ســـــلام اليهـــــود
مر يهودي برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال السام عليك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون ما يقول قال السام عليك قالوا يا رسول الله ألا نقتله قال لا إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم .
حكـــم التـــوراة
زنت امرأة من اليهود وقد كان الله عز وجل حكم في التوراة في الزنا الرجم فلم يرجموهما وقالوا انطلقوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم فعسى أن يكون عنده رخصة فاقلبوها فأتوه فقالوا يا أبا القاسم إن امرأة منا زنت فما تقول فيها فقال النبي صلى الله عليه وسلم كيف حكم الله في التوراة في الزنى فقالوا دعنا من التوراة فما عندك في ذلك فقال ائتوني بأعلمكم بالتوراة التي أنزلت على موسى عليه السلام فقال لهم بالذي نجاكم من آل فرعون وبالذي فلق البحر فأنجاكم وأغرق آل فرعون إلا أخبرتموني ما حكم الله في التوراة في الزنى فقالوا حكم بالرجم .
مجـلس الشـــورى
ونظراً لهذا التطور الخطير المفاجئ عقد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مجلساً عسكرياً استشارياً أعلى أشار فيه إلى الوضع الراهن , وتبادل فيه الرأى مع عامة جيشه وقادته . وحينئذٍ تزعزع فريق قلوب من الناس , وخافوا اللقاء الدامى , وهم الذين قال الله فيهم :{كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون * يجادلونك فى الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون } وأما قادة الجيش , فقام أبو بكر الصديق فقال وأحسن , ثم قام عمر بن الخطاب فقال وأحسن , ثم قام المقداد بن عمرو فقال : "يا رسول الله , امض لما أراك الله فنحن معك , والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون , ولكن اذهب أنت وربك قاتلا إنا معكم مقاتلون , فو الذى بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه".
فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيراً ودعا له به .
وهؤلاء القادة الثلاثة كانوا من المهاجرين , وهم أقلية فى الجيش , فأحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعرف رأى قادة الأنصار , لأنهم كانوا يمثلون أغلبية الجيش , ولأن ثقل المعركة سيدور على كواهلهم , مع أن نصوص العقبة لم تكن تلزمهم بالقتال خارج ديارهم , فقال بعد سماع كلام هؤلاء القادة الثلاثة :"أشيروا على أيها الناس" وإنما يريد الأنصار , وفطن إلى ذلك قائد الأنصار وحامل لوائهم سعد بن معاذ , فقال : والله , لكأنك تريدنا يا رسول الله ؟
قال : أجل .
قال :"فقد آمنا بك , فصدقناك , وشهدنا أن ما جئت به هو الحق , وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة , فامض يا رسول الله لما أردت فو الذى بعثك بالحق لو استعرضت بنا البحر لخضناه معك , ما تخلف منا رجل واحد , وما نكره أن تلقى بنا عدواً غداً , إنا لصبر فى الحرب , صدق فى اللقاء , ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك , فسر بنا على بركة الله ".
وفى رواية أن سعد بن معاذ قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لعلك تخشى أن تكون الأنصار ترى حقاً عليها أن لا تنصرك إلا فى ديارهم وإنى أقول عن الأنصار وأجيب عنهم , فاظعن حيث شئت , وصل حبل من شئت , وخذ من أموالنا ما شئت , واعطنا ما شئت , وما أخذت منا كان أحب إلينا مما تركت , وما أمرت فيه من أمر فأمرنا تبع لأمرك , فو الله لئن سرت حتى تبلغ البرك من غمدان لنسيرن معك , والله لئن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك .
فسر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقول سعد , ونشطه ذلك , ثم قال : سيروا وأبشروا فإن الله تعالى قد وعدنى إحدى الطائفتين , والله لكأنى الآن أنظر إلى مصارع القوم .
يتبول فى المسجد
جاء أعرابى وبال فى المسجد فثار عليه المسلمون ليقتلوه أو على الأقل ليمنعوه عن فعلته ففوجئ الجمع الثائر بالنبى - صلى الله عليه وسلم - يقول لهم فى هدوء قد عهدوه منه: "دعوه وأريقوا على بوله سجلاً من ماء أو ذنوبًا من ماء. ثم قال للرجل معلمًا وناصحًا ورفيقًا : إن هذه المساجد لا تصلح لمثل هذا. فما كان من الرجل إلا أن قال:" اللهم ارحمنى ومحمدا ولا ترحم أحدًا سوانا فقال له النبى - صلى الله عليه وسلم - :"لقد ضيقت واسعًا!!"
تطييب الخاطر
عن كعب بن عجرة قال: جلسنا يوماً أمام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى المسجد فى رهط منا معشر الأنصار ورهط من المهاجرين، ورهط من بنى هاشم، فاختصمنا فى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أينا أولى به وأحب إليه؛ قلنا:نحن معشر الأنصار آمنا به واتبعناه وقاتلنا معه وكتيبته فى نحر عدوه، فنحن أولى برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأحبهم إليه.
وقال إخواننا المهاجرون: نحن الذين هاجرنا مع الله ورسوله وفارقنا العشائر والأهلين والأموال، وقد حضرنا ما حضرتم وشهدنا ما شهدتم فنحن أولى برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأحبهم إليه.
