عدت الى منزلى بعد منتصف الليل وكان الهدوء المعتاد يعم ارجاء الطريق نظرا لتطرف منزلى عن البلده ونظرا لاقتراب المقابر من هذا المنزل ولكنى كنت مسرعا جدا وبدأت بفتح قرآن على موبايلى حتى ينتهى هذا الصمت الموحش نظرا لما عانيته انا ..من انا ؟؟!!…..أنا المهندس الانشائى أحمد عادل… 27 سنه مقيم ف احدى القرى البسيطه لمحافظه دمياط بشتغل ف شركه مقاولاات كبيره ودا لانى محبتش انى اتغرب برا مصر الاول اعزرونى لانى هاتكلم احيانا باللغه العربيه وكثيراا باللغه العاميه .. بدأت الحكايه لما كنت لسا مهندس مشرف لسا متعين وبدأت بالبحث عن احد المنازل حتى أكون اسرتى الخاصه واستقل بحياتى واتحمل المسؤليه ولكنى لم اجد سوا هذا البيت المظلم.. ال كنا واحنا صغيرين بنخاف منه وبنعتبره بيت للجن والعفاريت لان مكنش حد بيسكن فيه هناك.. ولكنى عندما كبرت بالسن وبدأت اتفهم الامور بعقلااانيه علمت انه منزل احد العائلااات الثريه بهذا البلد وبالبلدى كدا استراحه يعنى كانوا بيقضوا فيه يومين .. بس مبقاش منهم غير ابن يقيم ف القاهره نظرا لاعماله ولأن هذا البيت كان موحش لدرجه الخوف بدون مقدات ممله ولا طويله مكنش امامى غير البيت دا انى اشتريه طبعا عشان سعره الرخيص ال بيتناسب مع حاجاتى وبالفعل تشجعت وقولت ف نفسى مفيش حاجه تخوف يعنى واشتريته بعد ما عارضنى ناااااس كتيير جدا المهم اشتريته ولما دخلته كان زى افلاام الرعب بالظبط تراب ف كل مكان بدأت اشغل القرآن ف البيت وجبت ناس تنضفه وكدا وبعد يومين بقى نضيف من جوا وظهر عليه اثار النظافه ولكن من الخارج من ينظر اليه يشعر بقبضه ف القلب وكان الموت يناديه ودا لشكله المخيف بس قولت ف بالى بلاااش تخلى حاجه زى دى توقفك اكيد لما الناس تعرف ان حد سكن فيه هايروح من عندهم الاعتقاد دا وبدأت بنقل اشيائى واحتياجاتى كلها الى منزلى الجديد وكان اول يوم فيه طويل جدا حيث انهمكت انا وصديقى وليد فى ترتيب المكان على حسب راحتى وبات معى وليد ف اول ليله ليشجعنى وذهبت فى اليوم الثانى إلى العمل وبدات حياتى المستقله وعندما عدت الى منزلى بعد الساعه السابعه وانا ف طريقى الى منزلى وكان الطريق مش جديد ولا قديم كان تراب كله... مش كبير بالعكس كان ضيق يدووب عربيه تعدى منه بالعافيه... كان البيت بيربطه بالبلد الطريق دا وكان على بيمين الطريق دا المقابر وبعدها بيتى عالطول كانت الدنيا ليلت بس كان ف نور بسيييط جدا وانا معدى من جمب الجبانه ((المقابر بنسميها عندنا جبانه)) سمعت اصوااات من بعييييد جداااا اصوات ناس بتتكلم وهمس وف وسط ما انا مركز بحاول افهم حاجه وانا معدى جمبها والخوف مسيطر عليا سمعت صرخه شديده دوت صداها ف ارجاء المكان وف ارجاء جسدى كله تمالكت نفسى وبدأت اسرع فى خطوتى ولكن صوت الصراخ والهمس بدأ يقترب منى اكثر فأكثر بدات اسرع وبدأ يقترب منى بدأت اجرى حتى وصلت إلى مصباح الاناره امام منزلى ووقفت اسفله... لانى خلااص نفسى اتقطع وببص ورايا بخووف وبحذر شديد عشان اشوف الصوت دا جاى منين !!!!.......مالقتش حاجه….عدت إلى بيتى مسرعا واضات اناره المنزل بالكامل وجلست وفتحت قرآن على اللاب وبدأ التعب يسيطر على جسدى بالكامل حتى لم اعد اتحمل فذهبت ف نوم عمييييييييق ……بدأت استيقظ ببطء على صوت همسات من حولى تتسلل إلى اذنى واذا بى افاجأ بحاجه تجذبنى من ايدى فقومت بسرعه وجسمى كله بيتنفض من الخوف وحاولت انى افتح النور بس للاسف كانت المفاجأه اللى مكنتش نفسى انها تحصل النور قاطع …واذا بى لاجد نفسى ف وسط هذه الغرفه المظلمه ف هذا البيت الموحش ومئات الافكار والتخيلااات وبدأ الخوف يتملكنى ولكنى بدأت اردد((اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ))واخذت اقرأ آيه الكرسى بتلعسم وركزت نظرى ع ضوء القمر الآتى من الزجاج المنكسر بالغرفه