الويب الدلالي هو ثورة جديدة في عالم الويب حيث تصبح المعلومات قابلة للمعالجة من قبل الحاسبات بدلاً من كونها بشرية التوجيه في الويب الحالي. وبالتالي فإن الويب الدلالي يسمح للمتصفح أو البرمجيات العلمية بالبحث والعثور على المعلومات ومشاركتها بدلاً عنا. تم اقتراح الويب الدلالي من قبل مدير منظمة w3c تيم برنارز لي كوسيط عالمي لتبادل المعلومات والمعرفة البشرية. يتألف الويب الدلالي من نماذج دلالية (data model) تدعى ايطر وصف المصدر(Resource De,,,,,,ion Framework) واختصاراً RDF ، إضافة إلى العديد من تنسيقات تبادل البيانات مثل RDF/XML و N3 و Turtle و N-Triples ، إضافة إلى مخططات العلاقات مثل (RDF Schema) واختصاراً RDFS ، ولغة وجودية الويب (,,, Ontology ********) أو OWL التي تسهل عملية توصيف المفاهيم والمصطلحات والعلاقات ضمن مجال معين. يضم الويب الدلالي مصادر الويب المنشأة حديثاً وتلك التي زودت بوسائل المعالجة الحاسوبية الدلالية لتصبح موافقة للويب الدلالي. فإن الويب الدلالي هو تطور وإمتداد لل شبكة العالمية الذي يعتمد على معاني الكلمات و التعرف على المعلومات والخدمات على شبكة الإنترنت ، مما يتيح للويب من فهم وتلبية طلبات الناس واستخدام الآلات لفحص محتوى الويب هو نشأ من world wide ,,, consotiom المدير السيرتيم برنارز لي نظرة الى الويب وسط عام لتبادل البيانات , المعلومات , و المعرفة .و هناك انواع كثيرة تتخصص في الصحافة و المكتبات ......و غيرها وهي ما سنراها بالبحث ....تعريف الويب الدلالية (أو ما يطلق عليها أحيانا "الويب ذات الدلالات اللفظية" أو "الويب ذات المعنىsemantic) ,,, ) على أنها "شبكة بيانات بالمعنى، أي أنه يمكن للبرامج الحاسوبية الخاصة أن تعرف ماذا تعني هذه البيانات"(رجب، 2007). ويتطلب الوصول لهذه الطريقة من التفسير والفهم للبيانات الاستعانة بالانتولوجي (Ontology)، والذي يعرف على أنه طريقة لتمثيل المفاهيم وذلك عن طريق الربط بينها بعلاقات ذات معنى، حتى تسهل ربط الأشياء الموجودة بعضها البعض ولفهم أوسع للمفاهيم المختلفة.
الويب الدلالية واستخداماتها
تعتبر شبكة الويب أغني المصادر المعلوماتية بما تحويه من مستندات ومعلومات ومصادر منوعة يمكن الوصول إليها عن طريق محركات البحث التقليدية. غير أن تنظيم هذه المعلومات والمستندات بصورة تسهل عملية البحث فيها والوصول إليها، يعتبر أمراً غاية في الصعوبة. يضاف إلى ذلك، أنه في ظل التزايد المستمر في حجم المعلومات المنشورة في شبكة الويب أصبح من الصعوبة بمكان قيام محركات البحث بإيجاد المعلومات المناسبة.
ومن هذه المشكلة ظهرت فكرة "الويب ذات الدلالات والمعاني اللفظية"، أو ما يطلق عليه بالانجليزية مصطلح "سيمانتك ويب"، والتي هي امتداد للويب الحالية ولكن تختلف عنها بأنها تتفهم مدلولات الألفاظ والمعاني البشرية.
يمكن تمثيل الويب الدلالية بنسيج مترابط من المستندات التي تحتوي على معلومات محولة إلى معطيات يمكن للآلات قراءتها وفهم محتواها ومن ثم تقييمها.
