لسؤال ما حكم رفع الأيدي للدعاء بعد قول الإمام سمع الله لمن حمده والدعاء ربنا ولك الحمد حمداً كثيرا" طيباً...الخ
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن السنة رفع اليدين عند الرفع من الركوع، لما في الصحيحين وغيرهما عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم افتتح التكبير في الصلاة فرفع يديه حين يكبر حتى يجعلهما حذو منكبيه، وإذا كبر للركوع فعل مثله، وإذا قال: (سمع الله لمن حمده) فعل مثله، وقال: (ربنا ولك الحمد)
فرفع اليدين هنا للرفع من الركوع، وأما الرفع للدعاء فلا يفعله إلا إذا كان لدعاء القنوت على الراجح، وهو الذي ذهب إليه الحنابلة والشافعية والأحناف. والله أعلم.
اما الدعاء :
قد وردت في ذلك جملة من الألفاظ والأذكار التي تُقال عند الرّفع من الركوع، منها ما قد غفل الناس عنها، ومنها ما زادوا على المشروع فيها، وللفائدة فإننا نذكُرُ هنا ما صحَّ من تلك الأذكار عند [فقط الاعضاء المسجلين هم من يمكنهم رؤية الروابط. اضغط هنا للتسجيل] من [فقط الاعضاء المسجلين هم من يمكنهم رؤية الروابط. اضغط هنا للتسجيل] سواءً ما تركه النّاس أو عملوا به، تذكيراً للناسي، وتعليماً للجاهل، فمما يُقال من تلك الأذكار:
(ربَّنا لك الحمد) و (ربَّنا ولك الحمد) و (اللهمّ ربَّنا لك الحمد) و (اللهمّ ربَّنا ولك الحمد).
فهذه الصّيغ الأربع هي أقل ما يُقال عند الرّفع من الركوع، وقد ورد ما يُزاد عليها مما صحَّ الدليل به، وفي الأسفل تخريج الأحاديث الواردة في هذه الأذكار وتليها الأحاديث الواردة في الزيادة عليها:
1.(ربَّنا لك الحمد)، أخرجه مسلم.
2.(ربَّنا ولك الحمد)، أخرجه البخاري.
3.(اللهمّ ربَّنا لك الحمد)، أخرجه البخاري ومسلم.
4.(اللهمّ ربَّنا ولك الحمد)، أخرجه البخاري ومسلم.
فهذه الأربع الواحدة منها أقل ما يُقال من ذِكر الرفع من الركوع، وقد زرد الزيادة على ذلك مثل:
1.(ربَّنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيّباً مباركاً فيه)، أخرجه البخاري.
2.(اللهمّ ربَّنا ولك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد)، أخرجه مسلم.
3.(ربَّنا لك الحمد، ملء السماوات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد، أهلَ الثّناء والمجد، أحقُّ ما قال العبد وكُلُّنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا مُعطيَ لما منعتَ ولا ينفع ذا الجَدِّ منك الجدُّ)، أخرجه مسلم.
4.(اللهمَّ ربَّنا لك الحمد، ملء السماوات وملء الأرض وما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد، أهلَ الثّناء والمجد، لا مانع لما أعطيت ولا مُعطيَ لما منعتَ ولا ينفع ذا الجَدِّ منك الجدُّ)، أخرجه مسلم.
تنبيه: كثيرٌ من النّاس يقول بعد الرّفع من الركوع: ربّنا لك الحمد والشكر، وزيادة الشكر لم ترد عن النّبي صلى الله عليه وسلم، فالأولى اتباعُ السُّنة الصحيحة كما بيّنّاها، جعلنا الله وإياكم من المتمسّكين بالسُّنة.
* هنيئاً لعبدٍ سمع سُنّةً فأقامها في نفسه، وبلّغها لغيره *