الإسلام لا الإنسانية
لفضيلة الشيخ
صالح الفوزان
ديننا هو دين الرحمة للإنسان والحيوان وكل ذى كبد رطبة كما قال النبى صلى الله عليه وسلم .. بل هو رحمة لكل من فى الأرض قال النبى صلى الله عليه وسلم: [الراحمون يرحمهم الرحمن] .. [رواه الترمذى] ..
وقال: [إرحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء] .. [رواه أبو داود والترمذى] ..
وقد بعث نبينا صلى الله عليه وسلم بالرحمة العامة كما قال تعالى: [وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ] .. [الأنبياء: 107] ..
وقد أمر الله سبحانه وتعالى بالإحسان فقال تعالى: [وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ] .. [البقرة: 195] ..
وقال النبى صلى الله عليه وسلم: [إن الله كتب الإحسان على كل شىء .. فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة .. وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة .. وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته] .. [رواه مسلم] ..
وقد غفر الله لبغى من كان قبلنا بسبب كلب رأته يلهث من العطش فسقته فغفر الله لها ..
وعذبت إمرأة بالنار بسبب هرة حبستها فلا هى أطعمتها ولا هى تركتها تأكل من خشاش الأرض ..
وقال صلى الله عليه وسلم: [الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم] .. [رواه أبو داود وصححه الألبانى] ..
قال تعالى: [وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً] .. [النساء: 36] ..
ونصوص الكتاب والسنة وأعمال المسلمين فى هذا الباب كثيرة لا تحصر مما لا يوجد له نظير فى دين من الأديان ..
فديننا دين الإحسان الشامل جاء لإخراج الناس من الظلمات إلى النور ومن عبادة العباد إلى عبادة الله ..
ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ..
وهو الذى أعزنا الله به كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه: (نحن أمة أعزنا الله بالإسلام فمهما إبتغينا العزة بغيره أذلنا الله) إهـ ..
فكل خير فهو فى هذا الدين ..
فلماذا ننتكر له ونعتزى بالإنسانية ..
فنجعل أعمالنا نحو المحتاجين من أجل الإنسانية ..
ونقول هذا عمل إنسانى ولا نقول هذا عمل إسلامى ..
إن هذا يقلل من أهمية الإسلام ويهمل جانباً كبيراً من جوانب الدعوة إليه ..
بما فيه من الرحمة للبشرية فليكن إعتزاؤنا إلى الإسلام وإعتزازنا به ..
فإنه هو دين الإنسانية الحقة ..
وليست الإنسانية فيمن ينتمى إليها وهو يدمرها ..
فالذى يدعو إلى الكفر والشرك .. هذا ضد الإنسانية ..
والذى يدعو على الحكم بغير ما أنزل الله .. هذا ضد الإنسانية ..
والذى يشرد الشعوب ويسفك الدماء ويخرب الممالك والممتلكات .. هذا ضد الإنسانية ..
إن الإنسانية الحقة فى الإسلام الذى جاء ..
والإنسانية فى جاهلية جهلاء وضلالة عمياء ..
يأكل قويهم ضعيفهم ..
ولا يرحم غنيهم فقيرهم ..
فأخرجهم الله بهذا الإسلام من الظلمات إلى النور ..
ومن الجهل إلى العلم ..
ومن الشرك إلى التوحيد ..
ومن الظلم والجور إلى العدل ..
ولا يصلح آخر هذه الأمة .. إلا ما أصلح أولها ..
فليكن إنتسابنا إليه وإعتزازنا به ..
وفق الله الجميع للتمسك بالإسلام ..
رد مع اقتباس رد مع اقتباس