وللويب الدلالية تعريفات عدة من أشهرها تعريف مخترع الويب السيد تيم برنرز لي (Tim Berners-Lee, 2001) والذي ينص على أن الويب الدلالية "... هي امتدادا للشبكة الحالية بحيث تكون للمعلومات معنى محدد، وهذا سيمكن أجهزة الحاسب والبشر على العمل في تعاون أفضل".
أما موسوعة ويكيبديا العربية، فقد عرفت الويب الدلالية على أنها "... ثورة جديدة في عالم الويب حيث تصبح المعلومات قابلة للمعالجة من قبل الحاسبات بدلاً من كونها بشرية التوجيه في الويب الحالي. وبالتالي فإن الويب الدلالي يسمح للمتصفح أو البرمجيات العميلة بالبحث والعثور على المعلومات ومشاركتها بدلاً عنا.
تقنية الويب الدلاليةيتألف الويب الدلالي من نماذج بيانات (data models) تستخدم عدداً من التقنيات لتمثيلها منها:
* لغة لتنسيق تبادل البيانات: مثل لغة إطار وصف المصدر (Resource De,,,,,,ion Framework) واختصارها RDF، أو بدائلها مثل RDF/XML و N3 و Turtle و N-Triples.
* مخططات العلاقات مثل (RDF Schema) ولغة وجودية الويب (,,, Ontology ********) واختصارها OWL، والتي تسهل عملية توصيف المفاهيم والمصطلحات والعلاقات ضمن مجال معين.
* محرك الاستدلال: والذي يحتوي على قواعد استدلالية تستخدم اللغتان السابق ذكرهما ولغات أخرى مبنية عليها لإعطاء نتائج منطقية تماما كما يفكر البشر.
فعلى سبيل المثال، لو تم ربط كل صفحة من صفحات الويب بخريطة مفاهيم (أنتولوجي) تبين المفاهيم التي تتناولها صفحة ما، فستتمكن محركات البحث في المستقبل البحث عن مفهوم معين واسترجاع نتائج أكثر دقة أو حتى استرجاع صفحات لم يتم ذكر المفهوم فيها - ولكن لأن خريطتها المفاهمية تحتوي على هذا النوع من المفهوم- قام محرك البحث باسترجاعها. أهمية الويب الدلاليةتكمن أهمية الويب الدلالية في تقديم معايير مفتوحة يمكن استخدامها في تكشيف محتويات مصادر المعلومات، عن طريق استخدام مجموعة من الأدوات التي تساعد في تحقيق ذلك (آل عبدالمحسن، 2008) مثل:
لغة الترميز الموسعة XML (Extensible Markup ********)، وخرائط المفاهيم أو الأنتولوجي Ontology، والمعيار العام لوصف المصادرRDF schema (Resource Describe Framework)، ولغة انتولوجيا الويب (Ontology ,,, ********) OWL.
أيضا تعتبر هذه اللغات معايير قياسية (Standards) متاحة للجميع ويمكن الرجوع إليها كمعيار موحد في تمثيل البيانات، وبالتالي فإن استخدامها في تطبيقات الويب الدلالية ستمنح البيانات قابلية أكثر للتبادل (Interoperability) والوصول (Accessible) من دون الحاجة لتحويلها إلى صيغة يفهمها الطرف الآخر.
إن مبادرة الويب الدلالية هي نظرة مستقبلية للشبكة العالمية ويشترك الكل في تكوينها ونجاحها. لذا فإن الأمثلة التي نطرحها تمثل رؤية مستقبلية فيما لوتحقق إنشاء الويب الدلالية. إلا أن هذه الرؤية المستقبلية لا تمنع أبدا من أن نستفيد من تقنياتها حاليا وسنبين في سياق هذا البحث ما يوضح عددا من التطبيقات التي تستخدم تقنيات الويب الدلالية لاستعراض نجاحاتها.
