يا زهرة في قلب
الصحراء ارتَوت من قطرات ماء بيت الوبر، ابعثي رحيقك؛ لكي يُؤنسني في
وَحدتي؛ حيث ضوء القمر يواسي لهيب نار المساء، وصوت النسيم المُشتد في
تَرحاله بين الأوْدِية والتِّلال.
القلب يَعتصر يَصرُخ من ألَم صرخات الذئاب الآتية من خلف الجبال.
العين
تُناظر بحور الليل الممتدة أميالاً وأميالاً في كل نظرةٍ، يتألَّم الفؤاد،
يهتزُّ الوِجدان، تسقُط الأنفاس بين الأقدام، والآه تَضرِب القِفار،
وأصابع اليد أُنْهِكت بين حبَّات الرمال.
الطير يضمُّ جَناحيه خوفًا من
بحار الأحزان، والخيل يَصهِل كأنه يقول: كفى، والإبل حطَّت الرِّحال إلى
قلب الأرض، تتحسَّس بنظراتها أركان المكان.
سال حبرُ القلم، تمزَّقت
الرِّقاع، ووسَعَفُ النخل ما عاد يحتمل قصة قلبٍ يعيش أيام خَلوة، يذوق
فيها ألَمَ اللحظات، وفي غمرات الشجون وبحر السكون، إذ ينادي ذاك الدِّيك،
يُوقظ العقل، يُوقف انهمار الدموع، يسير بجانب قِربة الماء، وإذا بدمعة
الهداية تَقتل رحلة الأيام الماضية.
تتطهَّر الأركان، تقف بين يدي الملك
الجبَّار، يَنطق اللسان: يا رحمن، أذهِب عنَّا الأحزان، اغفِر لنا، ولا
تؤاخذنا بما فعَلنا، استُر عيوبنا، اقبَل توبتنا، وارحَم والدينا، وكلَّ
مَن له حقٌّ علينا، والمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، والصلاة
والسلام على نبيِّنا خاتم الرسالات، محمدٍ - صلى الله عليه وسلم.