قال عصام سلطان، عضو مجلس الشعب، إن قرار جماعة "الإخوان المسلمون" الدفع بالمهندس خيرت الشاطر كمرشح لرئاسة الجمهورية، ليس له أي فائدة لا للجماعة ولا الوطن، مشيرا إلى أن هدف الجماعة من هذا القرار هو المزيد من شق الصف واستعداء القوى السياسية والقوى الأخرى الموجودة بالمجتمع وعلى رأسها المجلس العسكري.
وأكد سلطان وهو نائب رئيس حزب الوسط أن الإخوان كانوا سيحققون العديد من المكاسب إذا وضعوا يدهم في يد مرشح آخر وطني بصرف النظر عن انتمائه الاسلامي أو الحزبي مثل عبدالمنعم أبوالفتوح أو حمدين صباحي أو سليم العوا.
أضاف سلطان خلال لقائه مع الإعلامية منى الشاذلي في برنامج العاشرة مساء أنه كان في انتظار رفض هذا القرار وخاصة بعد تأجيل اجتماع مجلس شورى الإخوان، وكان هناك أغلبية بنسبة 85% داخل حزب الحرية والعدالة ضد ترشيح الشاطر، ملمحا أن التوتر الحادث الآن داخل صفوف الجماعة واتخاذهم لقرارات ثم الرجوع فيها يمس بأصل مرجعية "الإخوان" وهي النشأة الأخلاقية التي تتمثل في مقولة "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
ورأى عصام سلطان وهو محام معروف أن ترشح خيرت الشاطر للرئاسة له انعكاسات داخل الجماعة نفسها أولا ومصر ثانيا لأن هذا القرار لن يمر بهدوء داخل الجماعة التى تعاني في الأصل من مشكلة وهى أن هناك قطاعا كبيرا من الشباب يؤيد الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح رئيسا لمصر، ولم يجد هذا الشباب إجابات واضحة وشافية عن سبب امتناع قيادات الجماعة عن دعم "أبوالفتوح"، وبالتالي جاء هذا القرار ليؤكد فكرة محاربة "أبوالفتوح" لدى الجماعة.
وعلى مستوى مصر، أشار سلطان خلال البرنامج الذي تبثه قناة "دريم 2" الفضائية إلى أن قرار الدفع بـ"الشاطر" سيتسبب في تأخر الديمقراطية وتأخر مصر بشكل عام، مما يساعد أكثر على الصدام مع المجلس العسكري، فهو بمثابة محاول استقواء من قبل الإخوان، وضم أوراق جديدة لتصعيد الصدام مع "العسكري"، مؤكدا أن هذا الصراع حقيقي وليس "تمثيل" كما يدعي البعض.
أوضح سلطان أن فكرة سيطرة تيار بعينه على البرلمان المصري بغرفتيه الشعب والشورى ثم الرئاسة وبعدها الحكومة كتحصيل حاصل، تقضي على الديمقراطية التي نادت بها الثورة، فلم يتبقى شيء للقوى السياسية بعد ذلك، وتساءل هل الجماعة بالفعل مؤهلة لتحمل مسئولية هذه الأمور الأربعة؟.
وأضاف سلطان، وهو عضو سابق بجماعة "الإخوان المسلمون" لأكثر من 15 عاما أنه يعلم أنه "ليس تحت القبة شيخ"، فالإخوان لم يتمكنوا من بلورة فكرة معينة عن الحياة السياسية بمصر، وأن كل ما يقال عن أنهم مستعدون لوضع دستور ولديهم الأدوات البرلمانية التى ستساعدهم في ذلك كلام غير صحيح.
ربما يفكر المهندس خيرت الشاطر بعقلية "التاجر" ولكن ليس حقيقيا أنه من أصحاب رؤوس الأموال الذي يحرك الدنيا ولا يقعدها، لأن هذه طبيعة حركة الأموال داخل الجماعة التي كانت يجب أن تتأصل ويكون لها بيان رسمي فلا يوجد ما هو "ملك الإخوان"، ولذلك فهو رجل وقف أكثر منه رجل أعمال لأنه كان يدير ملف الأموال لدى الجماعة، ويصرف له راتب لأنه تفرغ تماما للدعوة، وفقا لما قاله لسلطان.