Tim Berners Lee on the Semantic ,,, - الويب الدلالية بكلمات من تيم برنرز لي - مخترع الويب-استخدامات الويب الدلاليةيستخدم الويب الدلالية في تطبيقات عدة منها التجارية والطبية والتعليمية واللغوية وغيرها. ولا يمكن حصر جميع التطبيقات الممكنة في هذا البحث ولكن سنعمد إلى إعطاء مثالين من مجالين مهمين هما المجال التجاري والمجال الطبي.
ففي المجال التجاري هناك العديد من التطبيقات والأبحاث المفيدة في هذا المجال، على سبيل المثال، تم استخدام الويب الدلالية في عمل بوابة تجارية تضم معلومات عن قطع غيار السيارات، مجلوبة من قواعد بيانات صناع وموردي ومستخدمي هذه القطع في أوروبا، وتم التوليف بين هذه البيانات باستخدام تقنيات الويب الدلالية وذلك لعمل أنتولوجي مشتركة بين جميع الأطراف المستفيدة لتوصيف بياناتها. كما تم استخدام تقنيات الويب الدلالية لإيجاد حلول لبعض المشاكل التي تحصل لقطع الغيار المعطوبة وذلك عن طريق إجراء استعلامات ذكية على البيانات الموجودة (Bryan M. and Cousins, 2008).
كما يمكن استخدام تقنيات الويب الدلالية لمساعدة الباحثين في المجال الطبي على إدارة البحوث في العلوم الطبية الحديثة، وتمكين فهم أفضل للأمراض، وتسريع عملية تطوير العلاج. فعلى سبيل المثال، قام (Oldham et al, 2006) بعمل نظام للسجلات الطبية للحد من الأخطاء الطبية، وتحسين كفاءة الطبيب مع المريض، وتحسين سلامة المرضى والارتياح في الممارسة الطبية، وتحسين عملية الفوترة لزيادة دقة الترميز. وقد استند النظام على تقنيات الويب الدلالية لتوصيف السجلات الطبية وترميزها لسرعة الوصول إليها وللقيام ببعض العمليات الاستنباطية منها. يذكر أن هذا النظام مستخدم حاليا في مركز أثينا للقلب (Athens Heart Center).
تكنولوجيا الويب الدلالية تغزو الصحافة
علي الرغم من أن تكنولوجيا الويب الدلالية لاتزال في مجملها جهدا مستقبليا يحمل قدرا من الحلم والطموح لجيل جديد من الإنترنت, وحقق فقط بدايات مبشرة من التطبيق العملي, فإنها وجدت طريقها إلي بيئات العمل الداخلية ومواقع بعض الصحف القليلة عالميا, وفي الاجتماع الاخير للمنتدي الدولي للمحررين ببراغ جري الحديث عن الويب الدلالية كواحدة من الموجات التكنولوجية التي يتعين علي الصحف الانتباه إليها وهي تسعي للبحث عن وسائل جديدة لجذب القراء وتخفيض النفقات وتعظيم العائدات, وهذا في حد ذاته مؤشر علي أن التداخل بين الصحافة والتكنولوجيا بلغ درجة جعلت الصحافة من أوائل الساحات التي تضربها موجات التكنولوجيا الجديدة, حتي وإن كانت هذه الموجات في طور التكوين أو الاختبار والبحث... فما هي الويب الدلالية ولماذا وكيف تغزو الصحافة؟صاحب مصطلح الويب الدلالية أو السيمانتك ويبSemantic,,, هو الدكتور تيم بيرنارد لي الباحث بمعامل بحوث سيرن بسويسرا والذي سبق واخترع شبكة الويب نفسها عام1994 استنادا إلي فكرة النصوص التشعبية, وقدم برنارد لي هذا المصطلح لأول مرة في ديسمبر2004, وكان دافعه في ذلك أن80% من محتوي الويب الحالي عبارة عن نصوص صممت لكي يقرأها ويفهمها البشر, بينما برامج الحاسب ومتصفحات الويب وبرامج البحث عاجزة عن التعامل مع هذا المحتوي وفهمه وتحليله بناء علي دلالته أو معانيه ومضمونه.