نسر الأبداع عضو ذهبي
المهنه : المزاج : الجنس : بلدي : عربي وكفي محافظة : المحرق عدد المساهمات : 120 نقاط : 360 تاريخ الميلاد : 16/11/1998 تاريخ التسجيل : 19/06/2013 العمر : 25
| موضوع: بحث وتحريات ... للموافقة على شريك العمر! الأربعاء يونيو 19, 2013 11:35 am | |
| بحث وتحريات ... للموافقة على شريك العمر!
لم يعد السؤال عن المتقدم لخطبة كريمة إحدى العائلات مقتصراً على الحسب والنسب والأوضاع المادية، وما إلى ذلك من معايير تقرر مدى مناسبة الخاطب لابنتهم. فالسيرة الذاتية ورقم السجل المدني، باتا مطلوبين من الباحث عن زوجة لدى بعض العائلات السعودية. منهج جديد على طريقة رجال البحث والتحري عزّز انتشاره الانفتاح على الزواج من خارج دوائر القبيلة والعائلة وأبناء العمومة التي سيطرت على المشهد الاجتماعي السعودي المتعارف عليه خلال عقود. ولعل السيرة الذاتية التي تعد نبذة مختصرة عن الشاب المتقدم للزواج توضح أبرز خبراته العملية والعلمية والمهارات والدورات وتعطي مؤشراً جيداً للفتاة، فضلاً عن مؤشر امتلاكها لدى الشاب وما يعتقد أنه نوع من الوعي، ما يعطي نقاطاً إيجابية لذلك المتقدم، مقارنة بمن لا يملكها ولم يفكر في إعدادها. حتى إن بعض الفتيات اللاتي لم يتجاوزن العشرين سنة بتن يطلبن مثل هذه الطلبات ليتعرفن على شريك الحياة في ظل الفصل الاجتماعي بين الجنسين في السعودية الذي يجد فيه الشاب المقبل على الزواج مشقة هائلة في التعرف واختيار شريكة حياته بنفسه ووفق تطلعاته، في حين جرت العادة أن تختار والدة الشاب الفتاة التي تراها ملائمة لتنطلق مراسيم الزواج والتي، في الغالب، تدخل أربعة مراحل تنتهي بالخامسة وهي القبول النهائي من قبل العريس وعروسته. المراحل المتعارف عليها في اختيار الزوجة الملائمة داخل القبيلة الواحدة تبدأ بإعجاب والدة الشاب بالفتاة، ولن يتمكن الشاب من الزواج إلا في حال اقتنعت والدته بها وصرّحت بذلك مراراً، في الوقت الذي تركز فيه لذلك الاختيار على طريقة لبسها وتعاملها وتحركاتها في حفلات الزواج أو المآدب العائلية. وفي الغالب تفضل والدة الشاب أن تكون الفتاة أقرب للغموض والرزانة واللبس المحتشم، ومن ثم تأتي الخطوة التي تليها وهي الحديث مع والدة الفتاة لـ «جسّ نبض الأسرة حول رغبتها في زواج ابنتها» وارتباط النسب بين العائلتين. الخطوة الثالثة وبعد القبول المبدئي تكون شرارة عملية البحث والتحري حول وضع الشاب المتقدم من الفتاة التي تبدأ باتصالات شديدة السرّية تصل بها إلى داخل أسرته لتسأل عن مدى حرصه على مظهره الخارجي ومزاجيته فضلاً عن كرمه وتعامله مع النساء على وجه الخصوص، ومدى اعترافه بحقوقهن، وحرصه عليها ودفاعه عنها باعتبار أن ذلك يشكّل بذرة ارتياح لها في إيمانه بكامل حقوقها انطلاقاً من حرية التعبير والرأي. في السياق نفسه، يتولى أشقاء الفتاة اختبار المتقدم لخطبتها من حجم كرمه وشهامته ونبل خلقه ومظهره بإرسال أشخاص كـ «جواسيس» إليه ومقربين منه إلى حد ما، يجالسونه