ان الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، و نستغفره ، و نعوذ بالله
من شرور انفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له
و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا
عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و أصحابه و من تبعهم
بإحسان الى يوم الديـــن ، أما بعد ...
أهـــلا بكـم أحبائنا زوار و رواد و اعضاء منتدى الحديث و السيرة النبوية
علم مصطلح الحديث نشأته وتطوره
بقلم الدكتور/ عبد الغفور المليباري
مدرّس بجامعة إحياء السنة، كيرالا، الهند
إنّ
علم مصطلح الحديث يحتل مكانة مرموقة وقمة عالية ورتبة أولية، في فضله
وشرفه وقدره وفخره وعظمته. يحتاج ويفتقر ويضطرّ إليه كلّ من يريد ممارسة
الحديث ومعرفته ودرايته مميّزا بين صحيحه وسقيمه وأصيله ودخيله.
الحديث
هو نور صدر من مشكاة النبي صلى الله عليه وسلم، بيانا وتبيانا لكتاب الله
العزيز المنزّل، الفارق بين الحق والباطل، و قال تعالى: "إنا أنزلنا إليك
الذكر لتبيّن للناس ما نزّل إليهم"
فالحديث هو بيان وإيضاح وتفسير وتفصيل للقرآن الكريم.
فلا يتصور فهم القرآن ومعرفة ظاهره وباطنه، وعامه وخاصه، ومطلقه ومقيّده، وناسخه ومنسوخه، وما إلى ذلك إلا بمعرفة الحديث.
ومن
ناحية أخرى: إنّ القرآن يأمرنا بأخد الحديث والعمل به، والتمسك والاعتصام
به، وقال تعالى: " وما ءا تاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"
فالامتثال
لأوامره والانتهاء عن نواهيه هو الطاعة لله في الواقع والحقيقة، فلا يتحقق
طاعة الله إلا بطاعة حبيبه ورسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: " من
يطع الرسول فقد أطاع الله"
فالقرآن والحديث متلازمان، لا ينفك واحد عن
آخر، ولا تتم دراسة واحد إلا بدراسة الآخر، كما لا يتم الدفاع عن واحد إلا
بالدفاع عن الآخر.
ولذا اهتم علماء الدين بالحديث النبوي اهتماما بالغا، واعتنوا به اعتناء كبيرا.
وقد
دافعوا عنه أشدّ الدفاع، وشدّدوا في شروط الرواة وأخذ الحديث وروايته، منذ
أن وقع الفتن بين المسلمين وظهر أهل البدع والأهواء، فكانوا لا يأخذون
الحديث إلا من أهل الحق والصدق والصلاح.
وقد روى الإمام مسلم رحمه الله
في مقدمة صحيحه بسنده عن التابعي الجليل محمد بن سيرين قال: لم يكونوا
يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة، قالوا سمّوا لنا رجالكم، فينظر إلى
أهل السنة، فيأخد حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فلا يأخذ حديثهم .
وقد
ظهر في كلّ عصرمن العصور مبتدعة وزنادقة، يشوّهون الحق ويخلطونه بالباطل،
ويعكرونه ويمزجونه بالكذب على النبي صلى الله عليه وسلم.
كم من أحاديث
موضوعة، وكم من آثار مخترعة، وكم من أخبار مصنوعة، وضعها واخترعها وصنعها
المبتدعة والزنادقة، ثم تلقاها الجهلة وبعض المتساهلين والمتصوفة، فرووها
وأوردوها في كتبهم، وأدخلوها وأدرجوها في برامجهم، بدون تمييز بين حقها
وباطلها وأصيلها ودخليها، ومقبولها ومردودها.
