Admin Admin
المهنه : المزاج : رقم العضويه : 1 الجنس : بلدي : مصر عدد المساهمات : 9442 نقاط : 26681 تاريخ الميلاد : 01/01/1991 تاريخ التسجيل : 14/04/2011 العمر : 33 الموقع المفضل : منتدي
| موضوع: كثر عقوق الأمهات في هذه الآونة الأخيرة من الزمان الأربعاء يونيو 26, 2013 10:15 am | |
| كثر عقوق الأمهات في هذه الآونة الأخيرة من الزمان ، بسبب البعد عن دين الواحد الديان ، ونتيجة لكثرة مغريات الحياة الدنيا ، وتهافت الكثيرين عليها ، ونسياناً لرد الجميل ، ورغبة عن مقابلة الإحسان بمثله ، حتى نشأ لدينا جيل تنكر لدينه وأهله ووطنه _ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم _ . كم من الرجال والشباب من يضرب أُمه ويهينها ويطردها من بيته أو بيتها أو ربما قتلها ، يالله . . ضربها وطردها وقتلها ، ياله من عاق ، إنه جاهل غافل سفيه لا عقل له . عقوق الأمهات بعد الإشراك بالله, أكبر جريمة أن تعق الذي كان سبب وجودك, أن تعق الذي كان يجوع لتأكل, ويعرى لتكتسي, ويسهر لتنام, ويفتقر لتغتني, هذا الذي كان سبب وجودك, الإساءة إليه مشكلة كبيرة جداً: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً﴾ [سورة الإسراء الآية:23] أي رفع بر الوالدين إلى مستوى عبادة الله عز وجل: ((إِنَّ الله حرّم عليكم عقوق الأمّهات)) [ متفق عليه عن المغيرة بن شعبة] قد يقول أحدنا: والآباء؟ والآباء طبعاً, لكن الأم أكثر اهتماماً, وأكثر بذلاً, وتضحية من الشاب؛ فأمك, ثم أمك, ثم أمك, ثم أباك، أحياناً يختلط هذا البر, ينقلب إلى طاعة؛ فلو أن أماً أمرت ابنها بمعصية لا طاعة لها, هناك أولاد عندهم بر شديد؛ هذا البر يسوقهم إلى أن يعصوا إرضاء لأمهاتهم, هذا خطأ كبير, أنا لا أعتقد أن على وجه الأرض من آدم إلى يوم القيامة, رجلاً أحب رجلاً كحب سيدنا الصديق لرسول الله, أما حينما مات, قال: "من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات, ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت". أروع ما في هذا النص كيف استطاع أن يميز؟ كيف أن هذا الحب الشديد لم يحمله على أن يشرك؟ سيدنا رسول الله، سيد الخلق, قال: "من كان يعبد محمداً فإن محمداً ـ لم يقل: رسول الله, نص ثابت ـ قد مات, ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت). هنا البطولة: أن تفرق بين بر الوالدين, وبين طاعة الوالدين, أحياناً أبناء من أجل أن يبر أمه يظلم زوجته، من أجل أن يبر أمه يحرم أخوته البنات من الميراث, من أجل أن يبر أمه يرتكب المعاصي, وهو لا يشعر؛ فالتطرف سهل جداً, أما التوازن يحتاج إلى بطولة, تعرف حق الأم, قالت له: "إما أن تكفر, وإما أن أدع الطعام حتى أموت, قال لها: يا أمي, لو أن لك مئة نفس, فخرجت واحدة واحدة ما كفرت بمحمد, فكلي إن شئت, أو لا تأكلي " المشكلة أن أماً ظالمة, وتحمل ابنها على الظلم, يقول لك: أمي, وإذا أمك! الله فوق أمك, والحق فوق أمك, وإعطاء الناس حقوقهم فوق الأم, ليس المعنى: أن تكون قاسياً, لا, كن لطيفاً: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا﴾ [سورة العنكبوت الآية:8] دائماً إذا كنت ليناً سهلاً, إذا كنت قاسياً صعباً, أما أن تجمع بين اللين والقسوة فهنا البطولة، أن تجمع بين أن يرجوك الناس وأن يهابوك القضية ليست سهلة, حتى إنك تجد أحياناً آباء على درجة كبيرة من اللين, و آباء على درجة كبيرة من العنف؛ صار كلاهما على خطأ, أن تجمع بين اللين ـ عند اللين ـ والشدة ـ عند الشدة ـ. ألا وإن أعظم الرحم صلة الوالدين ، لأنهما سبب وجودك في هذه الحياة ، فهل تقابل ذلك بالجحود والنكران ؟ العاق يحرم نفسه بركة العمر ، وبركة الرزق ، وبركة الولد ، العاق يعرض نفسه للعذاب في الدنيا والقبر والآخرة ، فيخسر خسارة كبيرة ، العاق يقطع صلته بربه فبر الأمهات والإحسان إليهن ، وكذلك الآباء ، سبب لزيادة الرزق ، وزيادة العمر ، وصلاح الذرية ، وحسن الخاتمة ، والعقوق على النقيض من ذلك ، فهو سبب للفقر والخسارة ، وموت الفجأة ، وسوء الخاتمة ، وعقوق الأولاد . أيها العاق . . والله ثم والله ، مهما قدمت لأُمك من خير وبر وطاعة وإحسان فلن توفيها ولو زفرة من زفراتها الله يجزي البار خيراً على إحسانه ، وثواباً على بره . عقوق الأمهات سبب لحبس اللسان عن قول شهادة التوحيد ، فهذا علقمة شاب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ملأت قصته الكتب والسطور ، والدواوين والصدور ، شاب يصلي المكتوبات ويحافظ على الرواتب ، يصوم رمضان ، ويصوم غيره من الأيام ، تزوج بامرأة ، أطاعها وعق أُمه ، فغضبت عليه ، ولما حضرته الوفاة قيل له : قل : لا إله إلا الله ، فلم يستطع قولها ، وعجز عن النطق بها ، لماذا يا علقمة ؟ ماذا عملت يا علقمة حتى يُحبس لسانك عن قول : لا إله إلا الله ؟ لقد عق علقمة أُمه ، أرضى زوجته وأسخط أُمه ، أطاع زوجته وعصى أُمه ، سخطت عليه أُمه فسخط الله عليه ، غضبت عليه أُمه فغضب الله عليه فجاءوا إلى النبي فقالوا : إن لسان علقمة لم ينطق بكلمة التوحيد وهو في الموت ، فقال : قولوا لأمه : إما أن تأتيني وإما أن آتيها ، فقالت : بل أنا آتي رسول الله ، فلما جاءت إليه سألها عن خبر علقمة ، فأخبرته أنه كان يعقها ، فقال : إما أن ترضي عنه وإما أن أحرقه بالنار ، فقالت : بل أرضى ، تنظروا إلى قلب الأم ، قلب رحيم ، قلب شفيق ، قلب رفيق رقيق ، قلب حنون ، قلب عطوف ، لم ترض أن يُحرق ولدها وقد أحرق قلبها ، فلما رضيت عنه صدقاً وحقاً ، نطق علقمة بالشهادة . فاحرصوا معاشر الأبناء والبنات على رضى أُمهاتكم ، فرضاهن رضى لله ، وسخطهن سخط من الله . والختام بهذه القصة : جلس الشاب مع عروسه على المنصة والنساء حولهم _ وهذا أمر لا يجوز للرجل فعله ولا يجوز للنساء حضور مثل ذلك _ المهم جلس بجانب عروسه ، وأُمه التي حملته وأرضعته ورعته وزوجته في أشد حالاتها فرحاً ، ففلذة كبدها قد تزوج وحان أوان رد الجميل ، الآن تجلس هي ويقوم هو ، وترتاح هي ويتعب هو ، وتنام هي ويسهر هو ، أليس الله تعالى يقول : { هل جزاء الإحسان إلا الإحسان } ، ألم يقل الله تعالى : { ووصينا الإنسان بوالديه حسناً } ، وبينما هو يتجاذب أطراف الحديث مع عروسه ، وأمه تحتفل بهما على المنصة رائحة غادية ، فرحة مسرورة ، إذ به يفاجأ بعروسه وهي تقول له : أخرج أُمك من هنا فأنا لا أُحب أن أراها ، فقام وجاء بأمه وقربها إليه وقال للحاضرات : من يشتري أُمي ، فذهل الجميع ، كيف يبيع أُمه ؟ من يشتري أُمي ، فسكن الجميع في وجوم غريب ، وصمت عجيب ، لم يجبه أحد ، فقال : أنا أشتري أُمي ، أنا أشتري أُمي ، فاشترى أُمه ، واشترى جنة عرضها السماء والأرض ، وقال لزوجته : أما أنت فطالق ثم طالق ثم طالق ، طلق العاقة ، طلق الجاهلة ، طلق السفيهة ، فزوجة هذه أفكارها ، وتلك آراؤها ، لهي نكسة ونكبة وسوء على زوجها وعلى أُسرتها ومجتمعها وأمتها ، وهل تباع الأم ، تباع مهجة الفؤاد ، تباع سبب الحياة والوجود ، لا يعدل وجودها أثمان الدنيا وأموالها ، لا مقارنة بين الأم والزوجة ، ولا مقارنة بين الأم والولد ، فالأم إذا ذهبت لا تعوض ، والزوجة بدلها مئات وآلاف وملايين ، أحسن منها وأجمل وأنسب وأغنى ، والولد كذلك يعوضه الله عز وجل بغيره ، أما الأم فلا تُعوض أبداً ، لقد اشترى من ربته وتعبت وسهرت لأجله ، اشترى من تجري الجنة تحت قدميها ، اشترى رحمة الله ، فلله دره من رجل بار بوالدته ، فهل من رجل رشيد ، وبنت رشيدة ؟ | |
|