تنين الأبداع مرشح لفريق الابداع
المهنه : المزاج : الجنس : بلدي : عربي وكفي محافظة : المحرق عدد المساهمات : 241 نقاط : 723 تاريخ الميلاد : 16/11/1998 تاريخ التسجيل : 18/06/2013 العمر : 25
| موضوع: مقامة الطبيب صاحب اللسان والطبيب الإنسان الجمعة يونيو 21, 2013 3:32 pm | |
| مقامة الطبيب صاحب اللسان والطبيب الإنسان
حدثني صديقي علام.. وهو شاب هُمام.. درس في كلية الصيدلة خمسة أعوام.. حضر كثيرًا من الندوات.. وتمرن على الجديد في مهنته عن طريق المحاضرات والمؤتمرات.. شاب ممارس وحاذق.. وبالدواء مغرم وعاشق.. عندما يستلم الوصفة من الطبيب.. يقرؤها بلهفة عجيبة كأنها رسالة من حبيب.. يتبع التعليمات.. ويخاف ربه عند تدقيق الوصفات.. قال لي ذلك الصديق: جاءتني وصفة، ولدي زحمة والمكان به ضيق.. وكعادتي في التدقيق.. رأيت أن هنالك وصفة تحتاج مني إلى استفسار.. ويجب عليّ التحدث مع كاتبها المغوار.. لأستفسر عن بعض ما شخبط.. كي أستطيع صرف الدواء دون أن أغلط.. فعملت لكاتبها نداء.. ورد عليّ بعد طول انتظار وعناء.. فعرفته بنفسي وقلت له أنا فلان.. أكلمك من هذا المكان.. فقال بلغة المتكبر (وشعندك.. خلصنا).. أخبر.. فقلت له يا دكتور.. أكلمك وأنا الزميل المعذور.. فعملي يتطلب مني أن أقوم بهذا الدور.. وأرغب منك أن تحترم وقتي الذي أهدره كي لا أفضح المستور.. ولكي أصرف الدواء للمريض.. بطريقة صحيحة ليس بها أي تناقض أو نقيض.. فرد بعدما تمتم.. وقال بلهجة المتلعثم.. (قول.. واخلص).. فذكرت له المشكلة وقلبي يعتصر من هذا الأسلوب.. وكأنني أتملقه أو أشحذه أو أطلب منه أن يسترني من بعض العيوب.. ثم أقفل الهاتف.. بعدما جاوب وخالف.. ومن الجواب لم أستفد.. فهو يريد مني أن أصرف دواء يؤخذ بالعضل بديلاً من دواء يؤخذ بالوريد.. فرفعت المشكلة إلى إدارتي.. فقامت بالواجب تجاه محنتي.. وإدارتي عرضتها على إدارته.. ولم تقصر هي أيضًا فقد زادت عليه محنته.. فقلت لصديقي علام.. خطؤك أنك لم تجد الكلام.. فربما الرجل كان مشغولاً.. أو عنده ظرف بينه وبين الدماثة يحول.. فقال علام.. لا يا صاحبي وألف لا.. فأغلب أطبائنا متعاونون.. عندما تناديهم يستجيبون.. وعندما تستفسر منهم حول وصفة كتبوها يساعدون.. ولكن هنالك قلة قليلة لا تستطيع التعامل معهم بأي وسيلة.. يعتقد أحدهم أن الاستفسار.. هو تقليل من شأنه.. أو أنك تلحق به العار.. فتكون ردة فعله كفعل التيار.. وأقصد بالتيار.. تيار الكهرباء.. عندما يلسعك وأنت مبلل بالماء.. فحينها تحتاج إلى أن تستغيث بالإطفاء.. لأن الحريق لم يصل إلى الجسد بعد.. ولكنه بدأ بالرداء.. فمثل هذا الطبيب هو طبيب لسان.. وليس كغيره من أطباء المكان.. الذين ترى فيهم صورة الطبيب الإنسان. | |
|