فقيّض الله تعالى
المحدّثين الجهابذة من هذه الأمة في كلّ عصر، لتصليح ما شوّهوه وتطهير ما
عكروه، فقاموا بواجباتهم تجاه الحق تعالى، فدافعوا عن دينه عامة وعن سنة
نبيه وحبيبه خاصة، فميّزوا من الحديث زائفه ومرفوضه، ومزوّره ومردوده،
ووضعوا ضوابط وقواعد واصطلاحا، ومعيارا ومقياسا للتمييز بين صحيحه وحسنه
وضعيفه ومتروكه وموضوعه وما إلى ذلك، وهذا هو المعني بعلم مصطلح الحديث.
وأوّل
من ألف في اصطلاح الحديث – كما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله في
مقدمة شرح النخبة – هو العلامة الحافظ، الإمام البارع، القاضي أبو محمد
الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي، المتوفي في حدود سنة 360هــ فعمل كتابه
المشهور المسمىّ بالمحدّث الفاصل بين الراوي والواعي، ولكنه لم يستوعب ولم
يستغرق أنواع هذا الفنّ.
ثم يأتي الإمام الحافظ العلامة الحاكم، أبو عبد
الله محمد بن عبد الله النيسابوري، صاحب كتاب المستدرك، المتوفي سنة
405هـ، فصنّف كتابه الشهير المسمىّ بمعرفة علوم الحديث، وذكر فيه إثنين
وخمسين نوعا من هذا الفنّ، ولكنه لم يهذّب ولم يرتّب كما ينبغي. وقال في
مقدمته مشيرا إلى داعية تأليفه: "إني لما رأيت البدع في زماننا كثرت،
ومعرفة الناس بأصول السنن قلّت، مع إمعانهم في كتابة الأخبار وكثرة طلبها
على الإهمال والإغفال، دعاني ذلك إلى تصنيف كتاب خفيف يشتمل على ذكر أنواع
علم الحديث مما يحتاج إليه طلبة الأخبار، المواظبون على كتابة الآثار،
وأعتمد في ذلك الاختصار، دون الإطناب والإكثار"
وتلاه الإمام الحافظ
الكبير أبو نعيم أحمد بن عبد الله الإصفهاني، صاحب كتاب حلية الأولياء،
المتوفي سنة 430هـ فعمل على كتاب الحاكم مستخرجا، وأضاف إليه كثيرا، ولكنه
أيضا لم يستوعب، بل أبقى أشياء و تركها لمن يأتي بعده.
ثم جاء بعدهم
الخطيب الحافظ الكبير، الإمام أبو بكر أحمد بن علي البغدادي، المتوفى سنة
463هــ ، فصنّف كتابا في قوانين الرواية وسمّاه بالكفاية، وكتابا في آداب
الرواية وسمّاه بالجامع لآداب الشيخ والسامع، وقلّ مِن أنواع علم الحديث
إلا وقد صنّف فيه هذا الخطيب الجليل كتابا مفردا، ككتابه المؤتلف والمختلف،
ومقلوب الأسماء، وأسماء المدلّسين، و مبهم المراسيل، والمسلسلات، وغيرها،
ولذا، انّ كلّ من أنصف علم أنّ المحدّثين بعده كلهم عيال عليه.
ثم
جاء مَن تأخّر عن الخطيب ممن أخذ نصيباً من هذا الفنّ فألّف فيه، فجمع
الحافظ الإمام القاضي أبو الفضل عياض بن موسى المتوفى سنة 544هــ كتابا
لطيفا سمّاه الإلماع في ضبط الرواية وتقييد السماع. وصنّف الإمام الحافظ
أبو حفص عمرو بن عبد المجيد الميانجي المتوفى سنة 579هــ كتابا سمّاه ما لا
يسع المحدّث جهله.
ثم كثر التصنيف في هذا الفنّ بين صغير وكبير، ومختصر
ومبسوط، إلى أن جاء الفقيه الحافظ للسنّة، الإمام العلامة تقي الدين أبو
عمرو عثمان بن صلاح الدين عبد الرحمن الشافعي المعروف بابن الصلاح ،
المتوفى سنة 643هــ فجمع لمّا ولى تدريس الحديث بالمدرسة الأشرفية بدمشق،
كتابه في علم الحديث، المشهور بمقدمة ابن الصلاح، فهذّب أنواعه وأقسامه،
وأملاه شيئاً بعد شيء لتلاميذه في تلك المدرسة، فذكر خمسة وستين نوعا من
هذا الفنّ.