وبدأت بالحركه وكأنى طفل أتعلم الحركه لأول مرا.. ووقفت هناك عند الشباك المنور وفتحته عشان الضوء يدخل اكتر وعندما نظرت منه لاجد جسما اشبه ما يكون بالانسان ولكنه اضخم مكتسيا بالسواد وبدا وكانه ينظر إلى شىء واذا به فجأه يتلفت خلفه لينظر إلى وكأن تلك المسافه تلاااشت وكأن وجهه امامى لا اعرف ماهذا الوجه ولكنه بالفعل كان غاضبا واذا بصرخااات متكرره يطلقها هذا الشىء ولكنى هذه المره وجدت نفسى استيقظ بخوف شديد واقول :إ بقى هو انا كنت بحلم ولا دا حقيقه ولا إ دا خوف من البيت.. وفتحت النور والحمد لله انه فتح ..ونظرت إلى الساعه لاجدها الساعه الثالثه صباحا بعد منتصف الليل لاجد اصوات غريبه بالمنزل فذهبت لأرى ما هذا وكان هذه الليله لا تنقضى فرايت بشىء اسود اشبه بالشعر الطويل يدخل بداخل الحمام بسرعه بدأ الخوف يتسللنى والشعور بالشلل يتملكنى ثانيه وبدات الاسئله المرعبه..ماهذا!!؟؟ وماذا يفعل هنا؟؟ّّّّّ!!.....طبعا لو اى حد مكانى مش هايدخل هناك ..وبدأت انى ارجع لورا بس عينى على الحمام وشايف خيال حد عل ازاز الحمام لحد لما وصلت لاوضه النوم وجبت الموبايل وبدأت اتصل بوليد صديقى المقرب وفضلت اتصل بيه لحد ما رد وكلمنى بصوت واحد صاحى من النوم قال :ألو
رديتى وقولت :وليد تعالى دلوقتى حالااا
رد وليد وقال:أحمد مالك يا ابنى ف حاجه .
قولتله تعالى دلوقتى حالاااا انا مش عارف ف إ ولسا هاحكى الخط اتقطعت وببص على الموبايل لقيت مفيش شبكه خالص كأنى تحت الارض…
وبدأت أرى هذا الشعر يمر بسرعه من امام باب غرفتى فذهبت إلى الباب مسرعا واغلقته ولكنى لم اعرف كأن احد يدفعه من الخارج بدأت بالدفع بقوه ولكنه يدفع بالعكس معى الاا ان نظرت إلى اسفل الباب لأجد يدا من اسفل أرجلى تشد الباب من الداخل بدأت احرك رجلى بسرعه وببص ورايا ملقتش غير كلاام مش مفهوم مكتوب بالدم على الازاز المتكسر ...
وقاطع هذا الصمت المخيف دقات متسارعه ع الباب واذا بصوت وليد من الخارج ينادى بى فافتحت الباب وبدأت احكى له من البدايه وأخذته إلى الغرفه لأريه الدم على الزجاج المنكسر ولكنها كانت المفاجأه واذا بالغرفه كلها يغطيها الدم وكأن كثبر من الناس قد قتلوا هنا وبدأت علااامات الخوف والرعب على وجه صديقى واذا به يشدنى من يدنى ويسحبنى باتجاه الباب ويقولى::يالااا بنا نمشى من هنا حالاااا.
بس انا مش عارف جالى الشجاعه وخصوصا لما سمعت صوت الفجر أذن وقولت لا انا مش هامشى ونزلنا صلينا الفجر وهو راح على بيته بعد مجادله حاده بينى وبينه انى لازم اسيب البيت وذهبت الى منزلى لأجد كل شىء طبيعيا ودخلت إلى غرفه النوم لأجد الغرفه نظيفه جدا ولا يوجد اثر للدم تغيبت ف ذاك اليوم عن عملى وذهبت إلى امام الجامع ثم قصصت عليه تلك الاحداث …
اتفقنا انا وهو اننا نروح البيت وجه معايا والكلااام دا كان حوالى الساعه 5 يعنى المغرب كان قرب خالص ولاحظت عليه اننا واحنا معدين على الجبانه بيقول كلااام ف همس كدا فا سألته قالى يا ابنى انا بسلم عليهم !!! استغربت ازاى قالى دى تحيه الميتين انت متعرفش عنها ولا إ بنقول((السلاام عليكم انتم السابقون ونحن اللاحقون)) المهم وصلنا البيت واول ما دخلنا لقيته بدأ يقرأ قرآن وأيات معينه وبدأ الجو يبقى حر جدا والنور بدأ يحصله حاجه غريبه كدا ساعات تحس انه هاينطفا خلاااص وكأنه بيحارب انه ينور ومازال الشيخ يقرأ الأيااات واذا به يدخل غرفتى ويقرأ وانقطاع تام للنور ف أرجاء المنزل وظلااام حالك وحراره مخنقه واذا بى امسك به بقوه واذا باشياء تتحرك على الارض ولكنى لا أرى غير اجساما معتمه بداخل هذا الظلاااام الدامس والشيخ صوته بدا يعلو اكثر ف اكثر بطريقه غير عاديه والحراره تكاد تكون مخنقه الااا ان توقف صوت الشيخ يليها صوت ارتطام قويا بالارض لأجد نفسى وحيدا ثانيا ف هذا الرعب .....
