بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال صلى الله عليه وسلم(من دل على خير فله مثل أجر فاعله) رواه مسلم ,قال النووي ,رحمه الله,دل بالقول،
واللسان، والإشارة، والكتابة,الدعوة إلى الله ,عز وجل من أجلﱠ الطاعات وأعظم القربات، وتحتاج من الجميع إلى
التفاني والإخلاص والجد والمثابرة لتبليغ هذا الدين والدفاع عنه(يا أيها المدثر قم فأنذر) وإذا لم نقم نحن,أبناء
الإسلام,بهذا الدين فيا ترى من سيقوم به,لقد أكرمك الله,عز وجل بنعمة الإسلام، ويسر لك الأمور وسهل لك الطريق
، قال ابن القيم, فالدعوة إلى الله تعالى هي وظيفة المرسلين وأتباعهم,من قدّم كتاباّ فهو داعية، ومن
أهدى شريطاّ فهو داعية، ومن علم جاهلاّ فهو داعية، ومن دل على خير فهو داعية، ومن ألقى كلمة فهو داعية,أبواب
واسعة وطريق سهلة ميسرة،وكلما فترت الهمة وانتابك الضعف تذكر الأجور والثمرات العظيمة، لمن
قام بأمر الدعوة إلى الله، ومنها,متابعة الأنبياء والاقتداء بهم(قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)
قال الفراء,حق على كل من اتبعه أن يدعو إلى ما دعا إليه، ويذكر بالقرءان والموعظة,والمسارعة إلى الخيرات
والرغبة في نيل الأجور حيث أثني الله ,عز وجل,على أهل الدعوة(ومن أحسن قولاّ ممن دعا إلى الله)قال الشوكاني,فلا
شيء أحسن منه، ولا أوضح من طريقه، ولا أكثر ثواباّ من عمله,السعي لنيل الأجور العظيمة والحسنات الكثيرة مع
العمل القليل، فقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله(من دل على خير فله مثل أجر فاعله)رواه مسلم، فإذا دللت رجلاّ
على الإسلام كان لك مثل أجر إسلامه وعمله وصلاته وصيامه ولا ينقص ذلك من أجره شيئاّ، وان دللت رجلاّ على
الحج فلك مثل أجر حجه، وهذا باب عظيم واسع يدخله من وفقه الله ,عز وجل,والتسديد والتوفيق
قال تعالى(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)ورجاء صلاح الذرية, فإن في ذلك قرة عين في الدنيا والآخرة، والله
لا يضيع أجر من أحسن عملاّ قال تعالى(وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاّ خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا
قولاّ سديداّ)ومن أعظم القول السديد الدعوة إلى الله,ومن ثمار الدعوة أننا نثقل موازين حسناتنا يوم العرض، قال صلى الله
عليه وسلم(من دعا إلى هدى كان له من الأجور مثل من تبعه، لا ينقص من أجورهم شيئاّ)رواه مسلم ,قال النووي,وأن
من سن سنة حسنة، كان له مثل أجر كل من يعمل بها إلى يوم القيامة,والقيام بالدعوة إلى الله من أسباب الفوز والفلاح
في الدنيا والآخرة، والدعوة إلى الله من الأسباب الجالبة للنصر على الأعداء، قال تعالى(يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله
ينصركم ويثبت أقدامكم )لأنه بالدعوة يعبد الله عز وجل, بما شرع، وتزول المنكرات، ويبث في الأمة معاني العزة
والكرامة لتسير في طريق النصر والتمكين,,وبالدعوة إلى الله تنال المراتب العلا,ومن ثمار الدعوة, صلاة الله وملائكته
وأهل السموات والأرض على معلم الناس الخير، لأن ما يبلغه إنما هو العلم الموروث من قول الله تعالى وقول رسوله
الكريم، قال صلى الله عليه وسلم(إن الله، وملائكته،وأهل السموات والأرض، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت
ليصلون على معلم الناس الخير) رواه الترمذي ,والدعوة إلى الله رفعة في الدنيا والآخرة، قال ابن القيم,إن أفضل منازل
الخلق عند الله، منزلة الرسالة والنبوة، فالله يصطفى من الملائكة رسلاّ ومن الناس,ومن ثمار الدعوة ,استمرار ثواب
الداعي بعد موته، قال صلى الله عليه وسلم(من سن سنة حسنة، فله أجرها ما عمل بها في حياته وبعد مماته حتى
تترك) رواه الطبراني,و قال صلى الله عليه وسلم(إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ، وذكر منها,أو علم ينتفع
به)محبة الله,عز وجل,لمن قام بدينه وبلغ رسالته، قال الحسن عند قوله تعالى(ومن أحسن قولاّ ممن دعا إلى الله وعمل
صالحاّ وقال إنني من المسلمين)قال,هو المؤمن، أجاب الله في دعوته، ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته، وعمل
صالحاّ في إجابته,ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة لمبلغ حديثه من أعظم ما يعين
على السير قدماّ(رحم الله امرءاّ سمع مني حديثاّ فحفظه حتى يبلغه غيره) رواه أحمد ,واليوم توفرت شروط التبليغ،
فالكتاب والشريط الإسلامي يحوي كل ذلك, ليبلغ المدعو على أكمل وجه وأحسن حال،والدعوة إلى الله صدقة من الصدقات،
قال تعالى(الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون)
أسأل الله عز وجل, أن يجعلنا من الدعاة إلى دينه، وأن يرزقنا جميعاّ الإخلاص في القول والعمل.