وقد اعتنى ابن الصلاح بتصانيف الخطيب المتفرقة، فجمع شتات
مقاصدها، وضمّ وأضاف إليها فوائد من غيرها، فاجتمع في كتابه ما تفرّق
وتشتّت في غيره، فلهذا عكف الناس عليه تعلّما وتعليما، وتدريسا وتحقيقا،
وإيضاحا وتقييدا، واختصارا وتنظيما.
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله: " فلا يحصى كم من ناظم له ومختصر ومستدرك عليه ومقتصر ومعارض له ومنتصر"
فاختصره جماعة، منهم:
1-
الإمام الفقيه الحافظ العلامة القدوة أبو زكريا يحيى بن شرف النووي
المتوفى سنة 676هـ عمل مختصرا له وسماه الإرشاد إلى علم الإسناد، ثم اختصر
أيضا وسمى مختصره التقريب. وقال في مقدمة التقريب: "وهذا كتاب اختصرته من
كتاب الإرشاد الذي اختصرته من علوم الحديث للشيخ الإمام الحافظ المتقن أبى
عمر عثمان بن عبد الرحمن المعروف بابن الصلاح رضي الله عنه، أبالغ فيه في
الاختصار من غير إخلال في المقصود" .
2- قاضي القضاة بالديار
المصرية، الإمام بدر الدين محمد بن ابراهيم بن سعد الله بن جماعة الشافعي،
المتوفى سنة 733هــ سمّى مختصره المنهل الروي في الحديث النبوي.
3-
العلامة الحافظ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن كثير المتوفى سنة774هــ
اختصره وأضاف إلى مختصره بعض الفوائد، فقال في مقدمته: " ولما كان علم
الحديث من أهم العلوم وأنفعها أحببت أن أعلق فيه مختصرا نافعا جامعا لمقاصد
الفوائد ومانعا من مشكلات المسائل الفرائد، وكان الكتاب الذي اعتنى
بتهذيبه الشيخ الإمام العلامة أبو عمرو بن الصلاح – يغمده الله برحمته – من
مشاهير المصنفات في ذلك بين الطلبة لهذا الشأن، وربما عني بحفظه بعض
المهرة من الشبان، سلكت وراءه، واحتذيت حذاءه، واختصرت ما بسطه ونظمت ما
فرطه، وقد ذكر من أنواع الحديث خمسة وستين، وتبع في ذلك الحاكم أبا عبد
الله الحافظ النيسابوري شيخ المحدثين، وأنا – بعون الله – أذكر جميع ذلك،
مع ما أضيف إليه من الفوائد الملتقطة من كتاب الحافظ أبي بكر البيهقي
المسمّى بالمدخل إلى كتاب السنن" .
4- الإمام العلامة الحافظ
الفقيه، سراج الدين أبو حفص عمر بن رسلان بن البلقيني الشافعي، المتوفى سنة
805هــ سمى مختصره محاسن الاصطلاح في تضمين كتاب ابن الصلاح.
وممن صنف مختصرا في هذا الفنّ:
1-
الإمام الحافظ العلامة الفقيه تقي الدين أبو الفتح محمد بن علي المعروف
بابن دقيق العيد، المتوفي سنة 703هــ وسماه الاقتراح في بيان الاصطلاح.
2- والعلامة أبو محمد الحسين بن عبد الله الطيبي المتوفى سنة 743هــ، وسماه خلاصة في معرفة الحديث.
3- والإمام الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748هـ وسماه الموقظة.
4-
والامام الفقيه الحافظ سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي
المشهور بابن الملقن المتوفي سنة 804هــ وسماه الكافي، وله كتاب آخر فيه
وسماه المقنع.