وما أن طرح برنارد فكرته حتي تدافعت الأبحاث وجهود التطوير المتعلقة بالويب الدلالية, وفي غضون أقل من عامين فقط تشكلت البذور الأولي للويب الدلالية وبدا أنها تقود العالم نحو ثورة جديدة في عالم الإنترنت تعصف بالكثير من الثوابت الحالية وتنبئ بتغييرات عميقة ليس علي مستوي التكنولوجيا ولكن علي مستوي الثقافة والهوية والحضارة, وفي القلب منها الصحف ووسائل الإعلام.والويب الدلالية هي منهجية تتعامل مع المعلومات والبيانات عبر مسارين: الأول يجعل أدوات جمع وتصنيف وفهرسة وتخزين واسترجاع ومعالجة وعرض البيانات والمعلومات والبحث فيها تعمل استنادا إلي ما تحمله هذه المعلومات والبيانات من دلالات ومعان, وليس علي أساس ما تحتويه من أحرف وألفاظ وكلمات كما هو حاصل حتي الآن, والثاني يجعل جميع أنواع هذه الأدوات ـ من تطبيقات ومتصفحات وقواعد بيانات وبرمجيات إدارة التقويمات وجداول المواعيد والجداول الاحصائية وغيرها من البرمجيات الأخري ـ مهيأة لأن تنفتح بلا حواجز أمام أدوات البحث والتقاط وتجميع المعلومات والبيانات ـ كمحركات البحث ومتصفحات الإنترنت وأدوات نقل المعلومات وعرضها علي المحمول ـ بما يجعل منها جميعا نسيجا متكاملا مترابطا وليس كتل مستقلة مغلقة علي نفسها كما هو الحال الآن.لمزيد من التوضيح أقول أننا لو تصورنا ـ مثلا ـ أن هناك شخصا والدته مريضة وتحتاج إلي جلسات علاج طبيعي أسبوعيا, وأراد أن يستخدم الويب الدلالية لتحديد المواعيد والمكان واختيار العيادة, فهنا يمكن أن يدخل علي متصفح الويب الدلالية من خلال هاتفه المحمول المتصل بالإنترنت, ويطلب منه اقتراح عيادة, فيسترجع المتصفح المعلومات الخاصة بعلاج الأم من متصفح الويب الدلالية المخزن علي هاتف الطبيب, ثم يبحث في العديد من قوائم عيادات العلاج الطبيعي, ويركز علي العيادات التي توجد في دائرة قطرها20 ميل من منزل الأم والمتعاقدة معها في بطاقة تأمينها الصحي ويفلتر العيادات بحيث لا يتم اختيار سوي تلك المصنفة تحت تقدير امتياز أو جيد جدا في قواعد بيانات هيئات التقييم المعتمدة, ثم يطابق بين مواعيد الجلسات المتاحة والمنشورة في كل موقع من مواقع الويب الخاصة بعيادات العلاج الطبيعي ومواعيد العمل الخاصة بالابن, وخلال دقائق يقدم المتصفح خطة بها اسم ومكان العيادة ومواعيدها وتكلفتها وعلاقتها بالتأمين الصحي.في هذا المثال نحن أمام أدوات وتكنولوجيات دلالية منتشرة هنا وهناك, تعتمد في عملها اعتمادا كاملا علي معاني ودلالات معلومات وبيانات موزعة في أماكن شتي عبر الإنترنت والحاسبات الشخصية والتليفونات المحمولة, مما سمح لها بالتعامل مع هذه البيانات الموزعة كنسيج واحد بعضه يكمل البعض الآخر, ويجمع بينه فكرة أو موضوع البحث.السؤال الآن: ما علاقة الويب الدلالية بالصحافة ؟