السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
حياكم الله وبياكم ..
وسدد على طريق الحق خطاي وخطاكم ..
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم ..
أن يجمعني وإياكم في دار كرامته إخواناً على سرر متقابلين ..
أسأله سبحانه أن يغفر ذنب المذنبين ..
ويقبل توبة التائبين ..
وأن يدل الحيارى ..
ويهدي الضالين ..
ويغفر للأحياء وللميتين ..
إلى فتاة تريد التوبة
.أخيتي : استعيني بالله ، ثم بصحبة الصالحات
، واصدقي مع الله ، وألحي عليه بالدعاء،
ومن يحول بينك وبين التوبة بعد ذلك ،
واعلمي أن أعظم دلالات صدق التوبة الندم الذي يجعل القلب منكسراً أمام الله ،
وَجِلاً من عذاب الله ،
هل سمعت يا أختاه ،قصة الغامدة العجيبة ،
أخرجها مسلم في صحيحه فاسمعي لهذه المرأة المؤمنة لقد زنت ،
نعم أخطأت وغفلت عن رقابة الله للحظات ،
لكن حرارة الإيمان ، وخوفها من الرحمن ،
أشعلت قلبها ، وأقظت مضجعها،فلم يهدأ بالها،ولم يقر قرارها :
عصيـت ربي وهـو يــرني كيــف ألقـاه وقد نهــاني
? وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ?
حَرُ المعصيـة تَتَأجَـج نـاراً في قلـبهـا
وأقلقـها كِبْـرُ الكبيرة في عينــهـا
وقبح الفاحشة يستــعر في صـدرهـا
حتى لم تقنع بالتـوبة بينـها وبين ربهــا
فقالت :أصبت حداً فطهرني !! عجبـاً لها
ولشــأنهـــا
هي محصنـة وتعلم أن الرجم بالحجـارة
حــتى المــوت هـــو حدهــا
فينصرف عنها الحبيب ? يمنة ويسرة ويردها
وفي الغـد تأتي لتقـدم له الدليـل على فعلها
لِمَ تَرُدُّنِـي؟ لَعَلَّكَ أَنْ تَرُدَّنِي كَمَا رَدَدْتَ مَاعِزًا فَوَاللَّهِ إِنِّي لَحُبْلَى من الزنا.فقال لها :
:" اذْهَبِي حَتَّى تَلِدِي "
فيـا عجـباً لأمرهــا
تمضـي الشهور والشهور ولم تخمد النار في قلبها
فأتـت بالصـبي في خـرقة تتعجــل أمـرها
هـا قــد ولــدتُهُ فطـهرني،عجـباً لهــا
قال:" اذْهَبِي فَأَرْضِعِيهِ حَتَّى تَفْطِمِيهِ " واهـاً لهـا
سنـة ،سنـتان ولم يَطْــفَـأْ حــرَّهـــا
فَلَمَّا فَطَمَتْهُ أَتَتْ بِالصَّبِيِّ وفِي يَدِهِ كِسْرَةُ خُبْزٍ دليلاً لها
وقالت : قَـدْ فَطَمْـتُهُ وَأَكَـلُ الطَّعَـامِ برهانهــا
فَـدَفَعَ الصَّبِيَّ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِـينَ ثُمَّ أَمَرَ بِهَا
فَحُفِــرَ لَهَــا إِلَى صَــدْرِهَــا
وَأَمَــرَ النَّــاسَ بــرجمـهـــا
فَيُقْبِلُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِحَجَرٍ فَرَمَى رَأْسَهَا
فَتَنَضَّحَ الدَّمُ عَلَى وَجْـهِ خَالِدٍ فَسَبَّــهَا
فَسَمِعَ نَبِيُّ اللَّهِ ? سَبَّهُ إِيَّاهَا فَقَالَ:
"مَهْلًا يَا خَالِدُ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ تَمَّ قَسْمُهَا عَلَى سَبْعِيْن مِنْ أَهْلِ الْمَدِيْنَةِ لَوَسِعَتْهُم "
ثُـمَّ أَمَـرَ بِهَــا
فَصَلَّـى عَلَيْهَــا وَدُفِنَتْ.
أفلا نعجب من حالها ؟
حولين كاملين وحرارة المعصية تلسع فؤادها
وتُحـرق قلبهـا
وتُعـذب ضميرها
فهنيـئـاً لهــا
إنه الخوف من ربها
من لم يبتْ والحبُّ حشو فؤاده لم يدر كيف تُفتت الأكبادُ
إنها قصة عجيبة تعلمنا " أن كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون "
، لكنها التوبة الصادقة ،من القلب الصادق .