وقال إخواننا من بنى هاشم نحن عشيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحضرنا الذى حضرتم وشهدنا الذى شهدتم فنحن أولى برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأحبهم إليه فخرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأقبل علينا فقال: إنكم لتقولون شيئاً.فقلنا: مثل مقالتنا.
فقال للأنصار: "صدقتم، ومن يرد هذا عليكم" ، وأخبرناه بما قال إخواننا المهاجرون فقال: "صدقوا، من يرد هذا عليهم" ، وأخبرناه بما قال بنو هاشم فقال:"صدقوا من يرد هذا عليهم "، ثم قال: ألا أقضى بينكم ؟ قلنا : بلى، بأبينا أنت وأمنا يا رسول الله. قال : " أما أنتم يا معشر الأنصار فإنما أنا أخوكم" ، فقالوا: الله أكبر، ذهبنا به ورب الكعبة ، "أما أنتم يا معشر المهاجرين فإنما أنا منكم "، فقالوا الله أكبر،،ذهبنا به ورب الكعبة ، "وأما أنتم يا بنو هاشم فأنتم منى وإلىّ "، فقمنا وكلنا راض مغتبط برسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
اليهودى يسأل والرسول يجيب
عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كنت قاعدا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء حبر من أحبار اليهود فقال السلام عليك يا محمد فدفعته دفعة كاد أن يصرع منها فقال لم تدفعني فقلت أولا تقول يا رسول الله فقال اليهودي إنما ندعوه باسمه الذي سماه أهله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن اسمي محمد الذي سماني به أهلي فقال اليهودي جئت أسألك فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفعك شيء إن حدثتك قال أسمع بأذني فنكت بعود معه فقال سل فقال اليهودي أين الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم في الظلمة دون الجسر قال فمن أول الناس إجازة قال فقراء مهاجرين فقال اليهودي فما تحيتهم حين يدخلون الجنة قال زيادة كبد الحوت قال فما غذاؤهم على أثرها قال ينحر لهم ثور الجنة الذي يأكل من أطرافها قال فما شرابهم عليه قال من عين تسمى سلسبيلا قال صدقت وجئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد من أهل الأرض إلا نبي أو رجل أو رجلان قال ينفعك إن حدثتك ؟ قال أسمع بأذني قال جئت أسألك عن الولد قال ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة ذكرا بإذن الله وإذا علا مني المرأة مني الرجل أنثى بإذن الله فقال اليهودي لقد صدقت وإنك نبي ثم انصرف فذهب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد سألني هذا عن الذي يسألني عنه ومالي بشيء منه علم حتى أنبأني الله عز وجل .
اذهبوا فأنتم الطلقاء
لقد انتظر أهل مكة الذين كفروا بالله وأخرجوا رسوله وحاولوا قتله وآذوه وآذوا أصحابه وحاربوهم انتظروا جميعا بعد فتح مكة أقل شىء منه وهو أسرهم مثلا وإن اقتص لقتلاه ولبعض ما فعلوه معه فسوف يقتلهم أو يصلبهم أو يعذبهم ولكن الكريم لا يفعل إلا ما يليق به فلما فتح الله عليه مكة قال لقريش:"ما تظنون أنى فاعل بكم؟ "قالوا: خيرًا أخ كريم وابن أخ كريم ، فقال: "اذهبوا فأنتم الطلقاء، لا تثريب عليكم اليوم، يغفر الله لى ولكم".
الطعام القليل يشبع العدد الكثير
روى البخارى عن أنس بن مالك رضى الله عنه قوله : قال أبو طلحة لأم سليم : لقد سمعت صوت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضعيفاً أعرف فيه الجوع , فهل عندك من شئ ؟ قالت نعم , فأخرجت أقراصاً من شعير , ثم أخرجت خماراً لها فلفت الخبز ببعضه , ثم دسته تحت يدى ولاثتنى ببعضه , ثم أرسلتنى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , قال : فذهبت فوجدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى المسجد ومعه الناس , فقمت عليهم , فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "أرسلك أبو طلحة ؟" فقلت : نعم , قال : "بطعام؟" قلت : نعم , فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمن معه : "قوموا" فانطلق , وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته فقال أبو طلحة : يا أم سليم قد جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس وليس عندنا ما نطعمهم فقالت : الله ورسوله أعلم . فانطلق أبو طلحة حتى لقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو طلحة معه , فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :"هلم يا أم سليم ما عندك؟" فأتت بذلك الخبز , فأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَفُتَّ , وعصرت أم سليم عكة فآدمته , ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما شاء الله أن يقول , ثم قال : "ائذن لعشرة" فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا , ثم قال : "ائذن لعشرة" فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا , ثم قال ائذن "لعشرة" فأكل القوم كلهم , والقوم سبعون أو ثمانون رجلاً .
أليست هذه من أعظم المعجزات ؟ بلى وربى إنها لمن أعظم المعجزات ؛ إن أقراصاً عدة حملها غلام تحت إبطه يطعم منها ثمانون رجلاً , ويشبع كل واحد منهم شِبعاً لا مزيد عليه , إن لم تكن هذه معجزة فما هى المعجزات إذاً يا ترى ؟