فضائل أحفاد النبي صلى الله عليه وسلم ؟
ما هي فضائل أحفاد النبي صلى الله عليه وسلم ؟
الجواب : الحمد لله
فضائل أحفاد النبي صلى الله عليه وسلم – على وجه العموم - هي فضائل آل بيته الكرام البررة ، وقد وردت أحاديث كثيرة في هذا الباب ، جمعها كثير من أهل العلم في كتبهم ، ولكننا نذكر ههنا ما حكم المحدثون بصحته أو حسنه ، ونستبعد ما اتفق العلماء على ضعفه .
الحديث الأول:
عن يَزِيد بْن حَيَّانَ قَالَ:
انْطَلَقْتُ أَنَا، وَحُصَيْنُ بْنُ سَبْرَةَ، وَعُمَرُ بْنُ مُسْلِمٍ، إِلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، فَلَمَّا جَلَسْنَا إِلَيْهِ قَالَ لَهُ حُصَيْنٌ: لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا، رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَمِعْتَ حَدِيثَهُ، وَغَزَوْتَ مَعَهُ، وَصَلَّيْتَ خَلْفَهُ، لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا، حَدِّثْنَا يَا زَيْدُ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي! وَاللَّهِ لَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّي، وَقَدُمَ عَهْدِي، وَنَسِيتُ بَعْضَ الَّذِي كُنْتُ أَعِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا حَدَّثْتُكُمْ فَاقْبَلُوا، وَمَا لَا فَلَا تُكَلِّفُونِيهِ. ثُمَّ قَالَ:
قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَ وَذَكَّرَ ثُمَّ قَالَ:
أَمَّا بَعْدُ! أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ! فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ، فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ، فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ، فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ:
وَأَهْلُ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي ) رواه مسلم (رقم/2408)
الحديث الثاني:
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّتِهِ يَوْمَ عَرَفَةَ، وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ الْقَصْوَاءِ – يَخْطُبُ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ! إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللَّهِ، وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي) رواه الترمذي في " الجامع الصحيح "، حديث رقم3786) قال الترمذي: وفي الباب عن أبي ذر، وأبي سعيد، وزيد بن أرقم، وحذيفة بن أسيد، وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
ثم رواه الترمذي في كتاب المناقب، باب مناقب أهل النبي صلى الله عليه وسلم. حديث رقم3788) عن زيد بن أرقم، وزاد في آخره: ( وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا ) وصحح الحديثين الشيخ الألباني رحمه الله في "صحيح سنن الترمذي".
الحديث الثالث:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لاَ يُبْغِضُنَا ـ أَهْلَ الْبَيْتِ ـ رَجُلٌ إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ )
جاء هذا الحديث من طرق عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
الطريق الأولى: من طريق هشام بن عمار، عن أسد بن موسى، عن سَلِيم بن حيان، عن أبي المتوكّل النّاجي، عنه به. رواه ابن حبان في " صحيحه "،(15/435)
وهذا إسناد حسن، من أجل هشام بن عمار، وحسنه الشيخ شعيب الأرنؤوط في تحقيقه لصحيح ابن حبان .
الطريق الثانية: من طريق محمد بن بكير الحضرمي، عن محمد بن فضيل الضبي، عن أسد بن موسى، عن أبان بن جعفر بن تغلب، عن جعفر بن إياس، عن أبي نضرة، عنه به.
رواه الحاكم في " المستدرك " (3/162)
وهذا إسناد صحيح. قال الحاكم: " هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه ". وسكت عنه الذهبي.
وللحديث طريق ثالث ضعيف، وشواهد عن غير أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وصححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " (رقم/2488)
الحديث الرابع :
عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه:
( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ )
رواه مسلم في صحيحه، حديث رقم: (2276).
الحديث الخامس :
قوله صلى الله عليه وسلم: ( كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلاَّ سَبَبِي وَنَسَبِي )
جاء هذا الحديث عن جماعة من الصحابة رضوان الله عليهم، ومن طرق كثيرة، رواه ابن عباس بإسناد حسن كما عند الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 /129)، وجاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه من طرق كثيرة يرويها سعيد بن منصور في " سننه " (520 -521 )، وابن سعد في " الطبقات " ( 8 / 463 )، والطبراني في " المعجم الكبير " (1/124)، والحاكم في " المستدرك" (3/142)، وكذا البيهقي (7/114)، وعن المسور بن مخرمة رضي الله عنه كما في " مسند أحمد "، (31/207)، وأبي سعيد الخدري في " مسند أحمد "، (17/220)، وساق محققو طبعة الرسالة في هذا الموطن جميع شواهد الحديث، وتوصلوا إلى الحكم بحسنه لكثرة طرقه وشواهده. وخرجه ابن الملقن في " البدر المنير " (7/487-490) وجمع طرقه وصححه.
الحديث السادس :
عن عائشة رضي الله عنها قالت:
( خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةً وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ، فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَأَدْخَلَهُ، ثُمَّ جَاءَ الْحُسَيْنُ فَدَخَلَ مَعَهُ، ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَدْخَلَهَا، ثُمَّ جَاءَ عَلِيٌّ فَأَدْخَلَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )
رواه مسلم في صحيحه، حديث رقم: (2424).
الحديث السابع :
عن عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ: لَقِيَنِي كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ فَقَالَ:
أَلَا أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً سَمِعْتُهَا مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقُلْتُ: بَلَى فَأَهْدِهَا لِي.
فَقَالَ: ( سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! كَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ عَلَّمَنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ؟
قَالَ: قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ )
رواه البخاري في صحيحه، حديث رقم: (3370)، ومسلم في صحيحه، حديث رقم: (406).