إنه منذ بداية عصر النبوة, وصدر الإسلام الأول, عهد النبي صلى الله علية وسلم وصحبة الكرام, كان الرجل يأتي يطلب النبي صلى الله علية وسلم تطهيره من خطيئته, بل وتأتي المرأة يدفعها إيمانها ,وتوبتها الصادقة , تطلب تطهيرها من خطيئتها, تقول: إني حبلى من الزنا, فيرجمها النبي صلى الله عليه وسلم, ثم يصلى عليها, وليعجب الصحب الكرام! من صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم عليها , فيخبرهم أنها تابت توبة, لو وزعت على سبعين رجل ٍمن أهل المدينة لكفتهم, ثم عهد التابعين , الذين كانوا على أخلاق عالية, وصفات حميدة, يندر بها الزمان, وتعجز عنها الرحال, ممثلة ًبتلاميذ الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم, لتتابع القرون, وتتعاقب الأجيال, ليأتي زماننا هذا , والذي لا يزال فيه بقية خير ٍولله الحمد والمنة, ولكن, ثمة أمور ظهرت , وأمراض فشت, ومخاز ٍ انتشرت, نخشى أن تأتي على أخلاق هذا المجتمع المسلم, ألا وهي مهنه وحرفه, عمد على احترافها , ثلة من الشباب والشابات, ظهرت منذ زمن, فلم تول اهتماما ًكبيراً , فولدت قضية عظمى, وطامة كبرى, ورزية تعجز الأقلام عن وصفها, والألسنُ عن التحذير فيها , ألا وهي ظاهرة الإركاب ِ والمعاكسات, ومما لا شك فيه , أن لكل ظاهرة أسباب, ومن الأسباب لهذه الظاهرة, ضعف الإيمان بالله, وعدم الشعور بمراقبة الله, فبعض هؤلاء لم يحاولوا في وقت من الأوقات, أخذ كتاب الله وقراءته, أو حفظ بعض الآيات القرآنية, أو معرفة تفسير بعض الآيات والسور, إنهم لم يفكروا بقراءة ٍ في سير الأصحاب, ولكنهم عكفوا ليتفقهوا في قصص الحب والغرام, وحفظ نصوص الغزل والغرام, واستظهار المجلات الهابطة التي تهدم البيوت والأخلاق, ولكأنما هي سنة ٌوأحكام, وجّر هذا, الفراغ الذي يعيشه كثير من الشباب والشابات , أتى بكثير من الويلات, ومن الأسباب: سوء التربية في المنزل, وهذا له أثر كبير, فغياب الأب طويلا عن البيت, وإهمال الأم لبناتها, أودى بكثير من الأولاد إلى الانحراف, ناهيك عما يقوم به الوالدان من جلب ٍلكثير من الشرور والآثام إلى البيت, حتى أدمن بعض من الشيوخ والعجائز, بل وكثير من الفتيان والفتيات, مشاهدة المسلسلات, بل وصل الأمر بالأمر بالهدوء والإنصات, عند سماع الأغنيات, ومشاهدة الأفلام المخزيات, ومن الأسباب: إهمال كثير من أولياء الأمور , تزويج بناتهم, وتركهن سجينات في البيوت, حبيسات الهموم ِوالغموم, كم من التلميحات لمحتها لك ابنتك , كم من النداءات نادتك بها زوجتك, ولكنك غافل عنها, متناس ٍلها , مشغولٌ بوظيفتك, مهمومٌ بتجارتك, إنها تأن أنين الكسير, تتأوه تأوه الجريح, نعم, لقد عنست بعض بنات المسلمين, وبلغن الخمسة والعشرين, بل والأربعين, وهن يسرن نحو الخمسين , أهذا من الأمانة, أم من الإهمال والخيانة, أينكم عن الذين يبحثون لبناتهم عن الأكفاء, ويعرضون عليهم الزواج, فعمر رضي الله عنه فعل ذلك , وابن المسيّب اقتدى بذلك, فيا لله العجب, من آباءٍ وأولياء, يتاجرون بوظائف بناتهم, ويرفعون أرصدتهم, على حساب فلذات أكبادهم, كم من الصيحات أطلقتها بعضهن, عبر الصحف والمجلات, عبر الهواتف والحاسوبات, يقلن:أنقذونا من آباءٍ منعونا حقوقنا, وهذه قصة ُإمرأة عانس, عصفت بها الهموم, ونزلت بها الغموم, حتى سقطت مريضة , فلما حضرتها الوفاة , وتحلقت الأسرة بها , قالت لأبيها وهو عند رأسها , قل:يا أبتي آمين, قال: آمين, قالت: قل آمين, قال: آمين, قالت: قل آمين, قال: آمين, قالت: حرمك الله الجنة كما حرمتني الزواج, ومن الأسباب: كثرة خروج المرأة من المنزل لغير حاجة , فتخرج إلى السوق, كلما سمعت ببضاعة جديدة, أو تعجز أن تصبر نفسها عن معاينه المحلات, تخرج كثير منهن كاسية ٌ عارية , مائلة ٌ مُميلة, ترتدي الثوب القصير, وتلبس الكعب الطويل, وتفوح منها الرائحة الزكية الجميلة , مما أدى ببعض الشباب لمطاردتهن وملاحقتهن, وتصويب النظر إليهن, ترى ذلك الذئب في السوق, جعل همه مظهره , وجاء يؤذي نساء المسلمين, بشتى أساليبه السافلة , مطلقا ًالعنان لبصره, يلتهم محاسن النساء, تُسَيرهُ شهوته, وتسيطر عليه نزوته, همه فريسته, غير مبال بعظم عقوبته وشناعة جريمته, كم من رسائل الحب, يكتبها الخراصون الكذابون, يؤججونها بالحب والغرام, والعواطف والحنان, وكذبوا إنما هي أكاذيب وأوهام, وحبالٌ وشراك, من أجل القضاء على العفة والأخلاق, ومن الأسباب: سماعة الهاتف, وأعظمه النقال الجوال,هو من أعظم المداخل على الفتاة,ولقد استطاع بعض ضعاف النفوس, قليلي الحياء والإيمان, ممن لا خُلق لهم ولا أخلاق, الدخول على الفتاة من خلال هذا الهاتف عبر المكالمات, على حين غفلة من الآباء والأمهات, ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد, بل ضربت المواعيد مع هؤلاء العابثين المفسدين, على أمل الخطبة والزواج . فياأيتها الفتاة : أعتبري بغيرك قبل أن يعتبر بك, فالسعيد من وعظ بغيره, والشقي من وعظ بنفسه, أما سمعتِ عن قصص تلك المغامرات, ممن سقطن في الحظيظ , بسبب تلك المعاكسات . يا فتــاة حفـــظ الديـن لهــا :::::: مجدها الأسمى على مر الزمن أحجبي بالستر وجها ًحسنا ً:::::: أبعدي العار عن الوجه الحسن أما آن لك أيتها الفتاة , أن تتوبي إلى ربك , وتعودي إلى رشدكِ, وتستيقظي من سباتك, وتغلقي الشر عنك , وتحفظي شرفك, وشرف أهلك, تذكري , أن الفتاة الأمينة ثمينة, فإذا خانت هانت, وتذكري سلفك عائشة وحفصة, وفاطمة وسمية, وغيرهن, ممن وقفن كالجبال الراسيات , في وجه الإغراء والرذيلة, كم من فتاة عضت أصابعها ندما ً, يوم أن سلبت منها عفتها, وذهبت كرامتها. ----- منقول -----