب ان اقضي على كل لحظة حزن مرت في حياتي و اتابع مسيري نحو الامام , كنت اعلم اني سأتعثر كثيراً,و لكن ما أملكه من الاصرار يساعدني على ان اواجه قدري .
امي امرأة شامية اصيلة ,ولكنها لا تملك القدرة على المواجهة لذلك سكنت في غرفة في منزل خالي بعد وفاة والدي و رضخت للامر الواقع, لم يترك والدي قبل وفاته ما يكفيها لذلك اتطرت للعمل حتى تقوم بتربيتي ,على الرغم من انه من عائلة كويتية ثرية جداً , الا انه ترك الكويت و بدأ اعماله في سوريا معتمداً على ذاته , لكن الحظ لم يحالفة فقد خسر كل امواله بالبورصة مات على اثرها بالذبحة الصدرية ,علمت انه لايزال عندي ارث والدي و لي الحق بالحصول عليه , فقد سئمت من الفقر اريد ان أحيا حياة فارهة .
بعد اسبوع من وفاة والدتي استيقظت باكراً لحزم حقائبي, طلبت الاذن من خالي للسماح لي بالسفر , رغم انه كان معارضاً , وحذرني من المشاكل التي سأقابلها لكنني كنت مصرة جداً فاتطر للسماح لي بالذهاب الى هناك و أخبني انه سيجعل ابنه رياض الذي يعمل بالكويت يهتم لأموري وأنه سيساعدني للبحث عن اهل والدي , و سيعتني بي في ذلك البلد الغريب, ركبت الطائرة و توجهت الى رحلة المتاعب في بلد لم اعلم ماذا سيحدث لي بها, الحقيقة انني اعتبرتها بلاد العجائب , لان بنظري الكثير من العجائب تنتظرني .
و انا في الطائرة كنت افكر ,كيف سيستقبلونني عندما يروني ,كيف هي عائتلي الجديدة,افكارٌ تأخذني و أفكار تعيدني, عندما وصلت الى مطار الكويت وجدت ابن خالي رياض بانتظاري , سلمت عليه ,كنت مسرورة لوجوده فانا لن اشعر بالغربة وهو موجود معي بنفس البلد , أخذني بعدها رياض الى الفندق لاستريح ,وبعدها أوصلني الى بيت عمي , ونحن بالطريق كان يحدثني عن عمي ناصر بأنه رجل لا يعرف الرحمة فهو يدير مجموعة العزيزي بطرقة ناجحة ,ولكنه لا يتهاون مع من يخطئ , و نظر لي و أكمل حديثه ,لي صديق يعمل في مجموعة العزيزي و دائما يشتكي من ضغط العمل و المجهود الذي يبذله ومن ادارتهم القاسية , طوال الطريق كان ينتابني الفضول لارى من هم عائلة العزيزي ,عندما وصلنا الى العنوان , لم اجد منزلا عاديا بل كان قصرا لا يظهر الا بالأحلام , على الاقل بالنسبة لي .
رأيت البوّاب الذي يقف ليحرس الباب الخارجي , عندما راني سالني ما الذي اريده , في الحقيقة ارتبط لساني و لم اعرف ماذا اقول , لم اكن اعرف ماهو اسم زوجة عمي او من يقطن في هذا المنزل , هل هو منزل العائلة, لذلك قلت للبواب اريد صاحبة المنزل في موضوع حياة او موت , عندما سمع البواب تلك العبارة ركض ليخبر صاحبة المنزل, يا تُرى من الذي سيقابلني اهي زوجة عمي ام العمة بدرية !
هنيهة و ظهرت سيدة لتسألني ماذا اريد ؟لقد عرَفْتها هي العمة بدرية ,شاهدتُ صورها مع ابي كان يخبرني عنها دائماً ,لم تتغير ملامحها كثيراً لولا ان سنوات العمرقد مرت عليها الاّ انها كما هي , نظرتْ لي وقالت ماذا تريدين يا ابنتي , شجعني لقاؤها لي أن افتح حقيبتي و اخرج شهادة ميلادي لأقدمها لها , عندما قرأتْ الاسم ,راوية ماجد محمد العزيزي ,نظرتْ لي و دمعت عينيها و قالت , ابنة ماجد تعالي الى حضن عمتك , بداية مبشرة بالخير , لكنني تعجبت مادامت المسألة سهلة هكذا لماذا امي تركت الجمل بما حمل و انهزمت , بقيتُ احدث العمة بدرية عن احوالي و ماذا جرى لي بعد وفاة ابي و اخبرتها ان امي توفيت , كان في بعض حديثي نوع من الاستعطاف , و هي كانت مشدودة جداً لكلامي , بل أنها حزنت على وفاة والدتي.
