الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين اما بعد : أجرى الدكتور عبد الرحمن
محمد العيسوي– أستاذ علم النفس بكلية الآداب بجامعتي الإسكندرية وبيروت
العربية-،
دراسة ميدانية على عينة من طالبات جامعة الإسكندرية
بلغ عددهن 370 طالبة ممن يرتدين الحجاب، لمعرفة الوظيفة النفسية
والاجتماعية والروحية التي تراها الفتاة الجامعية المحجبة في ارتداء الحجاب
الإسلامي. وأسفر تحليل نتائج هذه الدراسة على أن التحجب يحقق الوظائف
الآتية بالنسبة للفتاة المحجبة: تعميق أواصر الصلة بين الفتاة وخالقها.
تعميق مشاعر الإيمان لدى الفتاة. زيادة الشعور باحترام الذات، واحترام
الآخرين لها. الشعور بالتحشم واللياقة والوقار والقيمة الذاتية. الشعور
بالرضا عن الذات وقبولها وإبعاد مشاعر الألم والذنب. حماية المرأة من
التعرض لعبث العابثين ممن تثيرهم الفتنة، ومظاهر الخلاعة والإغراء والكشف
عن مفاتن المرأة وأنوثتها. زيادة فرص الفتاة في الزواج حيث يقبل الشبان على
الفتاة المتدينة الصالحة. الحماية من حوادث الخطف أو الاغتصاب أو الاعتداء
أو المطاردة ممن في قلوبهم مرض. توفير نفقات الملابس الباهظة. الحصول على
المزيد من رضا الزوج أو الخطيب والأب والأم. لا يقلل الحجاب في نظرهن، من
جمال المرأة الطبيعي. توفير نفقات كي الشعر وتصفيفه، وما إلى ذلك من
النفقات. شعور أهل الفتاة بمزيد من الثقة فيها، وعدم الخوف عليها. يعكس
حجاب الفتاة صورة طيبة عن أسرتها. إبعاد الفتاة عن مواطن الشبهات. يزيد من
الشعور بالانتماء الإسلامي ويبعد عن نفسيتها مشاعر الاغتراب والإثم. لست
أود من هذا الاقتباس أن أدعي اصطفائية المحجبات دون غيرهن وكأنهن ملائكة لا
يخطئون أبدا؛ إذ أن هناك غير محجبات أفضل بأخلاقهن من محجبات يفهمن الحجاب
على أنه شكل فقط لا خلق. ولكني أشعر أن الحجاب نفسه هو فكرة اصطفائية؛
بمعنى أن الله أراد بالمسلمات خيرا عندما أمرهن بالحجاب؛ لأنه يجعل من ينظر
إليهن يقيِّمهن على أساس عقولهن لا أجسادهن. أنقل لك هذه الكلمات من بين
ضفاف الكتب، لكي أبرهن لك أنك على صواب، ولتثقي بنفسك، ولا تتزعزعي عندما
ترين متبرجة، تزهو بنفسها ولا تخجل من سفورها. إنما ذلك خلل في فطرتها، إذ
زين الله لعباده طاعته، وغرت المعصية فاعلها. لقد حبا الله المرأة بجمال
جسدها، وحب الرجل لها، ومن واجب المسلم شكر النعمة، وعدم استخدامها في
إفساد الأرض. ويختبر الله عباده كيف يتصرفون فيما أتاهم، ليرضى من شكر وعصم
نفسه، ويحاسب من لم يتقٍ غضبه اللهم اهدنا الى صراطك المستقيم