هذا الدعاء الذي علمه عليه أفضل الصلاة والسلام لأمنا عائشة رضي الله عنها وارضاها
الحديث
عن عائشة رضي الله عنها قالت دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي وله حاجة فأبطأت عليه قال يا عائشة عليك بجمل الدعاء وجوامعه
فلما انصرفت قلت : يا رسول الله وما جمل الدعاء وجوامعه
قال : قولي " اللهم اني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم
وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل
وأسألك مما سألك به محمد وأعوذ بك مما تعوذ منه محمد
وما قضيت لي من قضاء فاجعل عاقبته رشدا "
وفي روايه
" اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم
اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك
اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل
وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا "
أورده الشيخ اللباني فى صحيح الأدب المفرد وفى صحيح الجامع
سمي بـ الجامع للدعـــاء ..
ما يؤخذ من الحديث:
1-النبي صلى الله عليه وسلم علم عائشة -رضي الله عنها- هذا الدعاء الجامع؛ فكذلك ينبغي للمسلم أن يعلمه أهله، وأولاده، وأهل بيته ومن يتصل به، يعلمهم الخير بما ينفعهم في أمر دينهم ودنياهم.
2-ففي الحديث سؤال الله تعالى الخير الذي يشمل منافع الدنيا والآخرة، مما لا يعد ولا يحصي، العاجل منها والآجل، والمتأخر المعلوم منها للداعي، والمجهول له مما لا يعلمه إلا الله تعالى.
3-كما يستعيذه ويلتجئ إليه من شرور الدنيا والآخرة، العاجل الحاضر منها، والآجل المتأخر، مما علم به الداعي، وما جهل.
4-ثم عمم السؤال من نوع آخر، وهو أن الداعي يسأل الله تعالى من خير ما سأله رسول الله صلي الله عليه وسلم، ويستعيذ مما استعاذ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم،
الذي علم ما عند الله من الخير والشر أكثر مما نعلم، فسأل أفضل سؤال، واستعاذ بربه من أسوأ معاذ؛ فنحن به مقتدون في الرغبة في الخير، والبعد من الشر.
5-ثم سأل العبد من ربه الجنة، وهي غاية المطلوب، وسأل الوسيلة إليها من الأقوال الطيبة، والأعمال الصالحة.
6-ثم سأل الله تعالى العبد أن يجعل كل قضاء قضاه أن يكون خيراً؛ ولو ظاهره ومظهره الشر، إلا أنه في حقيقة الأمر هو خير؛ فإن تدابير الله تعالى كلها وفق الحكمة والمصلحة
{وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون} ..
رقم الآيات 216 البقرة
7- فهذه الأدعية الشريفة علمها النبي صلي الله عليه وسلم عائشة؛ ليكون علمها لأمته التي نصحها، وبرها، وأحسن إليها، وهي من أنفع الأدعية، وأجمعها لخيري الدنيا و الآخرة.