بقيت جالسة معها الى ان اتى الجميع ,عرفتني عليهم جميعاً اولاد عمي ناصر الثلاثة أكبرهم منذر ,كما عرفتني على ابنها و ابنتها ,ابنتها كانت تشبهها كثيراً , وبعد قليل وقبل موعد الغداء جاء كبير العائلة عمي ناصر ,الجميع كان مندهشاً لرؤيتي ,الا ان عمي ناصر كان ينظر الي و كأنه يعرفني , لم يكن مندهشاً مثل البقية , و كانت تلك النظرة ممزوجة ببعض الكره الذي لم اعرف سببه ,قامت العمة بدرية بتعريف عمي بي و قامت باعطائه شهادة ميلادي , لكن كان رد عمي ان قال : هذه الشهادة لا تثبت اي شيئ , فقد تكون مزورة ! يجب ان افحص تلك الاوراق لأتاكد, رغم انني متأكدة من ثقتي التامة من هوتي الا انني قلت له , انه لا مانع عندي أن تتأكد .
استأذنت من عمتي لاذهب الي الفندق , لكنني تمنيت ان تعزم علي للمكوث في بيتهم , فأصرت عمتي ان ابقى لاتغدى معهم , لم امانع فهذا ما كنت اريده , توجهنا الى غرفة الطعام , ليست غرفة بل قاعة تتسع لعشرين فرداً,و كانت الطاولة تزدحم بالاطعمة , كنت أنوي التعليق على موائد الرحمن لكن صمطتُ لانه ليس من اللائق ان اكون وقحة في اول تعارف لنا , منظر الاطعمة على المائدة جعلني اشعر بالشبع لذلك لم آكل و لا لقمة كنت احدق بكل واحد منهم , فجاءت عيني بعين عمي , فقال لي: الم يخبرك احد ان تنظري امامك و انت تتناولين طعامك, احرجني فبقيت انظر الى طبقي الذي امامي .
بعد الانتهاء من تناول الطعام جلست مع عمي و عمتي فبدأ يسألني رغم ان اسئلته تدل على يقين معرفته بي , و في نهاية الحديث اخبرني هل يوجد مكان تتوجهين اليه , قلت له لا يوجد سوا الفندق , لذلك امرني بالمكوث عندهم .
ياه سادفن ايام الفقر ,رافقتني الخادمة الى غرفتي , ما هذا !هذه الغرفة بحجم بيت خالي احسان , ماهذا السرير انه يتسع لثلاث اشخاص , هل سانام دون ان يشاركني احد بالغرفة و السرير, لكن استأذنت منهم للذهاب الى الفندق لكي احضر حجاتي من هناك , كان ذهابي للفندق لأرى ابن خالي و اخبره كل ماحدث معي , عندما قابلت ابن خالي , اعطاني هاتفاً محمولاً , و خزن عليه رقمه لكي يظل يطمئن علي . لم اكن احتاج لهذا الهاتف كثيراً فأنا على يقين ان عمتي بدرية ستقوم باعطائي هاتفا من أحدث الموديلات , لذلك خبأت الهاتف الذي اعطاني اياه ابن خالي لأنني لن احتاجه .
بعد اسبوع من المكوث في بيت العائلة (عائلتي) اصبحت اتقرب من الجميع , ابناء عمي و عمتي , و تعرفت ايضا على زوجة عمي انها سيدة متعجرفة , و دائما تتحدث معي بتعالٍ كبير .
لذلك بتُ اجلس كثيراً مع عمتي بدرية , كانت دائما تسالني عن ابي , و كنت اشعر انها كانت تأسى على فراقه .