الصحافة هي في التحليل الأخير قناة لتوصيل بيانات ومعلومات في صورة محتوي متنوع الأشكال والحالات ما بين صورة ونص وملفات سمعية وبصرية ومعلومة أو بيانات ديناميكية تتغير طوال الوقت, وتقوم الصحيفة بتجميع هذه البيانات والمعلومات أو إنتاجها يوميا من مصادر تملكها أو أطراف وأحداث تولدها, ثم تقدمها إلي جمهور يتلقاها ثم يتفاعل معها ويستخدمها بصور شتي, من بينها التعرف علي حالة حقوقه القانونية والمالية والدستورية والسياسية والوظيفية والخدمية والعلاجية والتعليمية, وكيفية الحصول عليها وكيفية استخدام وسائل ممارسته لهذه الحقوق والدفاع عنها والتعبير عنها, ومعرفة كيفية تعاطي الجهات التنفيذية والمسئولة بالدولة مع هذه الحقوق ومدي إهدارها أو صيانتها.هذا معناه أن الصحيفة والعاملين بها وقراءها وزبائنها في حاجة دائمة إلي وسائل تعينهم علي الوصول إلي المحتوي المناسب الذي يحمل قيمة أو فائدة يجري البحث عنها, سواء في مراحل إعداد المحتوي الصحفي أو في مرحلة استهلاكه بعد النشر علي الويب والورق, وفي هذا الصدد يري الخبراء أن تكنولوجيا الويب الدلالية وأدواتها المختلفة يمكن أن تقدم للصحف ومحرريها وقرائها فرصا هائلة وغير مسبوقة في الوصول إلي المحتوي الذي يحتاجونه بصورة أسرع وأدق بتكلفة أقل وأكثر ثراء وعمقا.ففي مراحل إنتاج المحتوي الذي يشمل تجميع المعلومات والبيانات من مصادر شتي, تأتي الويب الدلالية لتقدم وسائل قوية للمحررين والمراسلين والكتاب وغيرهم من منتجي المحتوي بالصحيفة تعينهم علي تجميع البيانات المتعلقة بمعني أو فكرة أو قضية وليس لفظ أو كلمة, فمن يبحث مثلا عن حادث تحطم طائرة ستعينه الأدوات الدلالية في البحث داخل جداول مواعيد الطائرات ومسارات الرحلات وقوائم الركاب وقواعد بيانات شركات تصنيع الطائرات والمطارات ونظم الحجز ومدونات وجداول مواعيد الركاب وحاسباتهم الشخصية وتليفوناتهم المحمولة، وكلما صادفت الأدوات الدلالية معلومة أو بيان ذي دلالة أو معني عن الحادث في كل هذه المسارات وفي أرشيف الصحيفة تقوم بالربط بينها وتحليلها وتقديمها في صورة معلومات وبيانات تعطي القصة الإخبارية عمقا غير معتاد, ومعلومات يصعب إن لم يكن من المستحيل الوصول إليها بالأدوات الحالية.هنا نحن أمام أول فائدة تتحقق لقارئ الصحيفة ومن يطالع موقعها, لأنه سيجد نفسه أمام وجبة صحفية عميقة المعالجة غنية المعلومات زاخرة بالمعاني ذات العلاقة, فيزداد ولائه للصحيفة ويطول زمن بقائه علي موقعها, هذا فضلا عن أن وضع أدوات البحث الدلالية بين أيدي القارئ أو الجمهور يجعل الصحيفة التي تهييء محتوي موقعها ليكون محتوي دلالي في مقدمة الصحف التي تذهب إلي القارئ وهو يبحث عن موضوع معين باستخدام برنامج تصفح دلالي, أو أداة بحث دلالية, أما إذا لم يكن المحتوي جاهزا فتكون فرص ظهوره ضعيفة.إذن يمكن القول إن البوابة التي ستدلف منها الويب الدلالية إلي عالم الصحافة تتمثل في تطوير المحتوي ووضع أدوات ذات قدرات غير مسبوقة أمام المحررين في مرحلة تجميع وإنتاج المحتوي وتحرير المقالات والاخبار والتحقيقات والتقارير والتحليلات, وهذا التطوير في المحتوي يتحول في النهاية إلي قيمة مضافة جديدة أمام القارئ المسلح بأدوات الويب الدلالية الخاصة بالتصفح والبحث وغيرها وهو علي موقع الصحيفة, حيث سيكون بإمكانه الحصول علي معارف ومعلومات أدق وبالصورة التي تناسبه بالتحديد وبقيمة أعلي, أو الحصول علي محتوي غني وعميق وهو يمسك بنسختها الورقية.