عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال:
( قلت: يا رسول الله ألا تستعملني؟ قال: فضرب بيده على منكبي ثم قال: يا أبا ذر إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها )
وفي لفظ آخر: ( يا أبا ذر إني أراك ضعيفا، وإني أحب لك ما أحب لنفسي. لا تأَمَّرنَّ على اثنين ولا تولَّينَّ مال يتيم )
مسلم (1825 ، 1826)
قال النووي (في شرح صحيح مسلم 12 / 210):
هذا الحديث أصل عظيم في اجتناب الولايات، لا سيما لمن كان فيه ضعف عن القيام بوظائف تلك الولاية، وأما الخزي والندامة فهو في حق من لم يكن أهلا لها، أو كان أهلا ولم يعدل فيها، فيخزيه الله تعالى يوم القيامة ويفضحه، والندم على ما فرط. وأما من كان أهلا للولاية وعدل فيها فله فضل عظيم، تظاهرت به الأحاديث الصحيحة، وإجماع المسلمين منعقد عليه.
ومع هذا فلكثير الخطر فيها حذر -صلى الله عليه وسلم- منها أبا ذر، وكذا حذر العلماء، وامتنع منها خلائق من السلف، وصبروا على الأذى حين امتنعوا