وفاة الشيخ بكر أبوزيد بعد إنتاج علمي وفقهي غزير
انتقل إلى رحمة الله تعالى في الرياض أمس عضو هيئة كبار العلماء في المملكة الشيخ الدكتور بكر أبو زيد عن عمر ناهز الـ 63 عاما مخلفا ورائه إرثاً علميا جاوز الـ 50 مؤلفا في العلوم الدينية وخصوصا الفقه والتشريعات الإسلامية والفتاوى في النوازل، إضافة إلى مشاركاته الكثيرة في إلقاء المحاضرات الدينية.
وأديت مساء أمس الصلاة على الراحل الشيخ أبوزيد في مسجده بحي العقيق في الرياض وسط جموع كبيرة من المصلين.
وولد أبوزيد في محافظة الوشم عام 1365 هـ، ثم انتقل إلى الرياض حيث أتم دراسته حتى تخرج عام 1387هـ من كلية الشريعة بالرياض.
وعرف الشيخ أبوزيد (رحمه الله) بملازمته للعلماء والحرص على حضور حلقات العلم في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وخصوصا مفتي المملكة الراحل الشيخ عبدالعزيز بن باز (رحمه الله)، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي (رحمه الله).
وعمل الراحل في سلك القضاء في المدينة المنورة، وفي إمامة وخطابة المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، وكان عين في عام 1400 هـ وكيلا لوزارة العدل.
وفي عام 1412 هـ عين عضوا في لجنة الفتوى، وهيئة كبار العلماء، وعين بأمر ملكي في عام 1405هـ ممثلا للمملكة في مجمع الفقه الإسلامي الدولي، المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي، واختير رئيسا للمجمع.
ومن أشهر مؤلفات الشيخ أبوزيد كتابه" حراسة الفضيلة" الذي طبع عدة مرات حيث فصل فيه بعض القضايا التي تخص المرأة مثل الحجاب، وكتب " حكم الانتماء إلى الفرق والأحزاب والجماعات الإسلامية" و"النوازل قضايا فقهية معاصرة: التشريح وزارعة الأعضاء، المرابحة، حق التأليف، الحساب الفلكي، البوصلة"، وعرف الشيخ ببحوثه الكثيرة في مجال مستجدات العصر الطبية والمصرفية ورؤية الإسلام لها حيث ألف كتبا ورسائل وفتاوى مثل "أجهزة الإنعاش وعلامة الوفاة" و"طفل الأنابيب" و"خطاب الضمان البنكي" و"التأمين". كذلك من أشهر كتبه "الحدود والتعزيرات" و"الجناية على النفس وما دونها"، و"تصنيف الناس بين الظن واليقين" و"الرقابة على التراث" و"المدخل المفصل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل" و"معرفة النسخ والصحف الحديثة" و"المدارس العالمية الأجنبية - الاستعمارية.. تاريخها ومخاطرها" وغيرها كثير.
وبجانب جهد الشيخ أبو بكر في التأليف فقد اجتهد في تحقيق الكثير من كتب السابقين مثل "عقيدة السلف : مقدمة ابن أبي زيد القيرواني لكتابة الرسالة" و"الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث لمؤلفه أحمد بن عبدالكريم العامري الغزي".
كذا خصص بعضا من رسائله للرد على بعض العلماء ونقاشهم نقاشا علميا حول بعض القضايا الفكرية.
الرياض: الوطن
إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرنا في
مصيبتنا و اخلف لنا خيرا منها