الغيرة غريزة فطرية خلقها الله في الإنسان، وهناك من لديه غيرة معقولة،
وهناك من تتعدى عنده اللامعقول فتتحول بذلك إلى شعور مؤلم عندما يرغب
الشخص في امتلاك الحبيب واحتكار مشاعره، مما يؤدي إلى خلل في الحياة
الزوجية.
والغيرة شعور محير و غامض، غني
بالأسرار، لا يتمكن الإنسان من إخفائه في معظم الأحيان، و في حال ما أفصح
عنه يكون بغضب و ألم، خاصة بالنسبة للنساء. أما عند معشر الرجال فتنطوي
الغيرة عندهم على مكونات دفينة في النفس لا نلتمس أثارها إلا إذا سبرنا
بعيدا و عميقا في أغوار الطفولة المبكرة.
فتكوين
الإنسان يتحدد في السنوات الخمس الأولى من عمره، إ ذ أن شخصية الرجل تتسم
بنفس الصفات التي كان يعرف بها في تلك السنوات الخمس حيث تكونت ملامح
شخصيته مند الطفولة.
ولا يختلف الأمر كثيرا
بالنسبة للنساء، فالمرأة بطبعها تحب أن تكون أفضل النساء و أجملهن في عين
زوجها وأن تحتكر حبه و اهتمامه، فالغيرة تعتبر من بديهيات الحياة الزوجية
طبعا إن لم تتجاوز حدودها، ففي حال اقتحم فيروس الشك القفص الذهبي، ستنقلب
هذه الحياة السعيدة الهنية إلى سلسلة من الاضطرابات إن لم يتمكن الزوجان
من علاج المرض في مراحله الأولى