الغريب بالموضوع انني خلال الاسبوع لم اتحدث مع عمي و كانه كان يتجنب فكرة الحديث معي , مع العلم انه من المفروض أنه يشك بكوني ابنة اخيه , و يجب ان يطرح علي الاسئلة ليتأكد من اني لست نصابة .
قررت العمل فانا حاصلة على شهادة جامعية في الادب الانجليزي , لكن ذلك الموضوع لم ينال الموافقة ,اقترحت على عمتي الذهاب الى السوق لأتمشى و اشتري كل ما احتاجه , اخبرتني انني استطيع ان اضيع وقتي بكثير من الامور , المهم ان لا افكر بالعمل .
اصبحت كل يوم اذهب الى احد المقاهي في احد المراكز التجارية( المول)و اخذ الحاسوب المحمول( اللابتوب)و احاول ان اتسلى ,صرت احد زبائن هذا المقهى , وطلبي معروف بالنسبة للنادل .
في يوم و كالعادة جلست على نفس الطاولة و جائني النادل بطلبي , عندما جلستُ رأيت اثنان يجلسان على أحد المقاعد,عندما التفت نحوهم رايت احدهم يراقبني و حتى ان عيناه خرقت عيني كما لو كانت سهماً, خجلت و لم أرفع عيني من على الحاسوب , كل يوم اذهب الى هذا المقهى اجده موجودٌ ايضاً , اعلم انها ساعة استراحة للموظفين في الشركات الخاصة , بتٌ أشعر بالسعادة لتواجدي معه في نفس المكان , اصبحت اتبادل معه النظرات , فجأة وجدت من يضرب على طاولتي بيديه و يصرخ في وجهي , انه منذر ابن عمي ناصر و لكن لماذا؟ حاولت ان استفسر منه عن سبب صراخه فامسكني من شعري و بدا بضربي , اصبحت اصرخ , فجاء اقترب ذلك الشاب من منذر و قال له ليس من اللياقة و الادب ان يضرب الشاب فتاة , طلبَ منه ان يتركني , استجاب لطلبه و تركني و لكن ليدخل الاثنين بعراك شديد صديق الشاب اخذني بعيدا حتى لا أتاذى, و لكنني كنت مشغولة على ذلك الشاب فمن كلامه يبدو انه ليس كويتي الجنسية وعندما تحدثت أكثر مع صديقه عرفت انه أردني و ان النخوة الاردنية ظهرت ,لكن قلت لصديقه ماذا سيحدث فاخبرني أنه عراكٌ بين شباب سيأتي الامن و ياخذهم, نظرت له و قلت دائما يحدث معكم مشاجرات! ضحك و قال لي لا لا هذه اول مرة و لكنها تستحق العناء, خجلت منه و انزلت رأسي الى الارض فلست معتادة على المجاملات, طلبت منه رقم هاتف ذلك الشاب لاطمئن عليه ابتسم و اعطاني الرقم , عدت الى المنزل , و انا مرتعبةٌ مما حدث, ماذا سيخبرهم منذر
و بعد ساعة كاملة جاء عمي ومعه منذر كان الصراخ يملأ ارجاء المنزل , تاتي الخادمة فتطلب مني ان انزل من غرفتي لان عمي يطلبني, للحظة كان قلبي سيتوقف عن النبض , نزلت من غرفتي و توجهت نحو غرفة المكتب و هناك رايت عمي يسرع في اغلاق الخزنة و كانه لا يريد ان يرى احدٌ تلك الخزنة , و عندما دخلت كان يرمقني بنظرة غضب , فقلت له ماذا جرى ,فنادى عمتي و زو جته و حذرهم من السماح لي بالخروج من البيت , و صرخ في وجهي ان اصعد الى غرفتي و لا اخرج منها الاّ في اوقات تناول الطعام .