من هذا المنطلق تحدث جيرومي لاريدو نائب رئيس شركة أتيكس للبرمجيات أمام المنتدي عن الفوائد التي يمكن أن تجنيها الصحيفة من وراء توظيف وتطبيق أدوات الويب الدلالية, من بينها المساعدة في بناء قاعدة جماهيرية قوية للصحيفة تساهم في مكافحة ظاهرة تراجع التوزيع وتراجع الانتشار, وتحسين عائدات الاشتراكات وبيع الصحيفة, وتوفير أدوات إعلانية جديدة ومبدعة تقوم علي أساس التحليل العميق للمحتوي وربطه بما يناسبه من منتجات ترتبط بالسياق الذي يقرأه زائر الموقع أو قارئ الصحيفة, كما أن أدوات الويب الدلالية سوف تفتح آفاقا واسعة أمام الصحيفة لتقديم منتجات وخدمات صحفية جديدة تقوم علي التحليل العميق للمحتوي والكفاءة والتميز في استخلاص ما به من معان ذات علاقة بسياقات وقضايا وتوقيتات مختلفة, يمكن ترجمتها في صورة ملاحق أو صفحات خاصة أو خدمات إخبارية أو خبرات تاريخية تستند إلي ما يطلق عليه المحتوي ذي الذيل الطويلة.خلاصة القول إن أدوات الويب الدلالية تتخذ طريقها الآن للتثبيت والتركيب والعمل داخل بيئة العمل بالصحف بمفرداتها المختلفة, كنظم معلومات التحرير ونظم الأرشيف وأدوات تصميم وإدارة الموقع, حاملة معها إمكانات واعدة في خفض النفقات وجذب القراء ورفع درجة ولائهم للصحيفة وقبل ذلك كله تجويد الخدمة الصحفية وجعلها أكثر عمقا وثراء بالمعلومات.
تكنولوجيا الويب الدلالية تغزو المكتبات
تعمل المكتبات الرقمية على الوصول إلى الكميات الهائلة من محتويات الوثائق الرقمية المتاحة على شبكة الإنترنت، وبالطبع فإن محتويات هذه الوثائق مستخرجة من مقتنيات المكتبات التقليدية، ويعد الهدف الرئيس للمكتبات الرقمية هو إتاحة مصادر المعلومات في هذه المكتبات لأكبر عدد ممكن من المستفيدين وتقديم خدماتها لقطاع عريض من مستخدمي ومرتادي هذه المكتبات، فتعمد تلك المكتبات الرقمية إلى تصوير محتويات الكتب والدوريات وغيرها من مصادر المعلومات، سواء عن طريق قوائم المحتويات ,,,,,,,sأو النصوص الكاملة Full ,,,,، ومن ثم الاستفادة من مميزات تكنولوجيا المعلومات والقدرات الحاسوبية الهائلة المتاحة في التغلب على الصعوبات التي يمكن أن تواجه القدرات البشرية في عمليات اقتناء وجمع وتجهيز وفرز وتخزين هذا الكم الهائل من المعلومات والبيانات في شكلها الرقمي الجديد. إذاً فالمكتبات الرقمية تواجه العديد من التحديات في سبيل عملية إدارة هذا المخزون الهائل من محتوى المصادر الرقمية، والذي يتدفق بسرعة كبيرة يوماً بعد يوم عن الإنتاج الفكري للعلماء في مختلف أنحاء العالم وفي شتى المجالات الفكرية والعلمية، وهي –المكتبات الرقمية-في سبيل مواجهة هذه التحديات تعمل على إيجاد الحلول التقنية والتكنولوجيا الحديثة كل يوم في محاولة لتضييق الهوة بين ما يتم إنتاجه من المعلومات والبيانات ومع ما يمكن اقتناؤه وتنظيمه وبالتالي إتاحته للمستفيدين مرة أخرى وهو ما يسمى بالحداثة والجدة في المعلومات.