تأجيل "موقعة الجمل" لجلسة الغد لسماع أقوال شفيق والرويني وحمزة
سيد علي وخيري رمضان يدليان بشهادتهما.. واتجاه الدفاع لاتهام الإخوان بالواقعة كتب : طارق عباس منذ 17 دقيقة
تأجيل "موقعة الجمل" لجلسة الغد لسماع أقوال شفيق والرويني وحمزة
صورة أرشيفية لموقعة الجمل
أجلت محكمة جنايات جنوب القاهرة المنعقدة بالتجمع الخامس، برئاسة المستشار مصطفى حسن عبد الله، اليوم الأحد، جلسات محاكمة المتهمين في وقائع الاعتداء على المتظاهرين بميدان التحرير وعبد المنعم رياض، يومي 2و 3 فبراير من العام قبل الماضي، والتي عرفت إعلاميا بـ "موقعة الجمل"، إلى جلسة غد الاثنين لسماع شهادة الفريق أحمد شفيق واللواء حسن الرويني، قائد المنطقة المركزية العسكرية، والدكتور ممدوح حمزة.
في بداية جلسة اليوم، طالب المحامي عثمان الحفناوي، المدعي بالحق المدني عن أسر الشهداء في القضية، إدخال الفريق أحمد شفيق كمتهم لكونه المسئول الأول عن أحداث موقعة الجمل والجرائم التي وقعت في حق المجني عليهم بميدان التحرير، لأنه كان رئيسا للوزراء وقتها ولم يتخذ من الإجراءات ما يحول دون وقوعها، وقال لرئيس المحكمة إنه طلب هذ الطلب من أول جلسة، وإنه مصمم عليه.
وانتظرت المحكمة حضور المذيعين الثلاث خيري رمضان وسيد علي وتوفيق عكاشة فلم يحضر الأخير، بينما حضر سيد علي ومثل أمام المحكمة التي بدأت في سماع أقواله، وحضر خيري رمضان ودخل إلى قاعة المحكمة فقال له رئيس المحكمة "انتظر خارج القاعة".
استدعت المحكمة الشاهد الأول، الإعلامي سيد علي، المذيع بقناة المحور، واستعرضت المحكمة المشاهد الخاصة بالحلقة التي أذاعها بحلقة الجمعة الماضية وعرض فيها فيديوهات عن الثورة.
سأل القاضي الشاهد عن تقديمه موضوع ببرنامجه عن الأحداث التي حدثت يومي 2 و 3 فبراير عام 2011 فقال: "طبعا"، وحاول الإسهاب في الحديث إلا أن القاضي قال له أنه يطلب منه الحديث فقط عن جناية موقعة الجمل، فرد سيد علي بأن الأحداث مرتبطة ببعضها منذ بداية الثورة، ويوم 2 فبراير كان هو على الهواء في برنامجه القديم "48 ساعة" على نفس القناة، وأضاف "كنت موجودا في الإستوديو وكنت متابعا على شاشات التليفزيون، وكان الأمر غريب جدا، وقلت أن النظام الذي صدعنا بأنه يعمل بالتكنولوجيا والحكومة الذكية يحارب أبناء مصر بالجمال والخيول، وحصلت مداخلة هاتفية معي من لواء سابق فؤاد علام، وكلنا كنا في حالة انفعال شديدة جدا، وبعدها اللواء اتهم أشخاص محددين بالاسم، وقلت لي إن الموقف شديد الخطورة، وهو قال إن وراء الأحداث صفوت الشريف والدكتور إبراهيم كامل"، وهنا قام صفوت الشريف في القفص وبدأ في السماع باهتمام شديد.
وأضاف علي "أنا قلت لمعدي البرنامج من فضلكم هاتولنا الاتنين على الهواء، للرد على مايقوله، ولم يتمكنوا من الاتصال سوى بإبراهيم كامل، وحصل سوء فهم بيني وبينه، لأنه تخيل أني أنا اللي بتهمه، وأنا قلت له إن اللواء فؤاد بيتهمك ما ردك؟، فانفعل وقال ده كلام مش محترم وأنا موجود في ميدان مصطفى محمود وماليش علاقة باللي بيحصل في التحرير، واحتراما للمشاهد ولحالة الانفعال اضطررت إني أسكت وقفلنا المكالمة، وحاولنا مع باقي الأسماء اللي قالها اللواء فؤاد علام لكن هواتفهم كانت غير متاحة".
