نعم انها الحياة الدنيا هذه حقيقتها
قال تعالى (وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ
مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا
تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا
الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاة الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ
خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا)
يقول تعالى لنبية صلى الله عليه وسلم اضرب للناس
( مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا )
ليتصورها حق التصور ويعرفو ظاهرها وباطنها فيقسمو
بينها وبين الدار الاخرة ويؤثرو ايهما اولى بالأيثار
وان هذه الحياة الدنيا كمثل المطر ينزل على الارض
فتنبت من كل زوج بهيج
فبينا زهرتها وزخرفها تسر الناظرين وتأخذ بعيون
الغافلين اذ أصبحت (هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ) فأصبحت
الارض غبراء ترباً قد انحرف عنها النظر واوحشت
القلب كذلك هذه الدنيا
بينما صاحبهااعجب بشبابه وخاض في الشهوات في
جميع اوقاتها وظن انه لايزال فيها سائرأيامه
اذ أصابه الموت أوتلف ماله فذهب عنه سروره وزالت
لذته وحبوره واستوحش قلبه من الألام وفارق شبابه
وقوته وماله
هنالك يعض الظالم على يديه حين يعلم حقيقة ماهو
عليه ويتمنى العودة الى الدنيا لاليستكمل من
الشهوات بل ليستدرك ما فرط منه من الغفلات بالتوبة
والاعمال الصالحه
فالعاقل يعرض على نفسه هذه الحاله ويقول لنفسه
قدري أنك قد مُتِ ولا بد أن تموتِ فأي الحالتين
تختارين
-الاغتراربزخرف هذه الدنيا والتمتع بها كتمتع الانعام
-أم العمل لدار أُكُلُها دائم وظلها وفيها ماتشتهيه
الانفس وتلذ العين
ولهذا أخبر تعالى أن المال والبنين (زِينَةُ الْحَيَاة )
اي ليس وراء ذلك شئ وأن الذي يبقى للأنسان
وينفعه ويسره الباقيات الصالحات وهذا يشمل
الطاعات
تأمل
كيف لما ضرب الله مثل الدنيا وحالهاواضمحلالها ذكر
ان فيها نوعان
نوع زينتها يتمتع بها قليلاً ثم يزول بلا فائده تعود
لصاحبها بل ربما لحقته مضرتها وهو المال والبنون
ونوع يبقى لصاحبه على الدوام وهي الباقيات
الصالحات