و للحديث بقية ان كانت قصتي قد أعجبتكم سأضع البقية بعد قراءة التعليقلت
نهى صبح في احدى ليالي يناير الباردة كان الثلج يتساقط و كل الطرق اغلقت بسبب تراكم الثلوج, لم يستطيع أحد ان يخرج من منزله, والكل قابع حول المدافئ ,في هذه الليلة اعود بذاكرتي الى يوم وفاة والدتي ,مر على وفاتها عشر سنوات, رغم الحزن الذي بداخلي , الاّ انني لازلت قادرة على ان اتذكر ماذا جرى لي بعد وفاتها ,كان يجب ان اقوم بخطوة لم اكن أعلم ان كانت خطوة صحيحة سترفعني الى فوق ,ام هي خطوة خاطئة لو لم اقدم عليها كان أفضل لي ,كان لابد ان اكسر حواجز الخوف التي كانت بداخلي ,كان يجب ان اقضي على كل لحظة حزن مرت في حياتي و اتابع مسيري نحو الامام , كنت اعلم اني سأتعثر كثيراً,و لكن ما أملكه من الاصرار يساعدني على ان اواجه قدري .
امي امرأة شامية اصيلة ,ولكنها لا تملك القدرة على المواجهة لذلك سكنت في غرفة في منزل خالي بعد وفاة والدي و رضخت للامر الواقع, لم يترك والدي قبل وفاته ما يكفيها لذلك اتطرت للعمل حتى تقوم بتربيتي ,على الرغم من انه من عائلة كويتية ثرية جداً , الا انه ترك الكويت و بدأ اعماله في سوريا معتمداً على ذاته , لكن الحظ لم يحالفة فقد خسر كل امواله بالبورصة مات على اثرها بالذبحة الصدرية ,علمت انه لايزال عندي ارث والدي و لي الحق بالحصول عليه , فقد سئمت من الفقر اريد ان أحيا حياة فارهة .
بعد اسبوع من وفاة والدتي استيقظت باكراً لحزم حقائبي, طلبت الاذن من خالي للسماح لي بالسفر , رغم انه كان معارضاً , وحذرني من المشاكل التي سأقابلها لكنني كنت مصرة جداً فاتطر للسماح لي بالذهاب الى هناك و أخبني انه سيجعل ابنه رياض الذي يعمل بالكويت يهتم لأموري وأنه سيساعدني للبحث عن اهل والدي , و سيعتني بي في ذلك البلد الغريب, ركبت الطائرة و توجهت الى رحلة المتاعب في بلد لم اعلم ماذا سيحدث لي بها, الحقيقة انني اعتبرتها بلاد العجائب , لان بنظري الكثير من العجائب تنتظرني .
و انا في الطائرة كنت افكر ,كيف سيستقبلونني عندما يروني ,كيف هي عائتلي الجديدة,افكارٌ تأخذني و أفكار تعيدني, عندما وصلت الى مطار الكويت وجدت ابن خالي رياض بانتظاري , سلمت عليه ,كنت مسرورة لوجوده فانا لن اشعر بالغربة وهو موجود معي بنفس البلد , أخذني بعدها رياض الى الفندق لاستريح ,وبعدها أوصلني الى بيت عمي , ونحن بالطريق كان يحدثني عن عمي ناصر بأنه رجل لا يعرف الرحمة فهو يدير مجموعة العزيزي بطرقة ناجحة ,ولكنه لا يتهاون مع من يخطئ , و نظر لي و أكمل حديثه ,لي صديق يعمل في مجموعة العزيزي و دائما يشتكي من ضغط العمل و المجهود الذي يبذله ومن ادارتهم القاسية , طوال الطريق كان ينتابني الفضول لارى من هم عائلة العزيزي ,عندما وصلنا الى العنوان , لم اجد منزلا عاديا بل كان قصرا لا يظهر الا بالأحلام , على الاقل بالنسبة لي .
رأيت البوّاب الذي يقف ليحرس الباب الخارجي , عندما راني سالني ما الذي اريده , في الحقيقة ارتبط لساني و لم اعرف ماذا اقول , لم اكن اعرف ماهو اسم زوجة عمي او من يقطن في هذا المنزل , هل هو منزل العائلة, لذلك قلت للبواب اريد صاحبة المنزل في موضوع حياة او موت , عندما سمع البواب تلك العبارة ركض ليخبر صاحبة المنزل, يا تُرى من الذي سيقابلني اهي زوجة عمي ام العمة بدرية !
