<blockquote class="postcontent restore ">
ارى الأقوام في لهو مقيم و قد غفلوا عن الأمر العظيم
تناسوا يوم محشرهم جميعا و يوم الفصل ما بين الخصوم
تناسوا يوم تدنوا الشمس منهم كقدر الميل بالخطب الجسيم
فذاك اليوم يوم الهول حقا به يعلو المشيب ذرا الفطيم
ترى الآثام مثل العهن تراكم و تجري دون ثقل الغيوم
و تنفطر السماء وسوف تطوى و تنكدر النجوم مع النجوم
و يغدو البحر كالمسجون نارا و نار الله تقذف بالحميم
مقال الكل نفسي ثم نفسي عساني أرتقي درج النعيم
رؤوسهم تطأطأ من خضوع و يبدو اليأس في الوجه الأثيم
فإما غرفة في دار عدن و إما الويل في دار الجحيم
فإن تدعى إلى الفردوس بشرا و ابشر بالنعيم المستديم
و ابشر بالمقام مع الحواري لهم نور يضيء دجى العتيم
يطوف عليهم بالكاس ولد فانعم بالجزاء من الكريم
فلا تسال عن الافضال حسنا و لا تسال عن الخير المقيم
و ان تدعى الى نار تلظى فيا بؤس المساق الى الجحيم
فلا لي بؤس تقبض كل غاو فلا منجى من الحرق الاليم
سيسقى من صديد أو حميم و يأكل من ضليع أو حطيم
و يقسى من لهيب النار حميا و يلبس من لظى دار السموم
فهل من توبة يا قوم هلا رجعنا الى الغفور و للرحيم
ستذكرون يوما ان اتاكم رسول الموت بالخبر العميم
فطوبى للذي قد جاء يوما بطاعات و بالقلب السليم
و تبا للذي امضى الليالي بعصان و ذا القلب السقيم
</blockquote>