وأنتِ أخيتي مسلمة عربية لها عادات وتقاليد ،
ومن مجتمعات محافظة ، فمهما حاولت التمرد على كل هذا ،
نعم .. مهما ابتعدتِ ، حتى لو تركتِ الصلاة ،
حتى لو أفطرتِ في نهار رمضان
حتى لو خلعتِ عنك جلباب الحياء والعفة ،
حتى ولو استرجلتِ فإنك أبداً لا يمكن ان تقتلي بذرة الخير في نفسك ؛
فهي تنازعك ، وسيبقى نداء الفطرة يناديك من أعماق النفس ،
وستبقى بذرة الانوثة برقتها وطيبتها ،
فكم .. كم من فتاة طيبة القلب فيها حب لله ولرسوله نشأت في أسرة صالحة ،وبين أبوين صالحين ،
ولكن بريق الدنيا ،
وزيف الفن والغناء والطرب ،
والتحظر والموضات أخذها بعيدا عن ربها وعن دينها .
إن في الدنيا فتناً كثيرة ، تعصف بقلوب فتياتنا ،
تلك القلوب البريئة البيضاء ،
فكم في قلوب بياتنا من الخير ،
وها هـي تمد يدهـا ، وتصـرخ بفيها ،
فمن يأخـذ بيدهـا ؟ إلى من تلـجأ ؟
وأيـن تذهـب ؟
أخيـــتي : ليس لك إلا هو ،
ليس لك إلا الله ،
إنه الله الرحيم اللطيف ،
إنه السد المنيع ، حصن الإيمان والأخلاق ،
فقوليها ولا تترددي :
( اللهــم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت ،
فاغفري مغفرة من عندك ، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم )
قوليــها .. قوليها من قلب تراكمت عليه الهموم والغموم
( اللهم إني ظلمت نفسي كثيرا ، فإن لم تغفر لي وترحمني لأكوننّ من الخاسرين ) .
قوليها بصدق لتنفضي عنه ظُلَمَ المعاصي والغفلة ،
فقد اخبر الحبيب ? بقوله : " إِنَّ المُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نكتةٌ سَوْداءُ فيِ قَلْبِهِ ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْـفَرَ ، صُقِلَ قَلْبُه ، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ ،حَتَّى يَعْلُوَ قَلْبَهُ ذَلِكَ الْرَّيْنُ الَّذِي ذَكَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ : ? كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ?
فهل تغسلين عن قلبن هذا الران ؛
لتذوقي بصدقٍ صَفَاء الإيمان ،
والحب الحقيقي للرحمن ،
ام انك تترددين وتضعفين ؟
من اجل نزوة وشهوة .!!
لاَ لاَ أَخَاْلُكِ تَفْعَلِينَ وَبَينَ جَنبْـ ـيكِ اعْتِرَافُ مُـقَصِّرٍ مُتَنَدِّمِ
فَلأَنْتِ أَسْماْ مِنْ سَفَاسِفِ نَزْوَةٍ وَلَكِ الْمَكَنَةُ بَيْنَ تِلْكَ الأَنْجُمِ
وَلأَنْتِ أَكِبَرُ مِنْ غَوَايةِ حَاسِدٍ يَرْمِيْكِ فِي نَزَقٍ فَيُدْمِيْكِ الَّرَّميْ
فَتَفَطَّنْي لِلْمَكْرِ كِيْ لاْ تَقْرَعِي فِيْ النَّاسِ كَالْكُسَعِيِّ سِنَّ تَنَدُمِ
وَتَسَنَّمِـي عَرْشَ الْعَفَافِ فَإِنَّهُ . عِـزٌّ بِهِ تَحْـلُوْ الْحَياةُ وَتَسْلَمِ
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" "ط
سؤال
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟
هل نقسمها من هنا ونجعلها على قسمين ام نجعلها قسم واحد
مارايك سيدتي ؟
أختاه :
قـولي لنفسك حدثيها ، وحاسبيها واصدقيها ..
يا نفـس ويحك قد أتـاك هـداك ** أجيبي داعي الحـق إذ نـاداك .
