الآداب الشرعية
من أجمل المواد التي درستها هذا الفصل الدراسي
وكان أحد الكتب المقررة كتاب
الآداب
لفضيلة الشيخ
فؤاد الشلهوب
ويطيب لي أن نتدارس سوياً هذا الكتاب
وننهل من معين الآداب التي وردت في هذا الكتاب
فجزى الله مؤلفه خير الجزاء
,,,, وسوف أنتقي لكم بشكل عشوائي جملة من الآداب التي تعرض لها الشيخ ,,,,,
وانتقيت لكم اليوم الأدب الأول
آداب الكلام
وسوف أوتر بثلاثة آداب كل مرة حتى يتسنى للقارئ الكريم التمعن في الآداب وكذلك المشاركة لمن أحب المداخلة
مع العلم بأني أضع فقط رؤوس الأقلام وأهم ما ورد تحت الأدب من الآيات والأحاديث ومقتطفات من درر المؤلف
أي سوف أختصر إختصاراً يوصل المعنى ولا يُخل به ـ إن شاء الله ـ
وإن كانت ثمة هناك أحكام ذكرها المؤلف سوف نضيفها لتمام المعنى
فكونوا معنا يا رعاكم الله
( 1 )
باب
آداب الكلام
قال تعالى : {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }الإسراء36
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة " .
الآداب
1 ـ حفظ اللسان
مما ينبغي على المسلم أن يعتني بلسانه غاية الإعتناء , فيتجنب القول الباطل وقول الزور والغيبة والنميمة , والفاحش من الأقوال
قال صلى الله عليه وسلم : ( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها فيزل بها في النار أبعد ما بين المشرق ) وفي رواية مسلم وأحمد ( أبعد مابين المشرق والمغرب )
رواه البخاري ـ واللفظ له ـ ومسلم وأحمد
وعند أحمد أيضاً ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة يُضحك بها جلساءه يهوي بها من أبعد من الثريا ) المسند
وكما تكون الكلمة سبباً لسخط الله تكون أيضاً سبباً في الرفعة والسعادة قال صلى الله عليه وسلم : ( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات , وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم ) رواه البخاري ـ واللفظ له ـ وأحمد ومالك مع اختلاف لفظه عن البخاري وأحمد . ..
فائدة / عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ( قال حماد بن زيد ) لا أعلمه إلا رفعه قال : إذا أصبح ابن آدم فإن أعضاءه تكفر اللسان تقول : اتق الله فينا فإنك إن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا " رواه أحمد ـ واللفظ له ـ وقال محققوا المسند " اسناده حسن " ورواه الترمذي
قوله " تكفر اللسان " أي أن الأعضاء تخضع للسان , وتذل له , وتقر له بالطاعة , فإن استقمت أيها اللسان استقمنا , وإن خالفت وحدت عن الطريق المستقيم فإنا تبع لك فاتق الله فينا ...
وكَائِن ترى من صامت لك معجب *** زيادته أو نقصه في التكلم
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده *** فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
2 ـ قل خيراً أو اصمت :
أدب نبوي قولي للذين يهمون بالكلام أن يتريثوا ويتفكروا بكلامهم الذي يريدون أن يتكلموا به , فإن كان خيراً فنعم القول هو فليقله , وإن كان شراً فلينته عنه فهو خير له
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فلا يؤذي جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه , و من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت ) رواه البخاري ـ واللفظ له ـ ومسلم وأحمد .
قال ابن حجر : وهذا من جوامع الكلم لأن القول كله إما خير وإما شر وإما آيل إلى أحدهما , فدخل في الخير كل مطلوب من الأقوال فرضها وندبها , فأذن فيه على اختلاف أنواعه , ودخل فيه ما يؤول إليه , وما عدا ذلك مما هو شر أو يؤول إلى الشر فأمر عند إرادة الخوض فيه بالصمت ..
3 ـ الكلمة الطيبة صدقة
دلنا حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ السابق أن المرء مأمور بقول الخير أو الصمت , ثم رغب الشارع في قول الخير لأن فيه تذكيراً بالله وإصلاحاً لدينهم ودنياهم , وإصلاح ذات بينهم وغير ذلك من وجوه النفع ورتب على ذلك أجراً عظيماً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كل سلامى من الناس عليه صدقة ، كل يوم تطلع فيه الشمس : يعدل بين اثنين صدقة ، ويعين الرجل على دابّته فيحمل عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة ، وبكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة ، ويميط الأذى عن الطريق صدقة )رواه البخاري ـ واللفظ له ـ ومسلم وأحمد .
ورب كلمة طيبة أبعدت قائلها من النار
عن عدي بن حاتم أن النبي صلى الله عليه و سلم ( ذكر النار فأشاح بوجهه فتعوذ منها ثم ذكر النار فأشاح بوجهه فتعوذ منها ثم قال اتقوا النار و لو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة ) رواه البخاري ـ واللفظ له ـ ومسلم وأحمد دون الشق الآخير والنسائي
هذه باكورة آداب الكلام
ونكمل إن شاء الله حديثنا في المساء
فمرحباً بمن كانت لديه إضافة على ما تم ذكره
علماً بأن آداب الكلام ـ الواردة في الكتاب ـ 16 آدباً
فتابعونا