هنيهة و ظهرت سيدة لتسألني ماذا اريد ؟لقد عرَفْتها هي العمة بدرية ,شاهدتُ صورها مع ابي كان يخبرني عنها دائماً ,لم تتغير ملامحها كثيراً لولا ان سنوات العمرقد مرت عليها الاّ انها كما هي , نظرتْ لي وقالت ماذا تريدين يا ابنتي , شجعني لقاؤها لي أن افتح حقيبتي و اخرج شهادة ميلادي لأقدمها لها , عندما قرأتْ الاسم ,راوية ماجد محمد العزيزي ,نظرتْ لي و دمعت عينيها و قالت , ابنة ماجد تعالي الى حضن عمتك , بداية مبشرة بالخير , لكنني تعجبت مادامت المسألة سهلة هكذا لماذا امي تركت الجمل بما حمل و انهزمت , بقيتُ احدث العمة بدرية عن احوالي و ماذا جرى لي بعد وفاة ابي و اخبرتها ان امي توفيت , كان في بعض حديثي نوع من الاستعطاف , و هي كانت مشدودة جداً لكلامي , بل أنها حزنت على وفاة والدتي.
بقيت جالسة معها الى ان اتى الجميع ,عرفتني عليهم جميعاً اولاد عمي ناصر الثلاثة أكبرهم منذر ,كما عرفتني على ابنها و ابنتها ,ابنتها كانت تشبهها كثيراً , وبعد قليل وقبل موعد الغداء جاء كبير العائلة عمي ناصر ,الجميع كان مندهشاً لرؤيتي ,الا ان عمي ناصر كان ينظر الي و كأنه يعرفني , لم يكن مندهشاً مثل البقية , و كانت تلك النظرة ممزوجة ببعض الكره الذي لم اعرف سببه ,قامت العمة بدرية بتعريف عمي بي و قامت باعطائه شهادة ميلادي , لكن كان رد عمي ان قال : هذه الشهادة لا تثبت اي شيئ , فقد تكون مزورة ! يجب ان افحص تلك الاوراق لأتاكد, رغم انني متأكدة من ثقتي التامة من هوتي الا انني قلت له , انه لا مانع عندي أن تتأكد .
استأذنت من عمتي لاذهب الي الفندق , لكنني تمنيت ان تعزم علي للمكوث في بيتهم , فأصرت عمتي ان ابقى لاتغدى معهم , لم امانع فهذا ما كنت اريده , توجهنا الى غرفة الطعام , ليست غرفة بل قاعة تتسع لعشرين فرداً,و كانت الطاولة تزدحم بالاطعمة , كنت أنوي التعليق على موائد الرحمن لكن صمطتُ لانه ليس من اللائق ان اكون وقحة في اول تعارف لنا , منظر الاطعمة على المائدة جعلني اشعر بالشبع لذلك لم آكل و لا لقمة كنت احدق بكل واحد منهم , فجاءت عيني بعين عمي , فقال لي: الم يخبرك احد ان تنظري امامك و انت تتناولين طعامك, احرجني فبقيت انظر الى طبقي الذي امامي .
بعد الانتهاء من تناول الطعام جلست مع عمي و عمتي فبدأ يسألني رغم ان اسئلته تدل على يقين معرفته بي , و في نهاية الحديث اخبرني هل يوجد مكان تتوجهين اليه , قلت له لا يوجد سوا الفندق , لذلك امرني بالمكوث عندهم .
ياه سادفن ايام الفقر ,رافقتني الخادمة الى غرفتي , ما هذا !هذه الغرفة بحجم بيت خالي احسان , ماهذا السرير انه يتسع لثلاث اشخاص , هل سانام دون ان يشاركني احد بالغرفة و السرير, لكن استأذنت منهم للذهاب الى الفندق لكي احضر حجاتي من هناك , كان ذهابي للفندق لأرى ابن خالي و اخبره كل ماحدث معي , عندما قابلت ابن خالي , اعطاني هاتفاً محمولاً , و خزن عليه رقمه لكي يظل يطمئن علي . لم اكن احتاج لهذا الهاتف كثيراً فأنا على يقين ان عمتي بدرية ستقوم باعطائي هاتفا من أحدث الموديلات , لذلك خبأت الهاتف الذي اعطاني اياه ابن خالي لأنني لن احتاجه .
بعد اسبوع من المكوث في بيت العائلة (عائلتي) اصبحت اتقرب من الجميع , ابناء عمي و عمتي , و تعرفت ايضا على زوجة عمي انها سيدة متعجرفة , و دائما تتحدث معي بتعالٍ كبير .
