إِنَ الحَمدَ لله نَحْمَدَه وُنَسْتعِينَ بهْ ونَسْتغفرَه ، ونَعوُذُ بالله مِنْ شِروُر أنْفْسِنا ومِن سَيئاتِ أعْمَالِنا ،
مَنْ يُهدِه الله فلا مُضِل لَه ، ومَنْ يُضلِل فَلا هَادى له ، وأشهَدُ أنَ لا إله إلا الله وَحْده لا شريك له ،
وأشهد أن مُحَمَداً عَبدُه وَرَسُوُله .. اللهم صَلِّ وسَلِم وبَارِك عَلى عَبدِك ورَسُولك مُحَمَد وعَلى آله وصَحْبِه أجْمَعينْ ،
ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحْسَان إلى يَوُمِ الدِينْ وسَلِم تسْليمَاً كَثيراً .. أمْا بَعد ...
حياكم الله جميعاً أيها الأحبة الكرام ، وطبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم جميعاً من الجنة
إخوانى وأخواتى الاعزاء
اعضاء منتدانا الغالى
منتدى الحديث والسيرة النبوية
مواقف من حياة النبي صلى الله عليه وسلم
د: إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان
أذكر
موقفان من خلالهما نعرف شيئًا من حياة النبي صلى الله عليه وسلم وكيف يكون
في بيته، ويعيش مع أهله، نستلهم منها العبر، فنشم عبيرها ونسيمها، ونتذوق
حلاوتها وطعمها:
الموقف الأول:
تقول عائشة رضي الله عنها:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العظم فأتعرّقُه[1] ثم يأخذه
فيديره حتى يضع فاه على موضع فمي"[2].
فلننظر ولنتأمل كيف
يلاطف النبي صلى الله عليه وسلم أهله، ويدخل السرور على قلوبهم؟ وكيف يعاشر
أهله بالمعروف؟ فهو القدوة، وهو الأسوة الذي يجب علينا أن نتأسى ونقتدي
به، في تعاملنا مع زوجاتنا وأبنائنا.
الموقف الثاني:
وعنها
أيضًا رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج أقرع بين
نسائه، فطارت القرعة لعائشة وحفصة، وكان صلى الله عليه وسلم إذا كان بالليل
سار مع عائشة يتحدث، فقالت حفصة: ألا تركبين الليلة بعيري تنظرين وأنظر،
فقالت: بلى، فركبت، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى جمل عائشة وعليه
حفصة، فسلّم عليها، ثم سار حتى نزلوا، وافتقدته عائشة، فلما نزلوا جعلت
رجليها بين الأذخر، وتقول: يا رب سلّط عليها عقربًا، أو حيّة تلدغني،
رسولك، ولا أستطيع أن أقول له شيئًا"[3].
في هذا الحديث:
يتضح لنا فيه عدل النبي صلى الله عليه وسلم بين زوجاته، وطيب قلب عائشة
وأنها على نياتها، ولا تعلم ما تدبر لها حفصة رضي الله عنهن، فلما علمت بما
فعلته لها، تألمت وغارت من هذا الفعل وأخذت تدعو على نفسها بالموت، كيف
استأثرت تلك بالنبي صلى الله عليه وسلم، مع أنها هي الأحق، ولم تستطع أن
تصنع شيئًا سوى أنها رجعت على نفسها تلومها وتدعو عليها.
[1] أتعرّقه أي: آخذ اللحم بأسناني.
[2] مسلم 300.
[3] البخاري 5211، مسلم 2445.
نسألكم الدعآء الخآلص