وحتى وقت قريب جداً كانت أفضل الطرق لتنظيم هذا الكم الهائل من البيانات والمعلومات في المحتوى الرقمي هو تنظيمها بشكل متسق كما يحدث في معظم محركات البحث الحالية المتاحة للبحث في معلومات شبكة الإنترنت، وبالفعل فمعظم هذه المحركات تتبنى فكرة التنظيم الهرمي كخطط التصنيف، بيد أن النمو الهائل المستمر في محتويات شبكة الإنترنت من المعلومات والبيانات جعل من الصعب بمكان أن تكون مثل هذه الطريقة هي الطريقة الأمثل لتنظيم واسترجاع هذا الكم الهائل من المحتوى الفكري على شبكة الإنترنت ورغم أن معظم محركات البحث Search Engines تستخدم تكنولوجيا فائقة ومجموعة من الخوارزميات المنطقية Sophisticated Algorithms مثل Page Rank، غير أنها و في أغلب الأحيان لا تعطي معلومات عالية الجودة في نتائج الاسترجاع الناتجة عن البحث فيها، و هذا ما تركز عليه تطبيقات ويب الدلالي Semantic ,,,، حيث سيكون إحدى تطبيقاته وأولياته حل مشاكل إدارة موارد المعلومات على شبكة الإنترنت.فإن أحد التطبيقات الناتجة عن ويب الدلالي هو العمل على السماح بعمليات وصف الموضوعات والبيانات وتخزينها، وتأسيس الخطوط العامة لما يسمى بخرائط التدفق أو الأنطولوجيات Ontology، فالهدف الرئيسي من تطبيق تكنولوجيات ويب الدلالي في مجال المكتبات والمعلومات هو إتاحة قابلية التشغيل المتبادل، أي سهولة تبادل المعلومات والبيانات بين أكبر عدد من المستفيدين، كالقدرة على إتاحة البيانات والمعلومات الرقمية بصورة جيدة و توزيع هذه البيانات عبر أماكن التخزين المختلفة على شبكة الإنترنت أو أماكن تخزينها في المكتبة الرقمية. و بهذه الطريقة يمكن تطبيق تكنولوجيا ويب الدلالي في المكتبات الرقمية و التي تتضمن العديد من واجهات الاستخدام User Interface، و الواجهات التفاعلية بين الحواسيب و الإنسان Human-computer Interaction (و هي تتيح عرض المعلومات و البيانات و رؤية و تصفح مجموعات البيانات الرقمية)، و حسابات المستفيدين User Profiling (و التي تتضمن حرية التحرك للمستخدم في مساحة معينة من البيانات و التحكم فيها)، الخصوصية Personalization (و التي تتضمن الموازنة بين الفردية و العمومية في التخصيص)، واجهات المستفيدين).
الخاتمة
كلما ظهرت تقنية جديدة في مجال تكنولوجيا المعلومات، يسعى الجميع إلى الاستفادة من تطبيقاتها في مجالهم، ويبدو إن هناك توجهات متسارعة فيما يخص المعالجة الذكية للمعلومات، سواء باستخراجها (Data Mining) أو ربطها ببعضها (Data Integration) أو بمحاولة جعل الكمبيوتر يفهمها بشكل مقارب لفهم الإنسان. ومنذ فترة ظهرت تقنية جديدة في محركات البحث ونظم استرجاع المعلومات وهي ما يطلق عليه الويب الدلالي (Semantic ,,,) ، وهو ثورة جديدة في مجال محركات البحث وتطور أدوات استرجاع المعلومات من الشبكة العالمية الإنترنت، ولعل هذه التقنية الجديدة هو التوجه الذي يركز عليه مخترع الإنترنت “تيم بيرنيرز لي” (Tim Berners-Lee) الذي ابتكر مصطلح “الويب” والذي يطمح لتحسين تمثيل البيانات والبحث عنها في الإنترنت