لفترة معينة لتقويمه. بعد هذه الخطوات، تأتي الخطوة الأكثر شبهاً بطرق أجهزة الاستخبارات، بالبحث عن يدٍ نافذة توصل إلى طباعة التاريخ الشخصي لرحلات المتقدم الخارجية عن طريق رقم السجل المدني. وتعتبر المغرب والبحرين ولبنان من قائمة «الدول المحظورة» في نظر كثير من العائلات، كما يمكن من خلال رقم السجل المدني التأكد من عدم وجود قضايا جنائية أو أمنية على الخاطب داخلياً وخارجياً، ونوع السيارة التي يملكها. الخطوة الرابعة لإتمام مراسيم الزواج، تتمثل في الترحيب والقبول بالمتقدم وتحديد موعد للنظرة الشرعية التي ينهضم فيها حق الشاب عن الفتاة التي بطرقها الخاصة جلبت له صورة وأصبحت ملمة بكل ما يخصه، ليبقى هو يصارع عقارب الساعة حتى تحل تلك اللحظة لرؤية شريكة حياته، التي لا تتجاوز الثواني في الغالب وبحضور محرم شرعي للفتاة يسرق فيها الزوج نظراته ليتمكن من رؤية امرأة ساقها القدر له باختيار والدته. ما إن تنتهي تلك اللحظات العصيبة حتى يخرج الشاب إلى مرافقيه من أهله الذين سبق أن اتفق معهم أنه في حال كان مبتسماً فهذا دليل قبوله وعليه فإن والده أو مَن ينوب عنه يقدم مبلغاً مالياً ربع المهر المتفق عليه كـ «عربون» لتصبح ملكه بموجب ذلك المبلغ. في المقابل، تختلف مراسيم الخطبة والاختيار في جانب آخر للمجتمع السعودي الذي يفضل فيها الرجل أن يختار زوجته بنفسه. إلاّ أن عائق الفصل بين الجنسين يعد الأبرز في طريقه ما يستدعي الانتظار حتى يجد فرصة ملائمة ليختار الفتاة التي يحلم بها، وبعضهم يرى في برنامج الابتعاث الخارجي للجنسين الطريقة الأنسب لأن يتعرف الطرفان إلى بعضهما بعضاً، ويعد ذلك شاهد عيان على سلوكات بعضهم بعضاً. وبهذه الطريقة يجد البعض نفسه مؤهلاً كاملاً لأن يختار شريكة حياته الملائمة عبر الزمالة في العمل داخل البيئات المختلطة إلى حد قريب، والتي يبنيها الطرفان على مدى التقارب الفكري، وطريقة التعاطي داخل البيئة المختلطة ما يساهم في فتح المجال للزيجات من خارج القبيلة، لكنها تصطدم بأصول العائلة التي تشكل عائقاً كبيراً داخل المجتمع السعودي في مسألة تكافؤ النسب على وجه الخصوص. تكافؤ النسب في المجتمع السعودي يعد خطاً أحمر في غالبه، وتسعى للتأكد منه العائلتان، حتى لا تقعا في فخ الطلاق مبكراً بعدما شهدت الساحة السعودية قضايا عدة في الانفصال لعدم تكافؤ النسب بعد مرور عقد من الزمن على ذلك الزواج وإنجاب أطفال كانوا ضحايا له. ذلك التأكد يتنكب شيخ القبيلة مسؤوليته ويعتمده المقبلان على الزواج على ذمة وضمير ذلك الشيخ. المهور المرتفعة التي شكلت أبرز التحديات أمام الشباب في الفترة الماضية بدأت في التلاشي في الزواج بالطريقة الثانية التي يختار فيها الطرفان شريك حياتهما بنفسيهما، فالشاب يدفع ما تطلبه الفتاة ويكون باتفاق مسبق بينهما، إلاّ أن بعض القبائل السعودية تحدد مبلغاً معيناً يتراوح بين 40 و60 ألف ريال كمهر للفتاة البكر وتقل للنصف إن لم تكن.
الرياض - حياة الغامدي الخميس ٣١ يناير 2013 | |
|