عدد كبير من الرجال ليس لديه الاستعداد أو الشجاعة، لاتخاذ قرار بالزواج من جديد؛ بسبب العبء العاطفي المحمول من الطلاق، والزواج السابق الذي مُني بالفشل. ويبدو البعض الآخر وكأن الطلاق قد جعلهم غير قادرين على التفكير بتكريس حياتهم لزواج جديد، فيميلون للبقاء أسرى الوحدة القاتلة، وبكلمات أخرى هناك من هو غير قادر على التفكير بالحب من جديد، ولكن المنطق يقول إن للجميع حقًا طبيعيًا في تجريب حظهم من جديد، فربما ينجحون في المحاولة الثانية.
إشارات
وضع الدكتور ماركو سيدارتا، المتخصص في علم النفس والاجتماع والمحاضر في كلية العلوم الإنسانية في جامعة «أونيبيان» البرازيلية، إشارات تأتي من الرجل المطلق وتدل على أنه مستعد للزواج من جديد، فما هي هذه الإشارات؟
أولاً: يتخلى عن الذهاب للنوادي الليلية
هذه تعتبر من أولى الإشارات على أن الرجل المطلق الذي كان يذهب للنوادي قد غيّر تفكيره؛ ليدرك أن ما كان يفعله ما هو إلا مضيعة للوقت والمال. ومثل هذا الرجل يفقد اهتمامه ببريق الأضواء الذي يزيّن حلبات الرقص واللهو.
يتابع الدكتور ماركو: «حتى إذا لم يكن توقفه عن الذهاب إلى هذه الأماكن جاء بسبب قرار مفاجئ للزواج، فإنه سيبدأ بعد مدة يشعر بالحنين للاستقرار العاطفي مع امرأة واحدة تخلص له، وتملأ عليه حياته، وتشعره بالبهجة من جديد... وتوقّفه عن الذهاب إلى هذه الأماكن يعيد إليه بالتدريج فكرة الارتباط بامرأة من أجل الزواج.
ثانيًا: يشعر بالمسؤولية تجاه أفعاله
إذا وصل الرجل إلى نقطة التفكير بالفوضى التي يمر بها، وبدأ يتحمل مسؤولية أفعاله، فإن ذلك دليل على حنينه للشعور بالمسؤولية من جديد؛ لأن ذلك من طبيعة الرجل، ففي هذه الحالة يبدأ بالنظر إلى نفسه وحالته وصورته أمام المجتمع الذي لا يرحم أحدًا، والذي قد لا يحترم من يتخبط في بحر من الفوضى.
ثالثًا: يتعافى من آثار الطلاق السابق
هذا الشعور هو الأهم على الإطلاق لإيجاد الرغبة بالارتباط والزواج من جديد؛ لأن من لا يستطيع ذلك لن يوجد عنده استعداد للارتباط. يعلّق الدكتور ماركو: «هذه الإشارة لا تخفى على أحد؛ لأن من يتعافى من آلام وأحزان الطلاق السابق تتغير أحاديثه مع الآخرين، ويصبح منفتحًا بعد مدة من الانغلاق على نفسه».
رابعًا: يهتم بمظهره الخارجي
إن الطلاق يعتبر مصيبة بالنسبة للرجل الذي كان يعتمد على زوجته في ترتيب مظهره الخارجي، فيصبح بعده إنسانًا يهمل نفسه، ولا يهتم بمظهره الخارجي. وعودة الرجل للاهتمام بمظهره يعني أيضًا أنه بدأ يحب نفسه من جديد، ويستعد للدخول في قفص ذهبي آخر.
خامسًا: ينسى الشريكة السابقة بشكل نهائي
هناك مطلقون يصعب عليهم نسيان الشريكة السابقة للحياة، فتكون على ألسنتهم في معظم أحاديثهم. فإذا بدأ الرجل يعطي الانطباع بأنه نسي الزوجة السابقة، فإن ذلك يعني الاستعداد لقبول شريكة أخرى. وهذا النسيان يجب أن يكون كاملاً؛ لكي لا يقع في مشاكل مع الشريكة الجديدة؛ التي لا تحب أي إشارة من المطلق تدل على أنه لا يستطيع نسيان الزوجة السابقة.
سادسًا: يستعيد الشعور بالسعادة من جديد
من المعروف أن الطلاق مهما كان ضروريًا لتسوية وضع صعب بين زوجين، فإنه يترك آثار الحزن والتعاسة على الرجل والمرأة على حد سواء. وبرأي الدكتور ماركو أن الشعور بالحزن يغيّر الإنسان، خاصة إذا طال أمده، فالرجل الذي تعود إلى وجهه البسمة والفرحة يعني أنه بدأ يدرّب نفسه على استعادة السعادة إلى نفسه وقلبه، وهذا يساعده إلى حد كبير جدًا على التفكير بالزواج من جديد.
سابعًا: يقبل واقع الطلاق
إذا لم يقبل الرجل واقع الطلاق، فإنه لن يستعيد الرغبة بزواج جديد، خاصة إذا شعر بأنه لم يكن مسؤولاً عما حدث بينه وبين شريكة حياته السابقة، أو بأنه ظلم نتيجة شكها بإخلاصه لها. يعلّق الدكتور ماركو: «من يقع ضحية الظلم يصعب عليه قبول الواقع، ولذلك فإن قبول واقع الطلاق السابق يعتبر إشارة إلى الاستعداد للدخول في واقع زواجي آخر».