وأكد سيد علي أنه في السابعة والنصف من مساء يوم 2 فبراير 2011، حضرت إلى مدينة الإنتاج الإعلامي ناشطة اسمها نجاة عبد الرحمن، وقالت إنها من حركة 6 أبريل وسافرت صربيا للتدريب على ما يسمى بالتغيير السلمي، وأضاف "أنا كان معروف عني قبل الثورة إني كنت معارض للنظام في الأهرام أو البرامج، وبعد الحلقة بخمس دقائق تلقيت عدة اتصالات من أرقام خاصة، والمتحدث يتحدث بالإنجليزية، وتضمنت تهديدات بالقتل، ومن اللحظة دي حصلت حملة لم أكن أتخيلها ضدي وضد القناة، والخلاصة أن معهم كتاب لجين شارل اسمه "حرب اللاعنف"، وبعدها وردت لنا في البرنامج اتصالات كثيرة وقررنا عدم إذاعة أي منها إلا إذا كانت لدينا الأدلة كافية تماما، نتيجة التهديدات التي تلقيناها بسبب الناشطة"، وطلب من المحكمة استدعاءها لأنها قالت "إن لديها معلومات مهمة".
وقال علي "تلقينا اتصالات بأن هناك سيارات لاند كروزر يتم إعدادها لإدخالها من العريش إلى مصر، وأنها قادمة من معبر رفح ومن غزة وقالوا أنها تابعة لحركة حماس، ومن بينها سيارات شرطة مصرية تتجه في الاتجاه المقابل من مصر إلى غزة، وأنا أعتذر على كلمة "حماس" لأنني أقصد أن غزة تحت سيطرة حماس، وقالوا إنها من 35 إلى 40 سيارة، وفي تلك الفترة الناس كانت في حالة رعب وورد اتصال من متصلة تدعى ياسمين وقالت إنها ترى سيارات بلوحات دبلوماسية تقوم بدهس الناس، ولا أتذكر تاريخ ذلك لكنها كانت واقعة أصبحت بعدها مشهورة.
وقال سيد علي "بعد تنحي الرئيس السابق، بدأ كثيرون يروون شهاداتهم عن الثورة، وفوجئنا بمعلومات حول غرفة عمليات بشركة سياحة بميدان التحرير، وعلمنا أن قيادات الثورة كانوا يقبضون على بعض المشتبه بهم والبلطجية وينتزعون منهم اعترافات تم تصويرها بالصوت والصورة لمدة ثمانية ساعات متواصلة، كوقت مجمل لتلك الاعترافات، وقال بعض الثوار له إن تلك التسجيلات كانت توجه فيها للبلطجية أسئلة إيحائية حول المحرضين، وكانوا يركزون على اسم رجل الأعمال محمد أبو العينين".
وأضاف أن شخصا يدعى أدهم طلب منه دفع 150 ألف دولار للحصول على تلك التسجيلات، وأكد له أنهم من الممكن أن يبيعوها لأي قناة فضائية بملايين الجنيهات، وأنه لم يحصل عليها، وأن ذلك الشخص اختفى بعدها وغير رقم هاتفه وبقيت تلك التسجيلات لغزا كبيرا انتشر في الوسط الصحفي.
وتابع علي "شعرت أن واجبي المهني والإنساني هو البحث عن الحقيقة، وعملت حلقة الجمعة الماضية، 8 يونيو، وقدم المذيع قرصا مدمجا مسجلا عليه حلقة الجمعة من برنامج "حدوتة مصرية"، وأضاف "تناولت فيها أفلاما تذاع لأول مرة قدمها الدكتور طارق زيدان صاحب شركة إعلانات ورئيس حزب الثورة المصرية، وتاريخه في الميدان كان معروفا، ومحمد جمال وهو من ثوار التحرير، وشاب يدعى محمد محمود، والأخير لديه تسجيلات مدتها ساعة ونصف لم تذع في البرنامج، وأهم ما فيها أنه كان هناك ضرب رصاص من مقر الجامعة الأمريكية بميدان التحرير، وملاحظات على ما قدمته في البرنامج أن هناك بلطجية وهم يركضون، وهناك طلقات رصاص كانت توجه بالليزر من الأعلى، وكانت تقريبا من مبنى هليتون رمسيس، وأشعة الليزر لم تكن توجه إلا على المتظاهرين والثوار، على الرغم من أنهم كانوا ملتحمين مع البلطجية، ولاحظت أن البلطجية كانوا على أعلى درجة من التدريب".
وقدم سيد علي أرقام هواتف كل من الأشخاص الذين حصل منهم على الفيديوهات للمحكمة، وأحضرت المحكمة كرسيا خشبيا للشاهد للجلوس عليه لوقوفه لفترة طويلة، وسلمت المحكمة القرص المدمج للخبير الفني لتشغيله وهو يحتوي على حلقة البرنامج التي تحدث عنها سيد علي في شهادته.
