ثلث الأطفال المصابين بالتهاب المجاري البولية يعانون من الارتداد البولي
أطفالنا فلذات أكبدانا هم بسمة اليوم وأمل الغد فبسمتهم هي أجمل ما في الدنيا وألمهم أصعب ما في الدنيا.فأحياناً يمر الإنسان بأوقات عصيبة ومؤلمة ومنها عندما يصاب الطفل لا قدر الله بأي مرض أو مكروه.
وعندها يسارع الأب والأم إلى الطبيب لمعرفة الداء الذي أصاب طفلهم ليصف لهم الطبيب العلاج ويُشفى الطفل من الداء بإذن الله.
فأحياناً يصاب الطفل بارتفاع في درجة حرارة الجسم وتكون مصدر هذا الارتفاع في درجة الحرارة غير معروف السبب مثل التهاب الحلق أو الأذن الوسطى أو التهاب الصدر.. وما إلى ذلك. وقد ينصح الطبيب بإجراء بعض الفحوصات الطبية، ومنها إجراء مزرعة بولية. وقد تأتي النتيجة أن الطفل مصاب بمكروب في البول فقد يجيب الأب أن هذا النوع من التهاب المجاري البولية متكرر عند طفله، وهنا يجب أن ينتبه الطبيب وكذلك الأب والأم الى هذا الطفل يحتاج إلى فحوصات طبية خاصة بالجهاز البولي لأنه من الممكن أن يكون مصاباً بمرض الارتداد البولي «الجزْر البولي».
وقبل أن نتحدث عن هذا المرض يجب أن يعرف القارئ العزيز ما هو الجهاز البولي ومم يتكون.
الجهاز البولي هو الجهاز الخاص بإخراج الماء والشوائب والأملاح الزائدة عن حاجة الجسم. وهذه أهم وظائفه: تكون الجهاز البولي من الكليتين والحالبين والمثانة، فالبول يتجمع عن طريق الكلى ثم يمر عبر أنبوب يُعرف بالحالب ثم إلى المثانة والتي يتجمع بها البول وعند الامتلاء يشعر الإنسان بأنه يريد التبول فيذهب الشخص إلى المكان المخصص للتبول ثم ترتخي العضلة القابضة للمثانة ليخرج البول، ومن ثمَّ تنقبض عضلة المثانة والتي تؤدي إلى اندفاع البول وخروجه من الجسم وهذا يحدث في كل إنسان طبيعي.
أما في موضوعنا اليوم وهو الارتداد البولي «الجزْر البولي»، فهو عبارة عن ارتداد البول من المثانة إلى الحالب أو الحالبين نتيجة خلل في عمل الصمام الذي يسمح بمرور البول من الكلى إلى المثانة ولا يسمح بالعكس. وقد يحدث أثناء امتلاء المثانة بالبول. وقد يحدث عند التبول فقط وهذا الارتداد قد يؤدي إلى حمل الميكروبات من المثانة إلى الكلى وينتج عنه إصابة الكلى بالالتهابات أو قد ينتج عنه تضخم الكلى وعدم قدرة الكلى على القيام بوظيفتها، وقد يؤدي إلى فشل كلوي لا قدر الله.
وقد أكدت الدراسات أن ثلث الأطفال الذين يتعرضون إلى التهاب المجاري البولية مصابون بمرض الارتداد البولي أو «الجزْر البولي»، وأن الفتيات والأولاد معرضون بالتساوي للارتداد البولي، ولكن أكدت بعض الدراسات أن الفتيات أكثر عرضة للارتداد البولي، حيث أنهن أكثر عرضة لالتهاب المجاري البولية، وهناك أيضاً عوامل وراثية «جينية» لمرض الارتداد البولي، حيث إنه إذا أصيب أحد أفراد الأسرة بذلك المرض فمن الممكن أن يصاب إخوة أو أخوات لذلك الطفل بمعدل قد يتراوح بين 30٪ إلى 50٪.