قيمة الإنسان
البشرية لا تعرف ميزاناً عادلاً للرجال.
وأكثر ما تقيس الرجل بما في يديه.
من عاش قُوِّم بما ملك.
ومن مات تساءلوا عمَّا ترك.
وقد اعترض اليهود على "طالوت" - الذي اختاره الله ملكاً عليهم - لأنه لم يؤت سعة من المال!
قال تعالى: {قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ}
(سورة البقرة آية 248)
إن مقياس الرجال عند اليهود - وعند المادِّيَّة في كل عصر - هو المال.
فلما جاء الإسلام قرّر ميزاناً جديداً للرجال.
جعل الرجل بما في قلبه {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (سورة الحجرات آية 13)
* إن الرجل الخسيس لا يرفع من خِسَّته أن يملك خزائن الأرض.
قال تعالى: {وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى}
(سورة الليل آية 11)
* "إن صاحبَ العرشِ عظيمٌ، فهو لا يرفعُ إليه خَسيساً.
وهو غنيٌّ فهو لا يكرم أحداً من أجل ما يملك".
* وأبو لهب عندما انحرف عن الكفر {مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ}
(سورة المسد آية 2)
* وإذا لم يصادف ثراءُ اليدِ كرمَ النفسِ فلا خلود ولا كرامة.
قال تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ} (أول سورة الهمزة)
إنَّ الخلود لا يشترى بالمال. وأي مقياس للرجال بغير التقوى خطأ عظيم.
قال تعالى: {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ}
(سورة سبأ آية 38)
إن مقياس الرجال في الإسلام إيمان وخلق.
فمن تمتع بهما فلا يضرُّه أن يملك الدنيا. ولا يَنقصُ من قدره كفاف العيش