بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ
السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا
حديث الفتن
الْحَمْدُ لله الَّذِيْ بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتْ
اللهم بك التوفيق وعليك التوكل وبك البلاغ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا ومولانا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
روى الإمام المحدث ابو داوود سليمان بن الاشعث السجستاني صاحب السنن في سننه رحمه الله قال كتاب
حديث الفتن
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فَارِسٍ حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ عَنْ أَبِي كَبْشَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي قَالُوا فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ كُونُوا أَحْلَاسَ بُيُوتِكُمْ
قال صاحب عون المعبود بشرح سنن ابى داوود
حديث الفتن
شمس الحق العظيم أبادي
( إن بين أيديكم ) : أي قدامكم ( كقطع الليل المظلم ) : من حيث أنها شاعت ولا يعرف سببها ولا طريق للخلاص منها , قال في النهاية : قطع الليل طائفة منه وقطعة , وجمع القطعة قطع أراد فتنة مظلمة سوداء تعظيما لشأنها انتهى ( يصبح الرجل فيها مؤمنا إلخ ) : يجوز أن يكون معناه مؤمنا لتحريمه دم أخيه وعرضه وماله كافرا لتحليله والله أعلم ( والماشي فيه خير من الساعي ) : السعي دويدن وشتاب كردن وكسب وكار كردن , والمقصود من الحديث أن التباعد عنها خير في أي مرتبة كانت فالقاعد أبعد ثم الواقف في مكانه ثم الماشي من الساعي . وعند مسلم من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا " ( كونوا أحلاس بيوتكم ) : جمع حلس وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب أي الزموا بيوتكم , ومنه حديث أبي بكر رضي الله عنه " كن حلس بيتك " . قال المنذري : قال الحافظ أبو أحمد الكرابيسي فيمن نعرفه بكنيته ولا نقف على اسمه أبو كبشة سمع أبا موسى روى عنه عاصم كناه لنا أبو الحسن العارمي حدثنا محمد يعني ابن إسماعيل وقال الحافظ أبو القاسم في الأشراف أبو كبشة أظنه البداء بن قيس السكوني عن أبي موسى وذكر هذا الحديث , وذكر الأمير أبو نصر بن ماكولا أبا كبشة البراء بن قيس وذكر بعده أبا كبشة السكوني عن عبد الله بن عمرو بن العاص ثم قال وأبو كبشة عن أبي موسى الأشعري روى عنه عاصم الأحول وذكره الدارقطني أخشى أن يكون الذي قبله . وقال البراء بن مالك : من قال غير ذلك فقد صحف يشير بذلك إلى الرد على من قال في البراء بن مالك أنه أبو كيسة بالياء آخر الحروف والسين المهملة . انتهى كلام المنذري . كذا رواة الترمذى وابن ماجة في سننهم رحمهم الله والله أعلم