وخلال الجلسة، وعقب سماع أقوال الشاهد الأول، دخل المتهمان رجب هلال حميدة، وإيهاب العمدة، عضوا مجلس الشعب السابقين، في نوبة بكاء، وذلك بعد أن سمحت المحكمة للمتهم رجب حميدة بالحديث فقال إن مراسل المحور سجل معه أمام العقار الذي يقع به مكتبه، ثم استضافه سيد علي في اليوم التالي (3 فبراير)، وطلب منه أن يقول للمحكمة ماذا قال يومها، فرد سيد علي أن رجب هلال كان يظهر معه في برنامج "48 ساعة" وكان معارضا للنظام السابق، حميدة "جزاك الله خيرا"، وأكمل سيد علي أنه يجلس في الإستوديو طيلة 9 ساعات، ولم يتذكر، وأكد علي أنه "لا يعتقد أن حميدة من قتلة الثوار".
ودخل حميدة في نوبة بكاء وصراخ شديدين وردد "حسبي الله ونعم الوكيل، والله العظيم ده ظلم، أنا بقالي سنة ونصف محبوس وأنا ما حرضتش حد على حاجة".
وقال إيهاب العمدة "في قائمة أدلة الثبوت الشاهد 39 أقر في أقواله أنه راح و40 واحد صاحبه وتعدى على الثوار في ميدان التحرير لمدة ساعتين، والمحقق سأل الشاهد هل إيهاب العمدة اللي طلب منك، فقال لا، أنا فاتح صالة حديد وبيتي اتخرب عشان كدة نزلت، ونفى اتهامي"، ورفع العمدة صوته بالبكاء، وأضاف "أنا اللى محبوس والشاهد اللي قال إنه معترف بإنه اعتدى على الثوار قاعد برة"، وطلب من القاضي أن يتم القبض على المتهمين الذين ظهروا في الصور والفيديوهات ويتم سؤالهم عن المحرضين.
في حين قال محمد عودة للقاضي "أستحلفك بالله أن تعطيني الكلمة قبل أن ترفع جلسات هذا الأسبوع"، فرد القاضي عليه "حاضر".
واستمعت المحكمة بعد ذلك لشهادة الإعلامي خيري رمضان، المذيع بقناة cbc الفضائية، حول معلوماته عن القضية حيث حلف اليمين، وقال إنه استضاف الفريق أحمد شفيق في حلقة الرابع من الشهر الجاري، في برنامجه "ممكن"، وجاء خلال حواره معه تأكيد من الفريق شفيق بأنه "قرأ في إحدى الصحف أن قيادة عسكرية ميدانية طلب من الدكتور محمد البلتاجي، القيادي الإخواني، والداعية الدكتور صفوت حجازي، إنزال رجالهم من على أسطح البنايات المطلة على ميداني التحرير وعبد المنعم رياض - وقت الأحداث - وإلا سيتم إنزالهم من خلال رجال الجيش، فرد صفوت حجازي بأنه سيقوم بإنزالهم".
وأضاف الإعلامي خيري رمضان في شهادته، أن الفريق شفيق قال له خلال الحلقة "إنه في الفاصل تلقى اتصالا من الدكتور ممدوح حمزة أكد له هذا الكلام، وقال إن الكلام كان من اللواء حسن الرويني، وهو ما أكده بنفسه لحمزة"، وأشار رمضان إلى أنه سأل شفيق عن سبب عدم إبلاغه بتلك الواقعة، بخاصة وأنه كان في موقع المسؤولية بصفته رئيسا للوزراء، فرد عليه شفيق بأنه كان قد تولى المنصب منذ أقل من 12 ساعة فقط.
وعرضت المحكمة القرص المدمج "السي دي" الذي قدمه رمضان، على شاشة عرض، وتضمن تسجيلا للحلقة، وقال خلالها شفيق إن التحرير وقتها كان منعزلا تماما، وكانت الطائرات العسكرية هي الوسيلة الوحيدة لنقل ما يحدث على أسطح العمارات وميدان التحرير، من خلال تصويرها، وأكد أحد المدعين بالحق المدني أن شفيق قال في الحلقة "آن الأوان ليعرف الشعب ماذا حدث، ومن قتل المتظاهرين"، وهو ما أكده خيري رمضان للمحكمة.
وحضر أمام المحكمة محامي المذيع توفيق عكاشة، صاحب قناة الفراعين، وأعلن أن موكله لم يتمكن من الحضور بسبب انشغاله بقضية أخرى في مجلس الدولة، فرد عليه القاضي "وأنا مالي بمجلس الدولة"، فقال المحامي "إن عكاشة مصمم على الحضور لكنه يطلب تأمينه لأنه مطارد من الإخوان المسلمين"، بينما طرد القاضي سكرتير عكاشة، الذي جلس في الصف الأمامي، وأحد الصحفيين بسبب أحاديث جانبية خلال سماع أقوال الشاهد.