طلعت موبايلى وبدأت انور ع الارض لاجد الشيخ مسلتقيا على الارض ولا يستفيق لأسمع صوت من الخارج وكانه يهمس اسمى ..واصوات غريبه وكأن الباب بيفتح وبيقفل لوحده روحت على الشباك ال ف الاوضه لاجد هذا الجسم المكتسى بالسواد اسفل البيت وهو ينظر إلى وسمعت صوت من ورائى نظرت خلفى بحذر شديد وكانى اتوقع مفاجاه ما لأجد رجل متسخا بالكامل يغطيه الشعر من أعلى إلى اسفل واختلط بشعره الدماء ونظرت إلى اعلى .. على وجهه وانا مشلول الحركه والصوت لاجد وسط هذه الظلمه والسواد الذى غطى وجهه واذا بعينيه تنفتح مرا واحدا وبريق القمر المنعكس عليه وهو لا يتحرك ووجت ايدا من خلفى تلتف حول رقبتى وصرخات مخيفه ف المكان حتى سقطت ف وسط هذه الغرفه...وتسلل إلى اذنى صوت هادىء ::فوق يا بشمهندس احمد..فوق يا بشمهندس ..بدات افتح عينى لاجد نفسى بين زراع الشيخ وهو يقول : الحمد لله إ يا بشمهندس احنا لسا معملناش حاجه يغمى عليك كدا؟؟!!....قولتله إ؟؟!!!! انت ماشوفتش إ ال حصل بعد ما اغمى عليك يا شيخ!!!؟؟ ...
ارتسم على وجهه تعابير الاندهاش وقال::اغمى عليا إ يا ابنى؟؟!!..دا احنا اول ما دخلنا البيت وبدأت اقرأ لقيتك عمال تقولى كفايه والجو حر وقولتلك حر ازاى يا ابنى واحنا ف عز امشير والدنيا برد ومرا واحدا اغمى عليك وبقالى ساعتين بفوق فيك ....
سمعت هذا الكلااام وكأنى قد قتلت هو انا بحلم ولا انا اتجننت...واذا بالشيخ يترفق حالى ويقول لى :يا ابنى انت مستنى إ من بيت مهجور سنين جنب الجبانه؟؟؟!!!!!....نصيحتى ليك اقرأ قرآن هنا كتير وسلم ع الاموات وانت داخل ومش تمشى جنب الجبانه بالليل ...صدقونى من بعد هذا والقرآن ف هذا المنزل لم ينقطع ابدا إلا عندما ينقطع التيار عن المنزل ف منتصف الليل ليأتى هذا الجسم المعتم ليتحرك ف ارجاء المنزل وكانه منزله وكأنى تعودت على هذا وعندما ضاق بيا الصبر ووصل بيا الخوف لاكبر الدرجات فذهبت من ذاك البيت وانتقل الى بيت اخر ولكن اصبح هذا الجسم يلاازمنى من بعدها إلى ان ذهبت إلى احد الشيوخ وبدأ بالقراءه إلاا ان تخطيت هذه التجربه ورجعت إلى ذاك المنزل ومن وقتها لم يعد يحدث شىء إلا ان ف احدى الليالى .. عدت الى منزلى بعد منتصف الليل وكان الهدوء المعتاد يعم ارجاء الطريق نظرا لتطرف بيتنا عن البلده ونظرا لاقتراب المقابر من هذا المنزل ولكنى كنت مسرعا جدا وبدأت بفتح قرآن على موبايلى حتى ينتهى هذا الصمت الموحش نظرا لما عانيته انا ف الايام السابقه ولكنى افاجأ عندما اقتربت من المنزل بهذا الجسم الاسود واقف فى غرفتى ولكنه كان مبتسما وكأنه ينتظرنى ...
بقلم /خالد عياد ..