للمرأة اهتمامات وقيم في الحياة تختلف عن اهتمامات وقيم الرجل . تهتم المرأة بالحب والحوار والجمال والعلاقات الاجتماعية , فنري النساء يقضين وقتا طويلا لمساندة ومساعدة بعضهن البعض إذ إن المرأة وبطبيعتها تري كيانها من خلال المشاركة في الحياة . يقضي الرجال وقتا طويلا في الكفاح في الحياة بينما هم المرأة هو التعايش بسلام في محيط ملؤه الحب والتعاون والمساندة .
بالنسبة للمرأة فإن جانب العلاقات الاجتماعية أهم من جانب التكنولوجيا ومعترك الحياة . لنضع في الحسبان ( إن أولويات النساء هي نقيض أولويات الرجال ) . الحوار بالنسبة للمرأة هو شئ اساسي وانه اكثر من تحقيق هدف ما أو النجاح في موضوع ما . الحوار المستمر يشبع رغبة المرأة . هذه النقطة حساسة جداً ومهمه بالنسبة للرجل وعليه أن يتذكر دائماً إذ إن الرجل لا يستطيع ان يفهم او يهتم بهذه النقطة , فإشباع الرغبة عند الرجل هي شعوره بالنجاح في جانب الحياة , كإصلاح شئ ما في المنزل أو تحقيق نجاح في العمل . يميل الرجل وبطبيعته الي الكفاح وتحقيق الاهداف , بينما المرأة وبطبيعتها الي تطوير العلاقات وتعميم الحب .
عندما يذهب الرجل الي المطعم مع اصدقائه , فإنهم غالباً ما ينخرطون في الحديث عن مشكلة ما ويحاولون ايجاد الحل المناسب لها " قد تكون مشكلة سياسية او اجتماعية او ماليه او حتي رياضيه " . ولكن المرأة عند ذهابها الي المطعم مع صديقاتها فإنها تجد الفرصة لتوطيد العلاقة وكذلك تحاول النساء آنذاك مساندة بعضهما البعض .
عالم الرجال ملئ بالمشاكل والمصاعب والاهداف وعليهم ان يجدوا ويكافحوا لاجل تحقيق تلك الاهداف المثلي والبقاء علي قيد الحياة . بينما عالم النساء ملئ بالعلاقات الاجتماعية والحب المتبادل والعواطف الجياشة والاهتمام والرعاية , لذلك تربت عند النساء حاسة ( توقع احتياج الاخرين للمساعدة ) وعليه فإن المرأة توفر مساعدتها لمثيلتها وبدون سؤال الاخري لها . عرض المساعدة عند النساء لا يدل علي المرتبة العليا , وكذلك فإن طلب المساعدة لا يدل علي أي ضعف أو تدني المرتبة . عرض تقديم مساعدة ما للمرأة يجعلها تشعر بانها محبوبة . بينما في عالم الرجال فإن التطوع في تقديم المساعدة يعتبر امرا غير مقبولا وقد يفسر احيانا علي انه نوع من الاهانة , إذ إن ذلك يجعل الرجل يشعر احيانا أن الاخرين غير واثقين من مقدرته ولذلك فإنهم يحاولون مساعدته . تؤمن النساء بفكرة المشاورة وتقديم الاقتراح وذلك دلالة علي الاهتمام والرعاية , وكذلك تؤمن النساء بالتطوير المستمر . فإذا كان هناك شئ ما في حالة صالحة فإن المرأة تفكر بالتغيير والتطوير والتحسين في ذلك الئ . عندما تحب المرأة أي شئ فإنها تصرح بما تفكر وما تقترح من تطوير وتغيير في ذلك الشئ , وكل ذلك نابع من منطلق الحب والاهتمام .في هذا المجال فإن الرجل يختلف تماماً عن المرأة , فهو كما ذكرنا " صاحب الحلول " وشعار الرجل في الحياة هو ( اذا كان هناك شئ ما يعمل بصورة منتظمة فدعه وشأنه ولا تعبث به ) دعه يعمل ولا تصلح الشئ إلآ إذا عطل وتوقف عن العمل . ولذلك فعندما تحاول المرأة ان تغير من مظهر الرجل والذي يعتبر بالنسبة لها تطوير , فإن الرجل يتغاظ ويتألم ويرفض ذلك إذ انه ينظر للمسألة من وجهة نظره , ولايمكن له ان ينظر للمسألة من وجهة نظر المرأة ألا وهي ان المسألة عبارة عن محاولة تطوير وليست إصلاح . ما الذي يحصل في مثل هذا الموقف ؟ الكل يعلم النتيجة , إحتجاج الرجل الشديد وغضبه وكذلك زعل المرأة . هدفها هو التطوير النابع من منطلق الحب والاهتمام . مافهمه الرجل هو عكس ذلك , رأت فيه عيباً وتحاول إصلآحه .ياسبحان الله فما أكثر من تكرر مثل هذه المواقف في حياتنا !!!! .