لذلك بتُ اجلس كثيراً مع عمتي بدرية , كانت دائما تسالني عن ابي , و كنت اشعر انها كانت تأسى على فراقه .
الغريب بالموضوع انني خلال الاسبوع لم اتحدث مع عمي و كانه كان يتجنب فكرة الحديث معي , مع العلم انه من المفروض أنه يشك بكوني ابنة اخيه , و يجب ان يطرح علي الاسئلة ليتأكد من اني لست نصابة .
قررت العمل فانا حاصلة على شهادة جامعية في الادب الانجليزي , لكن ذلك الموضوع لم ينال الموافقة ,اقترحت على عمتي الذهاب الى السوق لأتمشى و اشتري كل ما احتاجه , اخبرتني انني استطيع ان اضيع وقتي بكثير من الامور , المهم ان لا افكر بالعمل .
اصبحت كل يوم اذهب الى احد المقاهي في احد المراكز التجارية( المول)و اخذ الحاسوب المحمول( اللابتوب)و احاول ان اتسلى ,صرت احد زبائن هذا المقهى , وطلبي معروف بالنسبة للنادل .
في يوم و كالعادة جلست على نفس الطاولة و جائني النادل بطلبي , عندما جلستُ رأيت اثنان يجلسان على أحد المقاعد,عندما التفت نحوهم رايت احدهم يراقبني و حتى ان عيناه خرقت عيني كما لو كانت سهماً, خجلت و لم أرفع عيني من على الحاسوب , كل يوم اذهب الى هذا المقهى اجده موجودٌ ايضاً , اعلم انها ساعة استراحة للموظفين في الشركات الخاصة , بتٌ أشعر بالسعادة لتواجدي معه في نفس المكان , اصبحت اتبادل معه النظرات , فجأة وجدت من يضرب على طاولتي بيديه و يصرخ في وجهي , انه منذر ابن عمي ناصر و لكن لماذا؟ حاولت ان استفسر منه عن سبب صراخه فامسكني من شعري و بدا بضربي , اصبحت اصرخ , فجاء اقترب ذلك الشاب من منذر و قال له ليس من اللياقة و الادب ان يضرب الشاب فتاة , طلبَ منه ان يتركني , استجاب لطلبه و تركني و لكن ليدخل الاثنين بعراك شديد صديق الشاب اخذني بعيدا حتى لا أتاذى, و لكنني كنت مشغولة على ذلك الشاب فمن كلامه يبدو انه ليس كويتي الجنسية وعندما تحدثت أكثر مع صديقه عرفت انه أردني و ان النخوة الاردنية ظهرت ,لكن قلت لصديقه ماذا سيحدث فاخبرني أنه عراكٌ بين شباب سيأتي الامن و ياخذهم, نظرت له و قلت دائما يحدث معكم مشاجرات! ضحك و قال لي لا لا هذه اول مرة و لكنها تستحق العناء, خجلت منه و انزلت رأسي الى الارض فلست معتادة على المجاملات, طلبت منه رقم هاتف ذلك الشاب لاطمئن عليه ابتسم و اعطاني الرقم , عدت الى المنزل , و انا مرتعبةٌ مما حدث, ماذا سيخبرهم منذر
و بعد ساعة كاملة جاء عمي ومعه منذر كان الصراخ يملأ ارجاء المنزل , تاتي الخادمة فتطلب مني ان انزل من غرفتي لان عمي يطلبني, للحظة كان قلبي سيتوقف عن النبض , نزلت من غرفتي و توجهت نحو غرفة المكتب و هناك رايت عمي يسرع في اغلاق الخزنة و كانه لا يريد ان يرى احدٌ تلك الخزنة , و عندما دخلت كان يرمقني بنظرة غضب , فقلت له ماذا جرى ,فنادى عمتي و زو جته و حذرهم من السماح لي بالخروج من البيت , و صرخ في وجهي ان اصعد الى غرفتي و لا اخرج منها الاّ في اوقات تناول الطعام .
و للحديث بقية ان كانت قصتي قد أعجبتكم سأضع البقية بعد قراءة التعليقلت
نهى صبح 23/6/2012