5- والعلامة السيد الشريف أبو الحسن على بن محمد بن علي
الحسيني الجرجاني الحنفي المتوفى سنة 816هــ عمل فيه مختصرا وسماه مختصر
جامع لمعرفة علوم الحديث.
وقد ألف الحافظ الإمام زين الدين أبو
الفضل عبد الرحيم بن الحسن العراقي الشافعي المتوفى سنة 806هــ كتاب
التقييد والإيضاح على كتاب ابن الصلاح، فقيّد مطلقه، وفتح مغلقه، وأورد
إيرادات المخالفين عليه وناقش عنها، فأحسن وأجاد، وأتقن وأفاد.
قد لخّص الحافظ العراقي أيضا كتاب ابن الصلاح وزاد فيه وجعله منظوما، فهي أرجوزة تشتمل على ألف بيت، فأنشد في مقدمتها:
لَخَّصْتُ فيهَا ابْنَ الصَّلاحِ أَجْمَعَه وَزِدْتُهَا عِلْمَاً تَرَاهُ مَوْضِعَه
ثم
عمل الحافظ العراقي هو نفسه شرحا على ألفيته، فأوضح مشكلها وفتح مقفلها،
وسماه فتح المغيث اتمه سنة 771هـ، ثم شرحها بشرحين مطول ومختصر.
وقد
كتب " النكت" على مقدمة ابن الصلاح كلّ من الحافظ الإمام بدر الدين محمد
بن عبد الله الزركشي المتوفي سنة 794هـ ، والحافظ الإمام شهاب الدين أبو
الفضل أحمد بن علي المعروف بابن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852هـ فكلّ
منهما أفاد وأجاد، وأتى بالفوائد.
وقد لخّص الحافظ ابن حجر العسقلاني
هذا الفنّ في أوراق لطيفة وسماه نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر، ثم شرحه هو
نفسه شرحا وجيزا جليلا، وسماه نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر، وقد
تلقاهما العلماء بالقبول، وعكفوا عليهما، وكتبوا عليهما الشروح والحواشي
كثيرا. وقد نظّم جماعة نخبة الفكر. حتى نظمها وشرحها بعض معاصريه، كالعلامة
كمال الدين أبو عبد الله محمد بن الحسن الشمني المتوفى سنة821هــ
ثم يأتي دور تلاميذ الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله:
1- ولده العلامة محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني، عمل شرحا عن نخبة الفكر وسماه نتيجة النظر في شرح نخبة الفكر.
2-
العلامة الحافظ المفسر برهان الدين إبراهيم بن عمر بن حسن البقاعي المتوفى
سنة 855هــ عمل حاشية على شرح الألفية للعراقي وسماها النكت الوفية بما في
شرح الألفية.
3- العلامة زين الدين أبو العدل القاسم بن قطلوبغا
الحنفي، المتوفى سنة 876هــ، عمل شرحا لنخبة الفكر لابن حجر، و حاشية على
شرح ألفية العراقي.
4- والإمام العلامة الفقيه شيخ الإسلام زكريا بن
محمد الأنصاري الشافعي المتوفى سنة 925هــ شرح ألفية العراقي شرعا متينا
وسماه فتح الباقي على ألفية العراقي.
5- والإمام الحافظ العلامة شمس
الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوي الشافعي المتوفى سنة 902هـــ
شرح الألفية أيضا شرحا مبسوطا مفيدا واضحا، وسماه فتح المغيث بشرح ألفية
الحديث.
ثم يأتي الإمام الحافظ العلامة جلال الدين عبد الرحمن بن
أبي بكر السيوطي المتوفى سنة 911هــ فشرح شرحا كافيا وشافيا لكتاب التقريب
للإمام النووي وسماه تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، فأودع فيه كثيرا
من المعلومات النفيسة المتعلقة بهذا الفنّ، ونظم أيضا أرجوزة الألفية في
علم الحديث وأنشد في مقدمتها:
وَهـذهِ ألفيّــة تحْكي الدّرَر مَنْظومَة ضَمّنْتهَا علمَ الأثـر
فَائِقـةً ألفيـّة العِـرَاقــي في الجَمْع وَالإيجَاز واتّسَـاقِ
وأيضا من مصنفاته في هذا الفنّ: البحر الذي زخر في شرح ألفية الأثر، وقطر الدرر في شرح نظم الدرر في علم الأثر للعراقي، وغير ذلك.