كَمْ قَدْ دُعِيْتِ إِلَى الرَّشَادِ ، فَتُعْرِضِيْ ** وَأَجِبْتِ دَاعِي الْغِيِّ حِيْنَ دَعَاكِ
قُوْلِيْ لها :
يا نفسُ إلى متى ؟ .. أما آن لك أن ترعوي ؟
! أما آن لك أن تزجري ؟!
أما تخافين من الموت ، فهو يأتي بغتة ؟
.. أما تخشين من المرض ، فالنفسُ تذهب فلتة ؟
أخيتي الغالية : الهوى يقسي القلب ، فكرري المحاولات ، اكثري من الاستغفار والتوبة ، حاولي جاهدي ، واصبري ولا تيأسي ، ولا تستعجلي النتائج ، فإن لهذه المحاولات المتكررة آثارا ستجدينها ولو بعد حين ..
أخيتي الغالية : ?
أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ?"(الحديد 61)
قولي:بلى والله لقد آن ،
قولي كفاني ذنوبا وعصيان ،
قوليها قبل فـوات الأوان ،
فـرغي قلبـك من الشهوات
وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا(27)
يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا ? (28) النساء ،
انتصري على نفسك الضعيفة ،
لا تستجيبي لدعاة الرذيلة ،
استعذي بالله من الشيطان الرجيم ،
ارجعي إلى ربك ، تـوبي إليه ،
انهضـي فتـوضأ وصل ركعتين ،
ابك على ذنوبك وتقصيرك في حق ربك ،
اسمعي للبشارة من الغفور الرحيم
إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ?
ما أعظمها من بشارة فكل الذنوب تُبدل حسنات ،
فما الذي تنتظرين ،
هيا أبدلي الانحراف بالاستقامة
والأغاني بالذكر والتسبيح ،
وسارعي لحلق القرآن ،
انكسري بين يدي الله ،
أظهري له الذل والخضوع انثري له الدموع ،
رددي وقولي:
يا الهي …
جاء بي حر ذنوبي
جاء بي خوف مصيري
ساقني يا رب تأنيب ضميري
ألهبت قلبي سياط الخوف من يوم رهيب
كادتا عيناي أن تبيض من فرط نحيبي
آهٍ .. يا مولاي ما أعظم حــوبي
يا الهي ..
أنا سافرت مع الشيطان في كل الدروب
غير درب الحق ما سافرت فيه
كان إبليس معي في درب تيهي
يجتبيني .. وأنا يا لغبائي اجتبيه
كان للشيطان من حولي جند خدعوني
غرروا بي …
وإذا فكرت في التوبة قالوا لاتتوبي
ربنا رب القلوب
آه يا مولاي ما أعظم حوبي ….
غرني يا رب مالي .. وجمالي .. وفراغي وشبابي
زين الفجار لي حرق حجابي
يا لحمقي …!!
كيف قصرت ومزقت ثيابي !!
أين عقلي !!
حينما فتحت للموضة شباكي وبابي
أنا ما فكرت في اخذ كتابي … بيميني .. أو شمالي
أنا ما فكرت في كي جباه وجنوب
آه يامولاي ما أعظم حوبي ….
يا الهي ..
أنا ما فكرت في يوم الحساب
حينما قدمني إبليس شاة للذئاب
يا لجهلي .. كيف أقدمت على قتل حيائي !!
وأنا أمـقت قتل الأبرياء
يا إلهي ..
أنت من يعلم دائي … ودوائي
..
يا إلهي ..
اهد من سهٌل لي مشوار غيي
فلقد حيرني أمر وليي ..
أغبي ساذج أم متغابي
لم يكن يسأل عن سر غيابي
عن مجيئي وذهابي
لم يكن يعنيه ما نوع حجابي
كان معنيا بتوفير طعامي وشرابي
يا إلهي ..
جئت كي أعلن ذلي واعترافي
أنا ألغيت زوايا انحرافي
وتشبثت بطهري وعفافي
أنا لن أمشي بعد اليوم في درب الرذيلة
جرب الفجار كي يردونني كل وسيلة
دبروا لي ألف حيلة
فليعدوا لقتالي ما استطاعوا
فأمانيهم بقتلي مستحيلة
يا إلهي ..
يا مجيب الدعوات .. يا مقيل العثرات
أعف عني
وأنا عاهدت عهد المؤمنات ..
أن تراني بين تسبيح وصوم وصلاة
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
من محاضرة الفتاة ألم وأمل
لكي السلام مني ورحمة من الله وبركة