ثم
يأتي دور علماء الهند وجهودهم في هذا المجال، فبعد القرن العاشر الهجري
ظهر جمع من المحدثين في شبه القارة الهنديه، اهتموا بعلم الحديث اهتماما
بالغا، واعتنوا به اعتناء كبيرا، ودرّسوا الحديث وعلومه، وصنفوا في هذا
الفنّ كتبا مفيدة نافعة.
وكان أوّل من نشر علم الحديث في الهند هو
الإمام العلامة المحدّث الفاضل عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي المتوفي سنة
1050هــ ، وقد صنف في علم مصطلح الحديث، وتلقاه منه تلاميذه، ونشروه في
ربوع الهند.
ورسالته في علم مصطلح الحديث المعروفة حاليا بمقدمة المشكاة
مشهورة شائعة ذائعة في جميع أنحاء الهند والبلاد المجاورة لها، وما من
عالم في الهند حاليا إلا وتعلم هذه المقدمة في علم مصطلح الحديث.
ثم
الإمام المحدّث العلامة شاه ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي المتوفى سنة
1176هــ والعلامة المحدث الشيخ خليل أحمد السهاربنوري، صاحب كتاب بذل
المجهود في حل سنن أبي داود، المتوفى سنة 1346هــ والعلامة المحدّث الكبير
محمد أنور شاه الكشميري المتوفى سنة 1352هــ وغيرهم من المحدّثين الأجلاء
قدموا خدمات جليلية في هذا المجال تصنيفا وتدريسا.
وكان من أجل الكتب
المصنفة في الهند في علم مصطلح الحديث كتاب ظفر الأماني بشرح مختصر
الجرجاني، ألفه العلامة الفاضل أبو الحسنات عبد الحيّ بن عبد الرحيم
اللكنوي المتوفي سنة 1304هــ
وممن صنف في هذا الفنّ بعد القرن العاشر:
1-
العلامة ملا عليّ القاري بن سلطان محمد الحنفي المتوفى سنة 1014هــ عمل
شرحا على شرح نخبة الفكر للحافظ ابن حجر العسقلاني، وسماه مصطلحات أهل
الأثر على شرح نخبة الفكر.
2- الشيخ عبد الرؤوف بن تاج العارفين
المناوي، المتوفى سنة 1029هــ عمل أيضا شرحا على شرح النخبة، وسماه
اليواقيت والدرر في شرح شرح نخبة الفكر.
3- الشيخ عمر بن محمد بن
فتوح البيقوني الدمشقي الشافعي المتوفى سنة 1080هـ، عمل منظومة تُعرف
بالبيقونية في علم المصطلح، ووضع الناس عليها شروحا عديدة، فمنها شرح الشيخ
محمد نشابة وسماه البهجة الوضية شرح متن البيقونية. وشرح الشيخ محمد بن
صعدان الشهير بجاد المولى الشافعي المتوفى سنة 1229هــ وشرح الشيخ محمد بن
عبد الباقي بن يوسف الزرقاني المتوفى سنة 1122هــ وغيرها.
4- العلامة الشيخ طاهر الجزائري الدمشقي المتوفى سنة 1338هــ ألف كتابا في هذا الفنّ وسماه توجيه النظر إلى أصول الأثر.
هذا
وقد ذكرت أعلاه جانبا فقط من جوانب تطوّر هذا الفنّ، ونموذجا فقط من الكتب
المصنفة فيه، وهناك كثير من المصنفات فيه قديما وحديثا، لم أذكرها ولم
اتعرض إليها في هذه العجالة، تجنبا عن الإطالة.